آخر الأخبار
محمد محسن الجوهري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
محمد محسن الجوهري
المشروع القرآني… الصوت الوحيد في وجه الصهيونية العالمية
الشهيد القائد وسيكولوجية الجماهير
"إياكم ودراسة الإنجليزية فإنها تورِث النفاق"
في اليمن وفلسطين.. منصات مشبوهة تحت يافطة \"الإعلام المستقل\"
مقدمات غربية تُمَهِّد لاغتيال محمد بن سلمان
العمليات الاستشهادية تقوِّض الكيان من الأسفل
تحركات إسرائيلية مكشوفة في اليمن
مرحباً بذكرى المولد الشريف وموسم تجديد البيعة لرسول الله
الإمارات بؤرة لتصدير "جدري القردة"
الصراع مع الكيان لا ينتهي برد أو اثنين

بحث

  
عملاء “إسرائيل” بين الدين والوطنية
بقلم/ محمد محسن الجوهري
نشر منذ: شهر و 19 يوماً
الأحد 28 سبتمبر-أيلول 2025 11:57 م


بما أن شعوب العالم كلها مجمعة على معاداة الكيان الصهيوني، فإن عملاء “إسرائيل” مضطرون لتغيير ثوبهم حسب الوطن والشعب الذي يعملون من داخله، فإذا كان أعداء الكيان هناك يرفعون راية الدين، فإنهم يرفعون شعار الوطنية، والعكس صحيح. فهم مرنون جداً بما يتناسب مع وضعية الكيان وحسب ما تقتضيه مصالحه.

ففي لبنان، حيث يتقدم أعداء “إسرائيل” بخطابٍ ديني معلن ويجاهرون بأن مقاومتهم للعدو تنطلق من عقيدة إيمانية، لم يجد العملاء وسيلة للطعن في هذه المقاومة إلا برفع شعار “الوطنية”. فبدأوا يروّجون بأن ما يقوم به المقاومون ليس دفاعاً عن لبنان وشعبه، بل محاولة لجرّ الوطن إلى صراعات خارجية وجعله جزءاً من “إمبراطورية دينية” تتجاوز حدوده. وحاولوا إقناع الناس بأن مواجهة الكيان الصهيوني ليست سوى مشروع مذهبي لا علاقة له بالمصلحة الوطنية، وأن كل تضحيات المقاومين ليست أكثر من خدمة لمشاريع عابرة للحدود. وتحت هذه اليافطة انضوى كل عميل وخائن، من يساريين وليبراليين وقوميين سابقين، لا يجمعهم رابط فكري أو سياسي، سوى الولاء للعدو والخضوع لإملاءاته، والاتفاق على هدف واحد: تشويه صورة المقاومة الإسلامية وعزلها عن بيئتها.

وفي الجارة سوريا، برز التناقض الأكبر، إذ أن النظام هناك كان يقوم على أساس قومي، ويرفع شعارات واضحة في العداء للكيان الصهيوني، كما قدّم دعماً سياسياً وعسكرياً للمقاومة في فلسطين ولبنان. ولأن شعار الوطنية لم يكن يخدم عملاء الصهيونية في تلك المرحلة، فقد لجأوا إلى رفع راية الدين، فاستقطبوا تحتها كل متطرف وجاهل، ليقاتلوا النظام تحت ذريعة “الجهاد” و”نصرة الإسلام”، بينما كانت نتائج أفعالهم تصب مباشرة في مصلحة الكيان. ولم يكن الهدف الحقيقي سوى إضعاف الدولة السورية وإسقاط النظام القومي الذي شكل سنداً للمقاومة.

لكن ما إن ضعفت بنية الدولة وظهرت فرص السيطرة، حتى انقلب هؤلاء العملاء إلى شعارات الوطنية، ليبرروا من خلالها تنصلهم عن فلسطين وانكفاؤهم داخل الحدود السورية، وليصوروا كل دعوة لمواجهة العدو بأنها تهديد “لمصالح الوطن”. وهكذا تحوّل الخطاب من “الجهاد في سبيل الله” إلى “الحفاظ على الدولة”، ومن معاداة “إسرائيل” قولاً إلى السكوت عن جرائمها عملاً، وصار التذرع بخدمة الوطن غطاءً مكشوفاً للتطبيع مع العدو، والتخلي عن القضية المركزية للأمة، وجعلوا من ذلك وسيلة للسكوت على تجاوزات العدو الصهيوني حتى بحق سوريا وشعبها.

أما اليمن، فتكرر المشهد نفسه وإن اختلفت الأسماء والشعارات. فقد ارتدى كثير من الأحزاب عباءة الوطنية لمواجهة القوى المناهضة للكيان الصهيوني. ومن أبرز الأمثلة حزب الإصلاح، الذي كان في الماضي يحرّم فكرة الوطنية ويصفها بأنها بدعة، لكنه اليوم يتبناها علناً ليبرر انخراطه في التحالفات الموالية للصهيونية من الداخل. ولم يكن ذلك نابعاً من حرص حقيقي على اليمن، بل مجرد محاولة لتغطية خيانته وتجميل ولائه لأعداء الأمة. وهكذا أصبح شعار “الوطنية” وسيلة للهروب من مواجهة العدو، وذريعة لتبرير العدوان، تماماً كما وصف الناطق باسم كتائب القسام دورهم بأنه لا يتعدى كونه أداة لتخدير مشاعر الشباب وصرفهم عن العدو الأول للأمة الإسلامية.

وهكذا يتبين أن عملاء الصهيونية لا يتحركون وفق مبدأ أو عقيدة، بل وفق مصلحة عدوهم، يتقلبون بين الدين والوطنية كما تتقلب الحرباء. فتارةً يرفعون راية الدين حين تخدم أهدافهم، ثم يخلعونها ليرتدوا ثوب الوطنية عندما يقتضي الأمر، والغاية دائماً واحدة: تشويه المقاومة، وإضعاف جبهة الأمة، وفتح الأبواب أمام المشروع الصهيوني ليتغلغل من الداخل. ومن لم يدرك هذه الحقيقة سيظل ضحية لشعارات براقة وأقنعة مخادعة، بينما العدو يثبت أقدامه، ويتقدم خطوة بخطوة، حتى يجد نفسه أمام خيانة مكتملة الأركان تُسوّق باسم الدين تارة، وباسم الوطن تارة أخرى.

 

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
ثلاثة28
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
اربعه28
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
اربعه28اربعه28
الجبهة الثقافية
عبدالمنان السنبلي
في الذكرى الأولى لارتقاء سيّد المقاومة
عبدالمنان السنبلي
فهد شاكر أبوراس
محاولة لإمساك نور الشمس
فهد شاكر أبوراس
سند الصيادي
سماحة نصر الله.. في الذكرى الأولى للخلود
سند الصيادي
المزيد