شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟
عمليات المقاومة العراقية تتصاعد.. ما هي تأثيراتها؟
ماذا يتنظر "إسرائيل" في اليوم التالي؟
خسائر العدو في غزة فاقت التوقعات.. هل يستطيع الصمود أكثر؟
"إسرائيل" بعد طوفان الأقصى: أقرب إلى الزوال
العدو يُستنزف في غزة.. هل فقد القدرة على متابعة عدوانه؟
صمود أسطوري في غزة ولا تفاوض تحت النار

بحث

  
لماذا أصبحت حركة “أنصار الله” رقماً إقليمياً صعباً؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: سنتين و 8 أشهر و 25 يوماً
السبت 03 يوليو-تموز 2021 08:36 م


لا يمكن لاي متابع للوضع الاقليمي والدولي ـ حتى ولو كان بعيدا الى حد ما عن الموضوعية وعن الواقعية ـ ان يتجاوز موقع ومكانة حركة انصار الله اليمينة، وان لا يعترف بقدراتها وبما تملكه من ثبات وقوة ومن جرأة، فاقت ما امتلكته جيوش متطورة ومنظمات واحزاب قادرة ومدعومة، وهذا الموضوع فرض نفسه بالفعل وليس بالقول، وقد يكون كافيا لاثبات ذلك، فقط عندما تتم مقاربة الحرب على اليمن والتي استمرت اكثر من ست سنوات حتى الان، والتي خاضتها “الحركة”، وكطرف رئيسي مع الجيش اليمني واللجان الشعبية، وصمدت وانتصرت بمواجهة كوكبة من الدول الاقليمية، من الاكثر تسليحا وتمويلا، والتي استفادت من دعم غربي غير محدود، عسكريا وإعلاميا وسياسيا وديبلوماسيا، ولنجد هذه الدول المعتدية اليوم، وبفضل الدور الاساسي الذي لعبته حركة انصار الله، تتخبط في مستنقع الفشل والهزيمة، فاقدة اي مبادرة او امكانية للخروج من هذه الورطة، وتخسر يوما بعد يوم من رصيدها السياسي والمالي والاقتصادي والاقليمي .
انطلاقا من ذلك، يمكن القول اليوم، ان حركة انصار الله اليمينة، أصبحت رقما صعبا في المعادلة اليمنية (وهذا تحصيل حاصل) وايضاً ، وهذا هو الأهم، رقما صعبا في المعادلة الاقليمية، والمرتبطة بشكل او بآخر، بالمعادلة الدولية، فكيف يمكن مقاربة هذا الموقع للحركة ، واين تظهر قدراتها التي جعلت منها رقما صعبا بما للكلمة من معاني، عسكريا ووطنيا واقليميا ؟؟

عسكريا

نتكلم في هذا الجانب عن مسار المعركة “التاريخية ” التي خاضتها انصار الله ـ كطرف اساسي من اطراف المقاومة اليمينة الى جانب الجيش الوطني واللجان الشعبية الوطنية ـ وكيف استطاعت الصمود بداية العدوان بامكانيات شبه معدومة، لتنتقل بفترة قصيرة الى استيعاب الامر بعد ان خاضت قتالا من اصعب ما يمكن ان تواجهه جيوش واحزاب وحركات مقاومة مسلحة، اشبه بالقتال باللحم الحي بمواجهة آلة حرب ضخمة، فيها كل انواع الاسلحة المتطورة عالميا، من قاذفات وطوافات ودبابات ومدافع ميدان آلية الحركة، ولتنتقل بعد فترة بسيطة الى الهجوم واستعادة المناطق المحتلة من العدوان، بالتواكب مع مسار غير طبيعي من تطوير القدرات والاسلحة النوعية، من صواريخ باليستية وطائرات مسيرة ومنظومات دفاع جوي، استطاعت بفضلها، اكتساب الميدان داخل اليمن، وتطوير معركتها الردعية الى خارج الحدود، ففرضت نفسها ايضا في عمق دول العدوان وخاصة في عمق السعودية، لتنتقل معركة الاخيرة من الهجوم المُرَكَّز داخل اليمن، الى الدفاع المتردد والضائع عن منشآتها ومواقعها الحيوية الاساسية، ولتفقد المبادرة التي كانت تملكها عند بداية عدوانها على اليمن.

اليوم، تحاول دول العدوان جاهدة، وبدعم غربي غير محدود، ايقاف زحف الجيش واللجان وانصار الله باتجاه مأرب، المدينة والمديريات، كنقطة اخيرة ما زالت تتمسك بها هذه الدول بشراسة غير طبيعية، حيث بخسارتها، يخسر هذا التحالف آخر فرصة ميدانية وسياسية ممكن ان تبقي عدوانه ومعركته على قيد الحياة، والا، مع تحرير مارب من قبل انصار الله والجيش اليمني، ستكون الضربة القاضية لهذا العدوان.

وطنيا

لقد قاتلت حركة انصار الله بمواجهة هذا العدوان عن كل محافظات اليمن، بمعزل عن هوية اي مكون يمني، ودفعت في سبيل ذلك الاف الشهداء والمصابين، من مقاتلين او مدنيين، وكانت دائما اسس واهداف جميع معاركها، تتمحور حول تحرير كافة المناطق اليمنية ، ففازت عبر ذلك بقلوب اغلب ابناء اليمن، جنوبا وشمالا وشرقا وغربا، ومؤشر ذلك بسيط جدا ويمكن استنتاجه بسهولة من خلال الانتصار الواضح والثابت الذي حققته الحركة المذكورة بمواجهة العدوان الضخم، حيث التفاف العدد الاكبر من ابناء اليمن، شكّل معبرا اساسيا لتحقيق هذه الانتصار، ومن دونه لم يكن هذا الصمود التاريخي ممكنا بتاتا، واساسا هذه هي سُنَّةُ الحروب والمعارك عبر التاريخ ، حيث البيئة الحاضنة لاية مقاومة تدافع عن الارض، تشكل السلاح الاكثر تأثيرا في معركة الدفاع عن الوطن.

وبمعزل عن الميدان، حيث قاتلت الحركة ببسالة في سبيل كل الوطن، هي اليوم ايضا، تخوض معركة سياسية شرسة، وتقاتل ببسالة في كل مناسبات وفرص المفاوضات، ايضا في سبيل حقوق كل ابناء اليمن، وفي سبيل وحدة اليمن، وهذا الموضوع ايضا ثابت ويفرض نفسه، من خلال المطالب الوطنية التي تشدد عليها الحركة في كل عمليات التفاوض والتواصل السياسي ، حيث لا تحصر مطالبها بمصالحها الخاصة، مناطقيا او مذهبيا، وبالنسبة لها، تقاتل لان تعود حقوق اليمن في المناطق الخاضعة لسيطرة العدوان، في عدن وسواحلها وفي المخا وفي حضرموت وفي المهرة وفي جزر سقطرة وميون وغيرها، تماما كما تقاتل في سبيل حقوق صعدة وعمران وصنعاء وميدي وحرض وحجة والبيضاء والجوف ومارب وغيرها من المناطق اليمنية المحررة.

اقليميا ودوليا

لقد اصبحت حركة انصار الله الشغل الشاغل للقوى الاقليمية والدولية، حيث تضع الاخيرة نصب اعينها هدف انهاء وجود الحركة، او على الاقل تقييد قدرتها وتاثيراتها في اليمن والمحيط، حتى انها اصبحت تشغل حيزا غير بسيط من الاستراتيجية الاميريكة في المنطقة، حيث لحركة انصار الله في نظر الادراة الاميريكة، دور اساسي لم يعد ممكنا تجاوزه او تخطيه، وبالاضافة لاعتراف هذه الادارة اخيرا بموقع الحركة على صعيد اليمن، فهي (الادارة الاميركية) لا تترك مناسبة الا وتحاول، اما استمالة الحركة من خلال رفعها عن “جداول ترامب الارهابية”، وحفظ موقعها في التركيبة اليمنية، اما الضغط عليها والتعامل معها من الند للند، كما تتعامل هذه الادراة مع جيوش ودول تعارضها في سياستها واستراتيجيتها.

واخيرا، وربما قد يكون هذه هو الاهم في ما فرضته حركة انصار الله على الصعيد الاقليمي والدولي، هو في المواجهة ضد العدو الصهيوني من ضمن معركة محور المقاومة كاملا، فقد اصبحت حركة انصار الله اليوم، اولا من خلال ما امتلكته من قدرات نوعية استراتيجية، اثبتت امكانياتها ومميزاتها، وعلى مسافات تجاوزت باشواط المسافة التي تفصل اليمن عن فلسطين المحتلة، وثانيا من خلال موقفها الثابت والتزامها الواضح، عقائديا وسياسيا، بمواجهة الكيان المحتل، اصبحت تشكل حاجزا عنيدا وعقبة جد مؤثرة، أمام “اسرائيل” وامام مخططاتها العدوانية، وامام امكانية استمرار احتلالها ووجودها في المنطقة كيانا غاصبا.

* المصدر : موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
إسماعيل المحاقري
خيبة أمل صهيونية من فشل التحالف الأميركي في البحر الأحمر
إسماعيل المحاقري
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
حكاية صمود وطن وشعب..!!
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
فضل فارس
شرف عظيم لنا أن قصفنا كما قصفت غزة
فضل فارس
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح حيدرة
معركة العدو ضد قادة ومشروع المسيرة
عبدالفتاح حيدرة
عبدالفتاح علي البنوس
عملية الوديعة وتخرصات المرتزقة
عبدالفتاح علي البنوس
د.عبدالعزيز بن حبتور
هنية في بيروت ولابيد في الإمارات.. مشهدان عاصفان
د.عبدالعزيز بن حبتور
خالد العراسي
«العصا والجزرة» لن تجدي نفعا مع الأحرار
خالد العراسي
عبدالرحمن مراد
الملف الإنساني سلاح العاجزين
عبدالرحمن مراد
عبدالفتاح حيدرة
إعادة تدوير الخيبة والفشل!
عبدالفتاح حيدرة
المزيد