شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟
عمليات المقاومة العراقية تتصاعد.. ما هي تأثيراتها؟
ماذا يتنظر "إسرائيل" في اليوم التالي؟
خسائر العدو في غزة فاقت التوقعات.. هل يستطيع الصمود أكثر؟
"إسرائيل" بعد طوفان الأقصى: أقرب إلى الزوال
العدو يُستنزف في غزة.. هل فقد القدرة على متابعة عدوانه؟
صمود أسطوري في غزة ولا تفاوض تحت النار

بحث

  
هل تنهي زيارة بيلوسي لتايوان انفصالها عن الصين؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: سنة و 7 أشهر و 24 يوماً
الخميس 04 أغسطس-آب 2022 12:10 ص


عقب زيارة بيلوسي لتايوان، بدأت الصين تؤسس لتحرك عسكري ميداني، انطلاقاً من الانتشار الواسع لوحداتها البحرية والجوية في مضيق تايوان، وفي الأجواء والمياه المحيطة بالجزيرة من كل الاتجاهات.

..

أغلب من تابع مسار التحضير الصاخب لزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركية نانسي بيلوسي لتايوان، والتي حظيت باهتمام عالمي فوق العادة، كان يستبعد حتى اللحظات أو الدقائق الأخيرة حصولها، وكان أغلب هؤلاء المتابعين أيضاً، وحتى اللحظات الأخيرة، ينتظرون مخرجاً دبلوماسياً أو سياسياً لإلغاء هذه الزيارة "اللغم". 

سبب ذلك الاستبعاد شبه المؤكد يعود إلى المعطيات الآتية: 

1 - حساسية هذه الزيارة بالنسبة إلى الصين، لكونها تضع تايوان بالنسبة إلى واشنطن في مصاف الدولة المستقلة ذات السيادة، تماماً مثل الدول الأربع الآسيوية التي حظيت بزيارة بيلوسي: ماليزيا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان. 

وفي وقتٍ تعدّ هذه الدول على رأس تحالف آسيوي (غير معلن رسمياً) يخاصم الصين أو على الأقل غير قريب منها، تكون تايوان بعد هذه الزيارة طرفاً خامساً ضمن هذا التحالف المعادي للصين.

بمعنى آخر، فيما تعمل الصين على إثبات سيادتها على تايوان، جاءت رئيسة السلطة التشريعية الأميركية، وبزيارة خاطفة، لتخطف تايبيه من حضنها التاريخي وتضعها في قلب جبهة مواجهة الصين الأكثر تأثيراً فيها.

2- التصريحات الصينيّة الرافضة للزيارة، وخصوصاً تلك التي قالها الرئيس الصيني إلى نظيره الأميركي مباشرة، أوحت بسبب تشددها غير المسبوق بأن الصين سوف تذهب بعيداً في منع الزيارة، ولو تطلب الأمر مواجهة عسكرية مباشرة مع الأميركيين، إضافةً طبعاً إلى حتمية تنفيذ أعمال صينية عسكرية وميدانية ضد تايوان ومضيقها، وإلى مناورات بكين الحالية في كل المنطقة المحيطة بتايوان وبمضيقها الاستراتيجي بحراً وجواً، وفي كل الاتجاهات، وبمستويات عالية من الأسلحة والقدرات العسكرية توحي بأن بكين كانت مستعدة للذهاب بعيداً جداً.

3- التردد الأميركي الذي ظهر على خلفية الإعلان عن إمكانية حصول الزيارة، ولاحقاً على خلفية التحضير لها، وتحديداً تحفظ البيت الأبيض ومسؤولي الأمن القومي والبنتاغون عن الموضوع، أوحى بأن الانقسام الأميركي الرسمي (الظاهر) حول الزيارة سوف يشكّل عاملاً أساسياً لإلغائها، لكون كل هؤلاء المسؤولين من المفترض أنهم فهموا، على الأقل من الناحية العسكرية، حساسية الموضوع وخطورته وموقف الصين منه، والذي لن يكون سهلاً أبداً.

من هنا، وفيما لم تؤدِّ كلّ هذه المعطيات إلى إلغاء الزيارة التي حصلت بحسب البرنامج المقرر من دون أي تغيير أو تعديل، كيف يمكن أن يفسر الموضوع لناحية الموقف الصيني؟ وكيف يمكن أن يكون رد بكين؟

من غير المنطقي أو الطّبيعي بتاتاً أن تتجاوز الصين الأمر، وتعتبر أن الزيارة، كما ادّعى البيت الأبيض، حصلت رغماً عنه، وأنَّ لرئيسة السلطة التشريعية الأميركية قرارها المستقل ولا يمكن التأثير فيه.

يعتبر المسؤولون في بكين، وربما الكثيرون في العالم، أن تبادل الأدوار بين مسؤولة الكونغرس الديمقراطية وإدارة الرئيس الديمقراطي ساهم في إخراج "المسرحية - الزيارة"، بهدف وضع الصين في موقف ضعيف، وبهدف إحراجها في الملف الاستراتيجي الأكثر حساسية الذي يشكل نواة الصراع الأميركي – الصيني.

لذلك، سيكون من الصعب على بكين تقبّلها. وفي الوقت نفسه، سيكون من الصعب عليها اتخاذ إجراءات "متهورة" قد تدحرج الأمور إلى ما لا يمكن ضبطه بين الطرفين الأكثر قدرة على إشعال آسيا كلها بنار مواجهة مدمرة، وفي منطقة هي الأكثر حساسية وخطورة وأهمية في العالم حالياً، والتي قد تفوق بحساسيتها شرق أوروبا وأوكرانيا.

حتى الآن، يبدو أن الصين بدأت تؤسس لتحرك عسكري ميداني انطلاقاً من الانتشار الواسع لوحداتها البحرية والجوية في مضيق تايوان، وفي الأجواء والمياه المحيطة بالجزيرة من كل الاتجاهات، وانطلاقاً من وضعية انتشار وحداتها ضمن مناورة واسعة كانت قد أطلقتها منذ أيام، وستظل مستمرة، كما يبدو، لوقت غير محدد، وخصوصاً في اتجاه جنوب الجزيرة وجنوب شرقها، حيث الامتداد البحري مع بقعة الاشتباك الحساسة في بحر الصين الجنوبي، وحيث تتمركز حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس رونالد ريغان"، المحاطة أو المحمية بمجموعة قتال بحري وجوي من عشرات السفن العسكرية، من مدمرات وقاذفات صواريخ، والتي كانت قد تحركت شمالاً في الآونة الأخيرة، وخلال الأيام الأخيرة التي سبقت الزيارة، نحو المناطق البحرية الجنوبية لتايوان ومضيقها.

ما يظهر حتى الآن من التحركات الصينية أن هناك أكثر من هدف تعمل وحدات بكين على تنفيذه. هذه الأهداف يمكن حصرها بتنفيذ انتشار بحري واسع في مضيق تايوان كله، وخلال مدة زمنية غير محددة، يعمل على ضبط الحركة البحرية في المضيق، التجارية أو العسكرية، من خلال إجراءات تفتيش وتوجيه تشبه ما تقوم به هذه الوحدات في محيط جزر باراسيل وسبراتلي في عمق بحر الصين الجنوبي، بحيث تُتَرجم هذه الإجراءات عملياً بأنَّ هناك سيطرة صينية تامة على الحركة البحرية في المضيق.

أيضاً، وانطلاقاً من اليوم، من المنتظر أن تقوم الوحدات الجوية الصينية بتنفيذ جدول طيران متواصل في الأجواء المتاخمة مباشرة للأجواء التايوانية فوق الجزيرة، ليتطور هذا الجدول يوماً بعد يوم أو ساعة بعد ساعة، بحيث يدخل أكثر وأكثر فوق الجزيرة مباشرة، تبعاً لرد الفعل التايواني الذي سوف يكون مُراقَباً ومتابَعاً بشكل دقيق وفعال من كل وسائل التدخل والإطلاق الصينية؛ البحرية والجوية والصاروخية البعيدة.

من هنا، وانطلاقاً من هذه الإجراءات العسكرية والميدانية البحرية والجوية الصينية التي لن تكون مدة تنفيذها محددة بوقت معين، بل ستكون مفتوحة في التوقيت على كل الاحتمالات، تكون الصين قد وضعت موضع التنفيذ مخطط إنهاء انفصال تايوان وإعادتها إلى حضنها رويداً رويداً.

كذلك، تكون الصين في الوقت نفسه قد وضعت واشنطن أمام مسؤوليتها وأمام مصداقية كلامها الرسمي بأنها تحترم "مبدأ صين واحدة"، كما تدَّعي دائماً، وتكون بيلوسي بزيارتها، التي اعتقد الأميركيون أنهم كسروا الصين من خلالها، ساهمت في إنهاء انفصال تايوان، وأهدَت بكين التبريرَ الذي كانت تنتظره منذ عشرات السنوات.

 

* نقلا عن :الميادين نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالفتاح حيدرة
من وعي وقيم ومشروع كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات في فلسطين 11 رمضان 1445
عبدالفتاح حيدرة
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طه العامري
حكاية صمود وطن وشعب..!!
طه العامري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
دينا الرميمة
تراتيلُ النصر والصمود.. على عتبات عام عاشر
دينا الرميمة
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن مراد
لعبة السلام في اليمن
عبدالرحمن مراد
مجاهد الصريمي
كربلاء.. خلاصة الصراع الأزلي
مجاهد الصريمي
عبدالرحمن الأهنومي
أَضْعَفُ مِنْ بَيْتِ الْعَنْكَبُوْتِ
عبدالرحمن الأهنومي
د.سامي عطا
تغليف الخيانة والعمالة بالفكاهة!
د.سامي عطا
إيهاب زكي
وساطة هوكشتاين وخيار يوم القيامة
إيهاب زكي
حسني محلي
أردوغان وداود أوغلو..من صَنَعَ الآخر؟
حسني محلي
المزيد