غزّة وشَرّ الدّواب
ناصر جبران
ناصر جبران
 

لقد باتَ مَصعُوقاً بها اليوم عَالَمُ
وما حَرَّكَتنا للجهادِ الجرائمُ

وباتَت على الأطلالِ بالقَصفِ غَزَّةٌ
بما باتَ منها غاصِبٌ وهو سائمُ

نراها على الأشلاءِ تُجتَاحُ بالأذى
كما بالوغى تطوي الجيوشَ الملاحمُ

ونحن الرّجال الصُبْر ماشاهدوا على
فلسطينَ ما جَرَّ الأذى وهو صادِمُ

وما بالنّساءِ المؤمناتِ التي إلى
بني العُربِ تَعزوها العُرَى والقَوَاسمُ

إذ انهالَ مِن قَصفِ الذي باتَ قَصفُهُ
وقد حَلَّ في أعذارِنا منهُ واصِمُ

على واجِبٍ لن يَعذرَ اللهُ عندَهُ
على الأمرِ مِنّا قاعِدَاً وهو قائمُ

وبالأهلِ والأطفالِ في غزّةٍ يُرَى
وقد أصعَقَتنا في الحِبَابِ الجرائمُ

بما باتَ منهم يَشتَفي مابمحوهِم
على الفَتْكِ وافَى غَزَّةً مَن يُدَاهِمُ

وحيث استُبِيحَت بالأذى وانتهاكِهِ
بما منهُ فينا تُستباحُ المحارِمُ

لنا غَضْبَةٌ في نُصْرَةِ الأهلِ ما على
وُرودِ الرّدى مِن رَفدِها قد تُقَاوَمُ

بِنَا مِن سبيلِ اللهِ عادت مَشَاهِدٌ
على غزَّةٍ منها تضيقُ العزائمُ

فلا الصَّبر يعنينا ولا العذْر عندنا
بما قيل مَنَّى مُرجِفٌ وهو آثِمُ

سَيُمحى بهِ ذَنبٌ وعارٌ يجرُّهُ
قعودٌ على أعقابِنَا اليوم جاثمُ

فإمّا على الإقدامِ تُلقي بنا الخُطَى
وإلّا فإنّ الخزيَ بالعارِ قادِمُ

سنأبى وأيم اللهِ منّا قعودَنا
ويأباهُ منّا رَبُّنا والمَكَارِمُ

وإنّ مَزَّقَ الأجسادَ بالقَصفِ غاصبٌ
وباتَت بهِ الذّرَّاتَ فينا الضّياغمُ

أيامَن إلى الإسلامِ دِينَاً عُزِيتُمُ
وما باتَ للإسلامِ يُعزَى المُساوُمُ

رأيتم بما اسرائيل مِن قَصفِ غزَّةٍ
تُريكم بما للأهلِ تأتي الجرائمُ

فلم تُبدِ منكم ما أُبِيدَت رجولَةً
كما في سرايا القدسِ أبدَت ملاحِمُ

وجاءت مع اسرائيل في بارِجاتها
فرنْسا وأمْريكا وَسُيقَت عَوَالِمُ

على محوِ عُرْبٍ بَينَنا هُم بِغَزَّةٍ
لِمَأوَىً تَحسُّ الغَزَوَ فيها الهزائمُ

ولم تخش منكم مَن غدَت مِن بحارِكُم
لها دون خوفٍ منكمُ مَن تُهاجِمُ

فما العُرْبُ عُرْبٌ أو رجالٌ تهابهم
مَن استَفرَدَت مِن عُرْبِنَا مَن تُقَاسِمُ

فلو كنتمُ يامَعْشَرَ العُرْبِ في الورى
رجالاً لَمَا مِن غَزَّةٍ نالَ واهِمُ

ولكنّكم فيمَن هجى العارُ منهمُ
بما يُوصِمُ الأشباهُ بالعارِ واصِمُ

وَلَا كان للأعداءِ مامِن بحارِكُم
لهم بات ممّا لاتُجِيزُ الصَّوَارِمُ

ولا اجتاحَت الأعراضَ منها بغزّةٍ
وأنتم رجالٌ مابها قد تساوُمُ

ولن تَجرُؤَا الأعداءُ مِن بَحرِكُم بما
على غَزَّةٍ جاءت بهِ وهو هادِمُ

لأنتم على الخُسرانِ مَن بِئتمُ بهِ
وأشقى الورى ممّن نرى لامَ لائمُ

فإنّ كنتمُ شَرَّ الدَّوَابِ التي هجى
هُدَى اللهِ ما في التَّيهِ ضَلَّت بهائمُ

عرينُ السّرايا والجهادِ التي بها
قضى اللهُ أمرَاً في العِدَا لايُدَاهَمُ

وفي شرّ حَتفِ فيهِ تُلقي على الرّدى
عدواً عليها كَم سرى وهو ناقِمُ

تُصَلِّي سرايا القُدسِ صَفَّاً بأهلِهَا
ومِن حولها كَم مُستَمِيتٍ يُقاومُ....!!!!


#لستم_وحدكم
#سرايا_القدس
#طوفان_الأقصى
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الثلاثاء 17 أكتوبر-تشرين الأول 2023 11:57:28 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=10442