بوصلة الطوفان
سامي الحوثي
سامي الحوثي

أطلقتَ مُنتَصِفا طُوفانَكَ الأَنِفَا
على العدى يا سُلَيمانيُّ مُنجَرِفا!
أطلقتَهُ قبلَ أن ترقى إلى الشُهُدا
ومنذُ أطلقتَهُ في الأرضِ ما وَقَفا
ما زالَ في القُدسِ يُردي الغاصبينَ لها
ومِنهمُو يَسلِبُ الطُغيانَ والصَلَفا
وقيلَ: أطلقتَ طوفانًا بنا كِسَفًا
أقولُ: بل أنتَ مَن أطلقتَنا كِسَفا
بل أنتَ وحدَكَ طوفانٌ ومُكتَنِفٌ،
لمّا اكتسحتَ العدى طوفانُنا اكتَنَفا..
فَتَحتَ بابَ الجهادِ الحُرِّ ندخلُهُ،
لم ينفتح قَبلُ حتى للأُلى الشُرَفا
والحربُ كُرهٌ لنا إلّا هُنا دَعَةٌ
ففي فلسطينَ يحلو الموتُ مُرتَشَفا
والموتُ في الناسِ يجري غيرَ مُنتَصِفٍ
منهم، عدا في يهودِ القُدسِ مُنتَصِفا
إن كنتَ تسمعُ صوتي يا شهيدُ فلم
يَعُد لنا هدفٌ غيرَ الفدا هَدَفا
ولم يَعُد لانتصارِ اللهِ من مَهَلٍ
إلا خُطَانا فإن عارًا وإن شَرَفَا
في كلِّ شبرٍ لنا قُدسٌ وحُرمتُهُ
كحُرمةِ المسجدِ الأقصى، ووا أسفا
في كل شِبرٍ لها جُرحٌ نُقَدِّسُهُ
ولن نُفَرِّطَ في شِبرٍ لها نَزَفا..
***
لم نَترُك الثأرَ مذ عينُ الأسى عَمِشَت
وما تَرَكنا وأعمى الدمعِ قد ذَرَفا
أنترُكُ الأرضَ وهي الآنَ زلزلةٌ
لم يبقَ للثأرِ إلا خُطوةٌ وكفى؟!
في القُدسِ ما نُطفةٌ فينا مُدَاهِنةٌ
ومن يُداهِن فلا تَعجَب بهِ نُطَفا
مثلَ الذنوبِ غدا تحريرُها عَجَبًا
ونحنُ أوّلُ خَلقِ اللهِ مُقتَرِفا
إن عادةُ العُربِ في الخِذلانِ قد طُبِعَت
عهدُ اليمانينَ في الثاراتِ ما اختلفا
فيا لثاراتِ أقصانا الشريفِ وقد
أخزى بنا رؤساءُ الأُمَّةِ الضُعَفا
شتَّى المشاعرِ أَدَّت نحوَ غزَّتِنا
وكلُّ نبضٍ إلى تلويحِها انعَطَفا
وكُلُّنا اليومَ قُوّاتٌ مُسَلَّحةٌ
لو بالعِصِيِّ ولا عُذرٌ لمن خَلَفا
تقولُ غزَّةُ في شالِ الشهادةِ: قد
تَلَثَّمَ النصرُ لمّا العالَمُ انكشفا
إن كان حُرًّا فما حُكَّامُهُ انصرفوا
عن نصرةِ القدسِ حتى عادَ مُنصَرِفا!
***
تقولُ للناسِ والمَسرَى يُوَحِّدُهم
تَوَحُّدَ الصرخةِ الغضبى بمن هَتَفا
تَوَحُّدَ الرَشَقاتِ الراجِماتِ عِدًى
تَوَحُّدَ اللحنِ في أوتارِ مَن عَزَفا
تَوَحُّدَ التينِ والزيتونِ في قَسَمٍ
تَوَحُّدَ الروحِ في ياءاتِها أَلِفا
تَوَحُّدَ الأرضِ بالإنسانِ في (حَلَبٍ)
تَوَحُّدَ المُفتَدَى (صنعاءَ) و(النَجَفَا):
كالنخلِ غزَّةُ رغمَ القصفِ ما انقَصَفَت
ورغمَ مَن لم يَصُن يومًا لها سَعَفا
لنا الصواريخُ بل كلُّ التي ارتَطَمَت
بنا، وللناسِ في الأيامِ مَن قَصَفا
لا تَمدُدَنَّ لنا كفًّا نُصَافحُها
في الحربِ يا صاحِ بل أَمدِد لنا كَتِفَا
مِن فوقِ أنقاضِ هذا القصفِ كلُّ أبٍ
يُفَتِّشُ الأرضَ عن أبناءِهِ نِتَفَا
وتحتَ أنقاضِ هذا القصفِ كان يُرى
طفلٌ نجا، غيرَ أنَّ الوقتَ ما اعترفا!
لم يَرتَجِف أبدًا مِن ظُلمِ قاتلِهِ
بل إنَّهُ من نفاقِ العالَمِ ارتجفا
فكيف تبدو بعينِ الخَلقِ خِلقتُنا
حتى ليقضوا علينا بالردى سَلَفا؟!
وكيف سِرنا أمامَ الذُّهلِ في نَبَإٍ
ونحنُ نفنى؟! ولا مَن يُوقِفُ الخَرَفا!
بِيعَت قَضيَّتُنا لكنّنا أبدًا
لن ننحني للقُضاةِ البائعي اللَّهَفَا
يا قمّةَ السُخفِ في خِزيٍ لكِ انقعدي
وفي الحضيضِ اربِضُوا يا أيها السُخَفا
لن تشحذوا من سلاحِ الحزمِ عاصفةً
على اليهودِ وقد تطبيعُكم عَصَفا
لأنكم حلفاءُ المُفسدينَ، وفي
قيامةِ الأرضِ إنَّ الموتَ للحُلَفا
***
القُدسُ حُرٌّ بأبطالٍ وليس بِمَن
يبيتُ بيتُ حرامِ اللهِ مُختَطَفا
طيرٌ أبيابيلُ من تحتِ المكانِ متى
ما أقلَعَت لم تجد للهِ مُلتَقِفَا

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الإثنين 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 03:47:27 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=11237