الحصار مقابل الحصار.. معادلةٌ فرضها الأحرار
فضل فارس
فضل فارس

القضية الفلسطينية هي من ستوحد المسلمين كُـلّ المسلمين في أقطار هذه المعمورة، بالتأكيد وتلك وعود الله، كما هي اليوم وتلك مصاديقها، حَيثُ يَصطف كُـلّ محبيها في صفوف عملية واستنكارية واحدة ضد من أراد السوء بها وَبأهلها وبذلك أَيْـضاً وهذه من إيجابيات هذه القضية الجامعة، حَيثُ تظهر وتعري وتفضح كُـلّ المنافقين والمطبِّعين الخارجين عن مضمون هذه القضية، كما هم اليوم أغلبية الأنظمة العربية والإسلامية من قد ارتموا في الأحضان الصهيونية عبر تخليهم عن هذه القضية، بل تعاونهم الصريح مع أعدائها كذلك في الأوساط اليمنية أُولئك المتشدقين بالحرية وإعادة الشرعية اليمنية، حَيثُ عرتهم هذه القضية فأصبحوا عبر تخليهم الصريح عنها في مصاف من يعاديها ويقف في وجهها.

اليوم والمنة لله بفضل هذه القضية في الشأن اليمني يتضح للجميع من لا يزال في أنفسهم أدنى شك وخُصُوصاً أُولئك المخدوعين وَالمطبلين لحكومة الارتزاق أن هذه الحكومة المرتدية من تسعة أعوام عباية الحريات والدفاع عن البلد عبر بيارق الشرعية وتحرير البلد من المجوس وَالهندوس وضم الجميع إلى الحضن العربي وكم يا دعايات.

إنهم إنما كانوا أحذية رخيصة وَحقيرة للأمريكي والإسرائيلي يحركها أين يشاء، وها هم اليوم يزيلون تلك العباية المخادعة فيتعرون أمام الجميع بقرار مشاركة كما قيل، وأنَّى لهم بلوغ ذلك “التحالف العسكري لحماية الملاحة” وذلك مع من وَللدفاع عن من؟!

كذلك لمواجهة من!؟ لمواجهة إخوانهم منبر اليمن الشريف، من يكرسون كُـلّ جهودهم وَإمْكَانياتهم للدفاع عن الأقصى قضية الأُمَّــة المركزية ومواجهة إسرائيل الكيان الغاصب وَالمتغطرس عدو الأُمَّــة جمعاء.

ما يعمله أُولئك العملاء الارتزاقيون في جنوب البلاد وعبر هذه القرارات التي يسمع عنها والتنسيق المفضوح والمُستمرّ مع الكيان الغاصب وأدوات الإدارة الأمريكية في المنطقة وذلك للدفاع عن الكيان الإسرائيلي وحماية مصالحه بذرائع وأكاذيب مصطنعة إنما هو انسلاخ كامل عن الإسلام ومعتقداته، عن الإيمان وَالقبيلة والحمية والحكمة اليمانية، عن العزة والشرف والإباء والكرامة التي تخلوا عنها؛ مِن أجل خدمة وحماية الأمريكي والإسرائيلي المحتلّ.

مواقف تلك الشلة الارتزاقية العميلة والمنحطة هي تكشف للجميع مدى خساسة ورخص هذا الدور الإجرامي الذي تقدمه وتتبناه تلك “المسودة الرخيصة” ضد شعبها لحصاره وقتله وتمزيق نسيجه الاجتماعي من تسعة أعوام خلت لصالح الأمريكي والصهيوني، ورغم كُـلّ ذلك فَــإنَّ مواقف هذا الشعب وأبنائه الغيورين والمدافعين عن قضيتهم العادلة لن تتبدل ولن تتوقف ولن يثنيها عن ذلك تطبيع المطبعين وتهديدات المتجبرين فهي مُستمرّة في خنق الكيان الغاصب حتى تتوقف آلة القتل الصهيونية عن جرائمها بحق أبناء فلسطين.

عمليات قواتنا الباسلة في البحرين العربي وَالأحمر ومضيق باب المندب والتي كان آخرها بعد أن تم استهداف السفينة النرويجية المحملة بالوقود، كذا منع العديد من السفن التي كانت متوجّـهة نحو الكيان استهداف سفينة حاويات المسماة “ميرسيك جبر لاتر” والتي كانت متجهة صوب موانئ الكيان، مُستمرّة وفي تزايد وبوتيرة عالية لخيارات استراتيجية متقدمة وعن ذلك تحكي موانئ الكيان التي أصبحت متوقفة كليًّا عن العمل، كذا الخسائر الاقتصادية الكبيرة والمرهقة الناتجة عن ذلك.

“الحصار مقابل الحصار” معادلة ملاحية يمانية فرضها الأحرار على كيان الاحتلال، وبالتالي فلا استيراد ولا تصدير ممكن أن تجريه تلك الموانئ الصهيونية حتى ينكسر الحصار والإجرام على أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم.

كما أن من شروطها الأَسَاسية الفعلية المبادرة في التنفيذ من قبل الأمريكي والكيان أن تدخل إلى أبناء القطاع وبدون تأخير -كون الضرر الكبير نتائجه السلبية مردودة على الكيان- كُـلّ المساعدات الإنسانية اللازمة للحياة من الأكل والشرب والدواء.


في الأحد 17 ديسمبر-كانون الأول 2023 10:55:22 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=11883