المشروعُ القرآني سِرُّ قوة الموقف اليمني المساند لغزة
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
 

منصور البكالي*

تثار التساؤلاتُ بين المتابعين للعدوان الإسرائيلي الأمريكي على غزة، عن سر ثبات وتصاعد الموقف اليمني المساند للقضية الفلسطينية، وأسبابه ودوافعه وأهدافه ومنطلقاته، وعلاقته بالقيم والمبادئ الإيمانية الأصيلة للشعب اليمني، وقيادته الثورية والسياسية المستندة لقوة المشروع القرآني وأثره في تغيير الواقع العملي للأُمَّـة، ومجريات الأحداث من حولها، وما يتطلب لإحيائه من الخطط والبرامج والاستراتيجيات والإمْكَانيات والقدرات والمسؤوليات والمهام، وإعادة تقديمه كحل وحيد، يشد شعوب الأُمَّــة إليه ويربطهم به، ويوحدهم حوله، ويمتلك القدرة الفائقة في حَـلّ مشكلاتهم المعاصرة، ويكسبهم القوة والغلبة والبأس والنصر في مواجهة أعدائهم.

المصاب الجلل للأُمَّـة والإنسانية جمعاء في قطاع غزة ومعاناة أهلها، يضع الجميع على محك المواجهة -واستشعار الخطر، والقيام بالمسؤولية الأخلاقية والمبدئية، والقدرة على الفعل المؤثر من عدمه، في مسار الصراع مع أعداء المجتمع البشري بشكل عام والعالم الإسلامي بشكل خاص- وقدم الصورة المعبرة عن أثر المشروع القرآني في الموقف اليمني المتقدم في مواجهة الكيان الصهيوني، على أكثر من صعيد، وأكثر من جبهة.

المشروع القرآني لم يكن غائباً عن تفاصيل ومفاعيل الموقف اليمني المساند لغزة، بل جسد حضوره الفاعل والكبير، في خطابات قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله” كُـلّ يوم خميس، وفي كُـلّ المناسبات الوطنية والدينية، وفي جسم الخطاب الإعلامي المنتظم، لمختلف الوسائل الإعلامية، وفي هتافات وشعارات وأهازيج الحشود المليونية، وبيانات المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، ومسميات أسلحة الردع، المستهدفة لعمق الكيان، وملاحته البحرية، والسفن والأساطيل الأمريكية والبريطانية المساندة له.

كما كان خطاب المشروع القرآني حاضراً وبقوة في مئات المسيرات الجماهيرية وآلاف الفعاليات والأمسيات الثقافية، ومئات المناورات والعروض والمسارات العسكرية المنتظمة” .

وسبق للمشروع القرآني تعميد بصماته وتدوين حضوره ورسم تجلياته ومعجزاته منذ الانطلاقة الأولى لتأسيسه الموثقة في ملازم الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي “عليه السلام” وما تحمله من هدي القرآن الكريم، وما تقدمه من بصائر ثقافية وسياسية وعسكرية واقتصادية… إلخ، كشفت المخطّطات الصهيوأمريكية في العالم، وأفشلتها في اليمن خلال 6 حروب عدوانية حاولت استهداف المشروع القرآني، وما لحقها من الحروب والاغتيالات والتفجيرات أثناء الحوار الوطني، وإرهاصات ما قبل ثورة 21 سبتمبر عام 2014م، وما لحق بها من عدوان وحصار أمريكي سعوديّ من قبل أكثر من 17 دولة، لتسعة أعوام مُستمرّة.

كلّ هذه المحطات والمراحل تؤكّـد أثر وفاعلية وسر المشروع القرآني، وتوثق مفاعيله وثماره في واقع الأُمَّــة، لحظة بلحظة، لتقدم للعالم سر ومصاديق الرسالة الإلهية، وعظيم أثرها في إصلاح واقع من يتحَرّك وفق توجيهاتها، وما موقف الشعب اليمني المساند لغزة، وهزيمة قوى الاستكبار العالمي في اليمن براً وجواً وبحراً إلى مفردات بسيطة لكشف البعد الاستراتيجي لأثر المشروع القرآني في تغيير واقع المجتمع البشري وحماية نواميسه الأخلاقية والإنسانية، ومؤشر أمل عن نتائج المواجهة والصراع بين قوى الخير والشر، تحمل معها عظمة الرسالة الخاتمة وأهدافها.

*نقلا عن : موقع أنصار الله


في الأحد 25 فبراير-شباط 2024 08:45:03 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=12684