قائد الأسطول الخامس: لا نستطيع تحمل الجهد في البحر الأحمر بمفردنا
لا ميديا
لا ميديا
 
تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
لايزال الجدل حول تورط الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الحرب على اليمن حماية للكيان الصهيوني الذي ينفذ حرب إبادة شاملة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، يعصف بإدارة الرئيس جو بايدن، التي تواجه انتقادات لاذعة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي من كلا الحزبين (الديمقراطي والجمهوري)، توازياً مع إرباك أمريكي يزداد يوماً بعد آخر، نتيجة الفشل الذريع في حماية الملاحة الصهيونية من بأسِ العمليات اليمنية المساندة لفلسطين.
وشكك أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في استراتيجية بايدن للتعامل مع الهجمات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ضد السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال حتى إيقاف عدوان الكيان المؤقت ورفع حصاره عن قطاع غزة.
ومع بدء قواتنا المسلحة أولى ضرباتها في البحر الأحمر، منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بما يتوافق مع إعلانها إطباق الحصار البحري على مختلف واردات كيان الاحتلال حتى رفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بعد أن وصلت بالشعب الفلسطيني إلى المجاعة، اتخذت الإدارة الأميركية قراراً بالتدخل العسكري المباشر بزعم «حماية الملاحة الدولية»، ونفذت ضربات شبه يومية على أهداف قالت إنها كانت تستخدم في تنفيذ الهجمات اليمنية على السفن، رغم تأكيد مسؤولين أميركيين وغربيين عدم جدوى هذه الهجمات، وهذا ما أكده الميدان أيضاً.
وخلال جلسة استماع بالكونغرس مع مسؤولي البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية، أوضح السناتور الديمقراطي تيم كين أن لديه مخاوف جدية بشأن السلطة القانونية التي كانت إدارة بايدن تعتمد عليها في الضربات وأيضًا بشأن تأثيرها. وقال: «في محاولة إعادة الردع، لا أعتقد أنك ستفعل ذلك إذا أصبحت الضربات 400 ضربة، أو 800 ضربة، أو 1200 ضربة». ومشككاً بالاستراتيجية التي ينتهجها بايدن والتي -على ما يبدو- لا تتعارض مع مسار رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو.
وأضاف كين: «أعتقد أنكم ستعيدون إرساء الردع عندما نحصل على صفقة رهائن تقودنا إلى هدنة، وتقودنا إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقودنا إلى القدرة على مناقشة إمكانية تمديد فترة الهدنة مهما كانت». ساخراً من مزاعم بايدن بأن الضربات ضد اليمن هي «للدفاع عن النفس، بقوله: «هذه أعمال عدائية، ولا يوجد تفويض من الكونغرس لها. فإن المادة 2 للدفاع عن النفس تعني أنه يمكنك الدفاع عن الأفراد الأمريكيين، والأصول العسكرية الأمريكية، وربما يمكنك الدفاع عن السفن التجارية الأمريكية، ولكن الدفاع عن السفن التجارية للدول الأخرى فهذا غير منطقي».
وأضاف: «هذا ليس دفاعًا عن النفس بموجب المادة الثانية من الدستور، ولا يمكن للرئيس أن يجعله دفاعًا عن النفس من خلال وصف دولة أخرى بأنها شريكة. إذا كنت تدافع عن السفن التجارية لدول أخرى، فمن المضحك من وجهة نظري أن نطلق على ذلك دفاعًا عن النفس».
واعتبر السيناتور كين أن العمليات التي تقوم بها أمريكا ليس لها جدوى في تحييد عمليات القوات اليمنية، قائلا: أعتقد أن أكثر شكوكي جدية الآن هي مدى فاعلية ذلك، وقد قال الرئيس بايدن بنفسه إن الإجراءات التي نتخذها ليس من المرجح أن تردع التصعيد الحوثي».
وخاطب السيناتور كلا من كينج وشابيرو بالقول: ”أشعر بخيبة أمل بعض الشيء لأنك حاولت بسرعة استبعاد ارتباط ما يحصل في البحر الأحمر عن الوضع في غزة”، مشيرا إلى بداية وتصاعد العمليات اليمنية لمن وصفهم بالحوثيين في البحر الأحمر كانت متعلقة بغزة من حيث التوقيت وكذلك المبررات.
ولفت إلى أن فترة التهدئة التي شهدتها الحرب في غزة إبان اتفاق تبادل الرهائن، انعكست هي الأخرى على انخفاض التصعيد في البحر الأحمر، مؤكدا أن التوصل إلى اتفاق هدنة هو ما سينهي التوتر في المنطقة.
من جهته، هاجم السناتور كريس ميرفي الذي يرأس لجنة التحقيق، بايدن.. وقال خلال مناقشة «الاستراتيجية» الأميركية في البحر الأحمر: «يبدو لي أنها الحرب بكل ما للكلمة من معنى دستوري».
وأضاف: «لا يوجد قانون حالي يسمح بالعمل العسكري ضد الحوثيين».
تجديد الاعتراف بالفشل
في السياق جَددت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بفشلِها الذريع في حماية الملاحة الصهيونية، وقال قائد الأسطول الأمريكي الخامس شارلز برادفورد كوبر، في تصريحات لموقع «المونيتور» الأمريكي، إن «ضربات التحالف الأمريكي البريطاني لم تنجح في ردع الحوثيين».
وأكّد الجنرال الأمريكي كوبر ثبوتَ فشل بلاده في الحد من العمليات اليمنية باعترافه باللجوءِ لطُرُقٍ أُخرى، حَيثُ قال في ذات التصريح: “أملُنا أن أفعالَنا ستوفِّرُ على الأقل بعضَ المساحة تسمحُ للدبلوماسية والمجتمع الدولي بالضغطِ عليهم للتوقف”، في إشارة إلى الإيمَانِ الأمريكي بفشل واشنطن ولندن عسكريًّا في تحقيقِ أية نتيجة في الفترة الحاضرة أَو المستقبلية.
وأضاف قائدُ الأسطول الخامس أنه “من الصعبِ القول ما إذَا كنا قد أبطأنا قدراتِ الحوثيين على شن الهجمات”، منوِّهًا إلى أن “الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل هذا الجهد العسكري في البحر الأحمر بمفردها”، في إشارة إلى أن الفشلَ الأمريكي المتواصل قد يقود واشنطن لحشد أطرافٍ غربية أُخرى؛ لمساعدتها على حماية الكيان الصهيوني.
وعبَّر كوبر عن مخاوف بلاده من تعاظم القدرات اليمنية، مُشيراً إلى أن «هناك العديد من المجالات الجوية، البرية، البحرية التي يمكنُ أن يعرِّضَ فيها الحوثيون البحر الأحمر للخطر» حد تعبيره.
وسبق أن قال نائب قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، إنّ القتال ضد اليمن في البحر الأحمر هو أكبر معركة تخوضها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح كوبر أن البحرية الأميركية أرسلت نحو 7 آلاف بحار إلى البحر الأحمر، وأطلقت نحو 100 صاروخ أرض -جو ضد صواريخ القوات المسلحة اليمنية وطائراتها المسيّرة.
وتؤكد اليمن مراراً ضمان حركة الملاحة في بحر العرب والبحر الأحمر وباب المندب لجميع السفن، باستثناء السفن «الإسرائيلية» وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال، حتى وقف العدوان على غزة. ومؤخّراً شملت الاستهدافات السفن الأميركية والبريطانية نتيجة العدوان الأميركي البريطاني على اليمن.

في السبت 02 مارس - آذار 2024 10:24:36 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=12766