هل آن لأمريكا إعلان الهزيمة في البحر الأحمر؟!
صادق سريع
صادق سريع

السياسية || تقرير || صادق سريع

“لم تنجح ضرباتنا في ردع اليمن، لكن نأمل أن تفتح مسارات سياسية، وليس بإمكاننا ردع هجماتها إلا عبر الضغط الدبلوماسي، وتفعيل دور المجتمع الدولي، فأمريكا لا تستطيع تحمل الجهد العسكري في البحر الأحمر بمفردها”.

لم تكن تلك الكلمات مجرد فضفضات عابرة، وإنما اعتراف صريح بالهزيمة أمام القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي على لسان قائد البحرية والأسطول الخامس الأمريكي لأعتى امبراطورية في العصر الحديث.

القائد البحري، الأدميرال براد كوبر، قال أيضاً: “من الصعب القول ما إذا كنا قد أبطأنا قدرات اليمن على شن الهجمات في ميائها الأقليمية”.

وأضاف لموقع المونيتور: “يتعين على المجتمع الدولي القيام بدوره، تجاه الوضع في البحر الأحمر، وهذا يمتد إلى ما هو أبعد من البُعد العسكري”.

ويقر قائد الأسطول الخامس الأمريكي في تصريح “للمونيتور” البريطاني، قائلاً: “تواجه الأساطيل الحربية الأمريكية صعوبات غير مسبوقة في مواجهة ضربات القوات اليمنية”.

ويؤكد موقع “المونيتور”، في تقرير تحليلي خاص به، بالقول: “فعلاً حقق اليمنيون هدفهم وفرضوا حصارا بحريا فعّالا في المنطقة”.. في إشارة إلى الحصار البحري الذي تفرضه اليمن على سفن “إسرائيل” والمتعاونة معها، والسفن الأمريكية والبريطانية المشاركة في العدوان على صنعاء.

– القادم أعظم
في المقابل، جدد قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تحذيره للعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني، بعبارته الشهيرة: “إن القادم أعظم بكل ما تعنيه الكلمة”.

وقال الحوثي في خطابه الأسبوعي، يوم الخميس 7 مارس 2024، حول آخر التطورات والمستجدات على المستويات اليمنية والفلسطينية والإقليمية: “إن القادم أعظم، وهناك بشائر كبيرة ستتكلم عنها الأفعال، وسيرى العالم الإنجازات الإستراتيجية لليمن التي ستولجها إلى مصاف دول معدودة في هذا العالم”.

ومُنذ 14 نوفمبر 2024، نفذت القوات المسلحة اليمنية أكثر من 96 عملية، منها أكثر 64 عملية في البحرين الأحمر والعربي ضد سفن “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا، و32 عملية للأراضي المحتلة، حيث أطلق 403 صواريخ باليستية ومجنّحة وطائرة مسيّرة؛ إسنادا لعملية “طوفان الأقصى”.

واستهدفت اليمن أكثر من 61 سفينة ومدمّرة أمريكية وبريطانية و”إسرائيلية”، معادية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب، مؤكدة أن عملياتها لن تتوقف حتى يتوقف العدوان على غزة”، المستمر مُنذ الـ7 من أكتوبر 2024.

– فقر معلوماتي
وبحسب خبراء عسكريين، يعاني “البنتاغون” من شحة معلومات إستخباراتية عن اليمن، ويعترف قادة البحرية الأمريكية، من منفذي الهجمات العدوانية على اليمن، التي بلغت 344 غارة حتى 7 مارس 2023، بالفقر المعلوماتي حول القوة التسليحية والمخزون العسكري للقوات اليمنية.

ويؤكد مسؤول كبير بوكالة المخابرات المركزية، يُدعى تيد سينجر، قائلاً: “إن مهمة الحصول على معلومات استخباراتية عن اليمن أصبح أكثر صعوبة مُنذ إخلاء الولايات المتحدة سفارتها في صنعاء بـ2015”.

ويرى موقع “المونيتور” أن الهجمات العدوانية الأمريكية – البريطانية على اليمن، مُنذ أن بدأت في 12 يناير 2024، أتت بنتائج عكسية – فكانت بمثابة “إثارةٍ لعش الدبابير”- على حد وصفه”.. في إشارة إلى ارتفاع معدل العمليات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، عكس ما كان يتوقعه قادة حلف العدوان.

وأقرت نشرة “دايلي أون ديفانس” العسكرية، التي توزع بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالقول: “إن الولايات المتحدة فشلت في مهمة ردع القوات اليمنية”.. مؤكدة امتلاك اليمن قدرة صاروخية تستطيع استخدامها في أي وقت دون توقف.

وعلقت مراسلة “فايننشال تايمز”، فيليسيا شوارتز
قائلة: “إن اليمنيين تحملوا هجمات القصف الجوي، وحربا وحصارا على مدى عقد من الزمن، نفذته دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات وأمريكا، لكنهم أثبتوا مهارتهم التكتيكية في الدفاع والهجوم، وتطوير الترسانة العسكرية، وفرضوا حظرا بحريا على سفن “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا في المياه الإقليمية”.

– ردع شبه مستحيل
وتؤكد مجلة “ذا أتلانتيك” بالقول: “إن ردع عمليات اليمن أصبح شبه مستحيل، ومن الصعب تقدير عواقبها”.
وأضافت: “عمليات اليمن جعلت السيد عبد الملك الحوثي الشخصية الأكثر شعبية وتأثيراً في الشرق الأوسط، منذ أن بدأت قوات بلاده بضرب الأراضي المحتلة ومهاجمة سفن “إسرائيل”، والمتجهة إليها؛ دفاعاً عن غزّة والشعب فلسطين”.

وتابعت: “السيد الحوثي يُعامل مثل تشي غيفارا العصر الحديث، ويتم مشاركة صوره وخطاباته على قنوات التلفزة الإخبارية، ووسائل التواصل الاجتماعي في القارات الست”.

والحديث لا يزال لـلمجلة الأمريكية: “عمليات اليمن العسكرية جعلت اليمنيين أبطالا في نظر شباب العرب والمسلمين، الذين يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى”، مؤكدة أنّ “العدوان الأمريكي – البريطاني لم يثنِ اليمن”.

– خطأ كارثي
في السياق، قال السيناتور الأمريكي كريس مورفي: “إن استمرار الحملة العسكرية ضد اليمن تحتاج تفويضاً من الكونغرس الأمريكي، وأن انخراط الولايات المتحدة في الصراع مع اليمن خطأ كارثي”.

ويؤكد تقرير، نشرته صحيفة “إزفيستيا” الروسية، فشل أمريكا وهجماتها الواسعة النطاق، التي تستهدف سيادة الدول في المنطقة.

وأوضح التقرير أنه على الرغم من العمليات التي تقوم بها أمريكا وبريطانيا ضد اليمن، فإن الوضع في البحر الأحمر لم يتغيّر بعد، ويواصل اليمنيون مهاجمة السفن “الإسرائيلية” والأمريكية والبريطانية.

وبعد أن كتب التاريخ وخلَّد ذكرى انتصارات المقاومة في غزة وصنعاء، وكُشفت أرقام خسائر أمريكا وحلفياتها والأنظمة العربية المطبعة في بحري “ذو الفقار والعرب” وخليج عدن وباب المندب؛ هل آن لقادة الصليب إعلان الهزيمة، ومغادرة المنطقة؟ وإلا فالقادم أعظم، والبحر الأحمر صار خطاً أحمر!!

نقلا عن : السياسية


في الأربعاء 13 مارس - آذار 2024 12:17:46 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=12933