ما يعز الله هين
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس

من يوم لآخر تثبت لنا الأحداث والمستجدات على الساحة المحلية والعربية والدولية مدى الاحتقار والمهانة التي ينظر بها العالم تجاه الدنبوع عبدربه منصور هادي رئيس جمهورية الفنادق ، هذا المسخ المسمي لنفسه بالرئيس الشرعي ، والذي يدعي أنه ممثل للشرعية المزعومة ، الدنبوع الذي لا قيمة له ولا مكانة ، ويستخدمه العالم كشماعة لتبرير وشرعنة جرائم ومذابح العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني على وطننا وشعبنا ، بادعاء أنه من طلب تدخل ما يسمى بقوات التحالف التي تقودها مملكة الشر بوصفه الرئيس الشرعي المزعوم ، رغم أنهم يدركون جيدا وبما لا يدع أي مجال للشك أن لا شرعية له على الإطلاق بعد أن قدم استقالته عقب انتهاء فترته الرئاسية وتمديد مؤتمر الحوار له لعامين إضافيين انتهت من زمان ولم تعد له أي صفة رسمية على الإطلاق خصوصا بعد أن شرعن للعدوان وأباح البلاد والعباد للعدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني ، وأعلن صراحة تأييده المطلق للعدوان ، وتوقيعه على الطلعات الجوية التي قتلت وما تزال عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء من النساء والأطفال ، وألحقت دمارا واسعا بالبنية التحتية وخلَّفت كوارث وأزمات كارثية على مختلف الأصعدة وفي مختلف المجالات .

استحقار الدنبوع من قبل غلمان السعودية والإمارات بات مثار تندر نشطاء التواصل الاجتماعي الذين جعلوا من هذا الدمية المسخ مادة للتمسخر والاستهزاء ، فهو لا يمتلك القدرة على مغادرة الفندق الذي يقيم فيه إلا بإذن من قائد حراسة الفندق الذي يتبع توجيهات السفير السعودي محمد آل جابر ، ولأن من يهن يسهل الهوان عليه ، وما لجرح بميت إيلام ، فإننا نشاهد الدنبوع خلال زياراته الخارجية التي يقوم بها لعدد من الدول كيف يستقبل بكل برود دون مراسيم رسمية على اعتبار أنه الرئيس اليمني من وجهة نظر العالم المنافق المرتهن للمال والنفط السعودي والإماراتي ، ولا غرابة أن يقتصر الاستقبال على ممثلين للدولة المضيفة مع طاقم السفارة وذويهم ، فهذا المسخ المرتزق لا شرعية له ولا يمثل الشعب اليمني ، وهو عبارة عن كرت حارق تستخدمه السعودية والإمارات لتبرير همجيتهما وإجرامهما وعبثيتهما في حق أبناء شعبنا ، وسعيهما لاحتلاله والسيطرة على ثرواته ومقدراته .

آخر الإهانات التي تعرض لها الدنبوع كان طرفها النظام المصري ، حيث وصل الدنبوع إلى مطار شرم الشيخ قادما من الرياض للمشاركة في القمة العربية الأوربية، وكان من المفترض أن يستقبل الدنبوع كما استقبل بقية الرؤساء ما دام عندهم رئيس لليمن ، لكن السيسي لم يجد غير وزيرة البيئة لاستقباله ليؤكد للعالم أن هذا المسخ لا يستحق أن تجرى له مراسيم استقبال كالرؤساء ، فهو عنده يلعب دور عادل إمام في مسرحيته المشهورة الزعيم ، رئيس كومبارس فقط ، ولذا من الطبيعي أن يهان ويحتقر ويذل ما دام رضي على نفسه لعب هذا الدور التافه الذي خان من خلاله وطنه وشعبه ، وتحول إلى أداة رخيصة ومبتذلة بيد أشباه الرجال من السعوديين والإماراتيين يحركونه وفق إرادتهم ، ويسيَّر وفق توجيهاتهم وأوامرهم .

بالمختصر المفيد.. يُقال في المثل الشعبي اليمني.. ما يعز الله هين ، ولا عزه هانه.. وهادي هين عزه الله وأوصله إلى مكانة ومستوى لم يكن يحلم بهما ، ولأنه هين بالممارسة لم يراع هذه النعمة، فأبدله الله بعد العز هيانة ومذلة مستحقة ، وسيرينا الله فيه بطشه وتنكيله وتعذيبه في الدنيا قبل الآخرة ، فما قام به ليس بالأمر الهين ، قال تعالى: ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) وعلى الباغي تدور الدوائر .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

في الثلاثاء 26 فبراير-شباط 2019 08:40:59 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=1400