الإمارات والغاز اليمني المسال
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس

كانت ولا تزال ثروات اليمن النفطية والمعدنية ، والمواقع الاستراتيجية للجزر اليمنية الممتدة من البحر الأحمر وصولا للبحر العربي والمحيط الهندي مطمعا لدول الاستعمار والاستكبار العالمي ، أمريكا لديها مطامع خاصة بها ، وبريطانيا لديها هي الأخرى مطامع خاصة بها ، وفرنسا أيضا ، حتى كيان العدو الصهيوني هو الآخر لديه مطامع يسعى من أجل الحصول عليها ، وجارة السوء السعودية هي الأخرى لديها الكثير من المطامع في بلادنا وفي مقدمتها التمدد في عمق الأراضي اليمنية ، ونهب الثروات النفطية ، والهيمنة على سلطة القرار اليمني من أجل ضمان تمرير أجندتها وأهدافها ومشاريعها وفي طليعتها تنفيذ مشروع الأنبوب النفطي الذي ينقل النفط السعودي إلى البحر العربي عبر محافظة المهرة ، ومؤخرا وعقب مشاركتها في العدوان على بلادنا انضمت دويلة الإمارات إلى قائمة الدول الطامعة في اليمن ، وبالتحديد جزيرة سقطرى وعدن وشبوة مستغلة الأوضاع غير المستقرة التي عليها المحافظات المحتلة الناجمة عن سياسة الاحتلال السعودي والإماراتي التي تجسد سياسة المحتل البريطاني ( فرق تسد) .

الإمارات الدويلة الزجاجية التي تدار من خلال مجموعة من الخبراء والمستشارين البريطانيين ويقودها الغر المتصهين محمد بن زايد ، تسعى جاهدة وبكل وقاحة وجرأة على المضي في انتهاك السيادة اليمنية واستباحتها بذريعة أكذوبة دعم الشرعية المزعومة ، لم يراعوا حسن الجوار ، ولم تشفع لهم العلاقات اليمنية الإماراتية الأخوية ، فذهبوا للحاق بالكيان السعودي في عدوانه الإجرامي على بلادنا ، ولم يتعظوا بمحرقة توشكا صافر ، ولا بعمليات توازن الردع التي ضربت عمقهم الاستراتيجي في دبي وأبو ظبي ، وما يزالون حتى اللحظة يواصلون انتهاكهم السافر للسيادة اليمنية ، وتدخلاتهم السافرة في الشؤون الداخلية اليمنية ، أعينهم على سقطرى التي باتت أشبه بمستعمرة إماراتية وعدن وشبوة .

يتحركون بشكل مباشر ومستفز وبشكل غير مباشر عبر أدواتهم وأذرعهم في المحافظات المحتلة ، يركزون اليوم على شبوة وسقطرى ، سقطرى باتت شبه خاضعة لهيمنتهم وسلطتهم ، وشبوة أعينهم على بلحاف ومشروع الغاز الطبيعي المسال ، هذا المشروع الحيوي الاستراتيجي الذي يمثل رافدا هاما من روافد الاقتصاد اليمني ؛ بات اليوم مطمعا لدويلة الإمارات بعد أن نجحت في السيطرة عليه عقب طرد مليشيات الإصلاح التي كانت تسيطر عليه .

شركة توتال الفرنسية -الشريك المساهم في مشروع بلحاف للغاز المسال- أعلنت عن عزمها تشغيل منشأة بلحاف واستئناف تصدير الغاز اليمني المسال إلى فرنسا والسوق الأوروبية وخصوصا عقب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية ، وبحسب مصادر إعلامية فإن قرار الشركة الفرنسية جاء عقب زيارة المتصهين الإماراتي محمد بن زايد للعاصمة الفرنسية باريس واللقاء مع الرئيس الفرنسي ماكرون والتوقيع على اتفاقيات مشتركة لتعزيز ما أسمته أمن الطاقة العالمي ، حيث يسعون لتشغيل منشأة بلحاف لحسابهم ومواصلة نهب الغاز اليمني المسال الذي توقف على خلفية المواجهات المسلحة التي شهدتها المحافظة بين عملاء السعودية وعملاء الإمارات من جهة أخرى ، والتي أدت إلى رحيل الشركة الفرنسية وتوقيف العمل في المنشأة ، قبل أن تصدر توجيهات فرنسية لشركة توتال لاستئناف العمل ، وإبلاغ الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال بالاستعداد لذلك في القريب العاجل ، ولا أعلم هنا من الذي أعطى الحق للمسخ الإماراتي لتوقيع اتفاقية مع الرئيس الفرنسي تتعلق باستئناف العمل في مشروع الغاز الطبيعي المسال اليمني ؟!

بالمختصر المفيد، مشروع الغاز اليمني الطبيعي المسال في بلحاف شبوة ما يزال رهينة المحتل الإماراتي وأدواته العميلة ، والمؤامرة الإماراتية التي تحاك ضده كبيرة جدا ، حاله حال الثروة النفطية والمعدنية التي يسعى تحالف العدوان للهيمنة عليها واستغلالها لحساباته الخاصة ، وتمويل مرتزقته ومشاريعه التآمرية التدميرية ، وهو ما يستدعي تشكيل جبهة شعبية لمقاومة المحتلين الجدد ، وإفشال مخططاتهم ومؤامراتهم ، والعمل الجاد على تطهير المحافظات اليمنية المحتلة من دنس الغازي السعودي والإماراتي ، والحفاظ على ثروات ومقدرات أبناء شعبنا ، واستعادة السيادة اليمنية على الأجواء والأراضي والموانئ والجزر والسواحل اليمنية .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.


في الثلاثاء 26 يوليو-تموز 2022 07:22:09 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=5676