سائق الحفلة ...
جميل الكامل
جميل الكامل
 


لا شك أن هناك علاقة وقرابة معنوية بين الكلمات المتقاربة في اللفظ قد تكون علاقة توافق اوتكامل اوتضاد أو تشابه المهم أن هناك علاقة
أدرك ذالك منذ مدة لكن ذالك كان جديدا على أحد أصدقائي والذي التقيت معه في مجلس مقيل بعد عودته من صنعاء ...في حين كنت عائدا من إحدى فعاليات المولد النبوي في إب
كنت معكر وحاد المزاج وأشعر بعدم الرضى لا ادري عن ماذا ..!!!
وأثناء تبادلنا الحديث سألته عن سبب تأخره بالرغم من أنه إنطلق من صنعاء السابعة صباحا
كما الححت عليه أن يتكئ ويتناول بعض أعشاب القات والتي ستزيل الإرهاق الذي كان ظاهرا عليه...
أرجع صديقي إلى أن سبب تأخره وإرهاقه وتعكير مزاجه كان بسبب سائق الحافلة...والذي قال أنه كان يبدوا متعلما وغير خبير بالسواقه ...
وأضاف اتعبنا كثيرا... إلى درجة أنني كنت افكر أن انزل في منتصف الطريق...
ثم التفت إليا قائلا الغرابة ليست في انزعاجي وعدم شعوري بالرضى ...فهذا طبعي كما وصف نفسه لكن الغريب هو اني لأول مرة أراك معكر المزاج ولا تتحدث عن الجمال وغير مبتسم ...
فقاطعته قائلا... إذا كان اتعبك سائق الحافلة التي كنت معه فأنا مثلك تماما لكن اتعبني سائق الحفلة التي كنا معه...
وبدأنا بالضحك والتعليق ودخلنا في الجد...

ويمكن أن الخص نتاج المقيل الفكري لذالك اليوم في الأسئلة التالية
-كيف لا تأبه قيادة انصار الله إلى مثل هذا الأمر ؟
-لماذا لاتنزل كتلوج وتعليمات وإرشادات مرورية لقيادة الحفلات والفعاليات ؟
لماذا لاترحم الركاب أقصد الحضور من تهور وأخطاء سواقين الحافلات ...أقصد الحفلات ؟

دائرة الثقافة القرآنية مشكورة أنزلوا ملازم وكتيبات لكل مناسبة
بإمكانهم أن يطبعو كتيبات كنماذج لتقديم الفعاليات لكل فعالية تقديمين أو ثلاثة
من خلالها يلخصوا أهداف كل مناسبة بطريقة سلسة مشوقة
قد يقول قائل دعوا الناس يبتكرون فالحاجة أم الإختراع
نعم هو ذالك لكن المجتمع بحاجة إلى نماذج ليصنع على غرارها

مقدم الفعالية أو الحفل أكثر من يتكلم في الحفل وأحيانا كما حدث معنا ذالك اليوم كانت الفعالية في وادي والمقدم في وادي اخر
أخذ وقت المتكلمين وعكر مزاج الحاضرين
أخطاء لغوية وأخطاء منهجية وأخطاء جوهرية واخطاء إنسانية واخطاء طبية...
ياتون بشخص لاعلاقة بالإبداع والبيان والبديع شخص من غير بصيرة كان يصلح أن يطلقون عليه مُؤخِّرا وليس مقدما ويتركونه يقود ويسوق الفعالية فلايصل الحاضرون إلى الفرزة إلا وقد طلعت نفوسهم هذا إن لم يتقيؤا ما يخفونه من الإنتقاد على كراسيهم ومقاعدهم

إن الكلمات التي يقولها المقدم قبل الكلمة التي سيقدم لها يجب أن تختار بعناية وبدقة فائقة ليهيئ السامع ويشوقه لسماع ما سيقدمه ويعدل ألأرضية التي سيضع المتكلم بناءه عليها وكذالك الكلمات والتعليق الذي يتبع الكلمة يكون تثبيتا وترسيخا لما قاله المتكلم وتهيئة للفقرة التي ستليه في ربط محكم متناسق يشعر السامع بالجمال
التناسق والترابط والإبداع والإمتاع والترويح عن الحاضرين يساعد ويساهم بنسبة تصل إلى أربعين في المئة من المادة الثقافية الأساسية التي سيتلقاها السامع

وهو أسلوب قرآني منهجي بديع نجد الحق عز وجل حين يريد الحديث عن مضمون معين من مضامين القرآن الكريم يهيئ له من بداية السورة ويلخصه في نهايتها ويدع للبلاغة والبيان والبديع والسجع والطباق والكنايات والقصة بأن تؤدي دورها
يوزع قصة موسى عليه السلام على معظم سور القرآن الكريم يورد منها في كل سورة مايصل في صالح المفهوم الذي يريد غرسه
ولا يكتفي بذالك وحسب بل نجد القرآن الكريم
كما يقول من لهم دراية بالإعجاز البنيوي فيه أن القرآن يمشي في ثلاثة مسارات
مسار يخاطب العقل كآيات التفكر والنظر
ومسار يخاطب القلب كآيات الرحمة وتقريب العباد
ومسار يتجه ويعمل على الجهاز العصبي وهو جانب التلاوة والترتيل والتغني بالقرآن بمافيه من احكام التجويد
وهذا المسار بالرغم من أنه ثانوي لكن يقول العلماء أنه أهم من ماسبقه لكونه بعمل على تهيئة القارئ والسامع للإستيعاب والتلقي
يهيئ السامع ويريحه ليستوعب بقية المسارات
لأن الغضبان لايستوعب وكذالك المنهار وكذالك الحزين وكذالك المنفعل ووووالخ
ولذالك فإنه من اللازم أن يشترك الشعر والنشيد والمسرح والكلمات وتتظافر لإيصال الرسائل المرجوة من هذه الفعالية أوتلك وتكون مترابطة ترابط يعكس مدى ماعليه المسيرة من النضام والإبداع وأنها جديرة بإدارة الدولة والشعب
إن القيادة التي تفشل في إدارة فعالية محصورة في صالة أو ساحة محدودة الجهات متوقعة الأحداث
فاشلة لاشك في إدارة دولة وحكومة ومعركة مفتوحة غير متوقعة الأحداث التي ستشهدها

https://t.me/JamilAlkaml


في الثلاثاء 11 أكتوبر-تشرين الأول 2022 07:15:01 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=6127