صَانِعُ الفُلْكِ
جميل الكامل
جميل الكامل
 

تحية/ لسيدي ومولاي الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي سلام عليك في ذكرى استشهادك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا


اللهُ أكبرُ كَم شَعُّوا وكَم غَرَبُوا
وأنتَ كَالشَّمسِ تَروِي ضَوءَك الحِقَبُ

من أين لي لغةٌ تروي سناك ، تفي
وأيُّ شعرٍ سيحكي عنك مايجبُ

ياسيدي كيف تروى الدهرَ ثانيةٌ
أم كيف يَكتُبُ مالا يُكتَبُ الأدبُ

وكيف تَكتُبُ أقلامُ الرجال وهم
يكاد يصهرهم من خطبك الغضبُ

فكل ذكرى رحيل أنت سيدها
يكاد حزن الدنا من جرحها يثب

قلتُ الحسينُ فكادت تغتلي أسفا
من قتله الأرضُ من تحتي وتضطرب

على ثراه سلامُ الشعر مانفحت
ذكراه فينا وشع القادة النجب

ما أزهرت من دماه الأرضُ وانبجست
حدائقا لرؤاه الخضرِ تنتسب

ماسلم الروحَ إلا بعدَ أن زرعت
يداه ألفَ حُسينٍ حيث فاض ربوا

من جرف سلمان حيث استشهد انبثقوا
يوزعون سناه حيثُما ذهبوا

فأنجم للهدى لطالبين هدى
وهم على كل من يبغي الردى شُهُبُ

منك استمدوا رؤاك الخضر وانطلقوا
فأنت هم إن غدوا في الأرض أو ذهبوا

تعلموا منك نفع الناس خدمتهم
وأنت تحنو على المستضعفين أب

وواجهوا الشر لا خوفا ولا رهبا
إذ كنت كاليث منك الكفر يرتعب

فكلُّ صرخة حق أنت مصدرها
وكل بارقِ نصر منك يلتهب

وكل نهرٍ يُرَوِّي الشعبَ من ظمئٍ
من نهرك الزاخر المعطاء ينسكب

ياسيدي يا حسين العصر يا مثلا
لكل من للهدى والحق ينتسب

فخبِّرِ الأرض يا هذا الصمود وقل
للدهر ما شاهدت عيناك يارجبُ

وأنت تبصر في الهيجا كتائبنا
منها فلول العدى تَقعِي وترتعب

نستلُّ أرواح من راموا مواجهة
ونغمد الخوف في أرواح من هربوا

ما لاح نصر ومالاح الحسين على
آفاقه بدرُ تمٍّ ليس يحتجب

أي الحسينين تعني قلت ملء فمي
كلاهما ابنٌ مضى للمفتدى وأبُ

كلاهما دمُه أودى بقاتله
وعاد أعدائُه بالبغي وانقلبوا

كلاهما كان خيرَ الخلق في دمه
وشع في كل فج حينما غربوا

كلاهما كان عيسى حاصروه وما
في كهفه قتلوه الأمس أوصلبوا

كلاهما كان موسى شق عزمهما
بحر المحال وما أرداهما الطلب

كلاهما كان إبراهيمَ، كان فتى
لقتله جاء من كل الدنا الحطبُ

كلاهما كان نوحا آخرا كفرت
بنوره الأرضُ لكن أهلُها غُلبوا

ويصنعُ الفلكَ والأعرابُ في سفهٍ
عليه يضحكهم من جده اللعبُ

وحان يومُ قصاص الله كم قُصمت
قرىً عليها أتى ماكان يرتقب

فتلك خاليةٌ منهم مساكنهم
عتابها الصمتُ إذ لا ينفع العتب

مذ فار كالماء من تنور قتلهما
طوفان حزنهما والناس تحترب

والخلق تقتل والأحزان في نهم
كالنار من قمم الآوين تقترب

والأرض تغرق إلا مَن بفلكهما
في كل عصر به نادوا اركبوا ركبوا

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الأربعاء 08 فبراير-شباط 2023 08:30:35 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=7186