خلاف سعودي اماراتي في عدن.. معضلة البحث عن تجانس معسكرات التحالف
طالب الحسني
طالب الحسني

في العام 2018 كتبت لهذه الصحيفة “راي اليوم” ان على السعودية حتما ان تختار حليفا واحدا في اليمن مع فوات فرصة القدرة على ذلك وسط معسكرات “ملونة” سياسيا وفكريا وجهويا، على أنه كان اتجاها اجباريا للخروج من الازمة مع شريكتها في التحالف (الامارات)

لقد ساد اعتقاد لدى قيادة التحالف العسكريين وخصوصا السعودية أن استراتيجية “تجميع” مقاتلين وحشدهم للجبهات وعسكرة المحافظات اليمنية الجنوبية سيعطي للمعركة زخما كبيرا لهزيمة صنعاء، لكن ما كان يحدث هو العكس، كل طرف او معسكر يحمل السلاح، كان يحمل معه طموح سياسي وعسكري بالضرورة على حساب شريك آخر ضمن مجموعة التحالف، فالذي يرفع “راية الانفصال” يرى في الآخرين الذين لا يزالون يرفعون “أعلام الوحدة” خصوم، وهو ما برز من وقت مبكر، بين الانتقالي (فصيل يطالب بالانفصال ومدعوم من الامارات) والاصلاح (اخوان اليمن) حلفاء هادي (عزل هذا الأخير لاحقا واستبدلته السعودية بالعليمي على رأس مجلس مكون من 8 شخصيات) ومنذ 2017 تحولت الخصومة القديمة الحديثة إلى نزاع عسكري تواصل فيما بعد وأدى إلى تغيرات كثيرة من بينها، سيطرة الانتقالي على عدن ولحج والضالع وجزء كبير من أبين (وسط وجنوب اليمن).

هذه التجربة مريرة بالنسبة للتحالف الذي تقوده السعودية، مع ذلك وبدلا من تقليل عدد المكونات العسكرية، ذهبت الرياض نحو الاعتماد على تشكيلة جديدة ـ سلفية قاعدية، على حساب طرفين قويين إلى حد ما.

لقد ادى ذلك إلى مزيد من الصراع وانحسار الثقة بالسعودية بالنسبة لأؤلئك الذين سمتهم الرياض في وقت سابق من عام 2015 ” بالجيش الوطني ” بينما عززت الإمارات نفوذها داخل صفوف الانتقالي وعزله عن السعودية عبر هيكلته بناء على الولاء لها مقابل إطلاقه انفصاليا، ومن تابع تلك التراتبية في الاحداث والاصطفافات وحتى القتال الداخلي، كان سيدرك إلى تعقيد جديد أمام التحالف فيما يتعلق بعدم امكانية الدفع باتجاه تجانس التشكيلات العسكرية المتعددة، ولاحقا بدت السعودية دون حلفاء واضطرت ان تفتح طاولة مفاوضات ( اماراتية سعودية ) انتجت اتفاق الرياض 2019، منح الانتقالي نصف ” السلطات ” الصورية دون ان يتنازل عمليا ونظريا عن ” مشروع ” الانفصال، فهو شريك وخصم للشريك الآخر في ذات الوقت .

ومرة اخرى وبعد 4 سنوات من اتفاق الرياض الذي كان يفترض أن يؤدي إلى دمج القوات العسكرية والامنية تحت معسكر واحد، قررت السعودية مؤخرا ان تشكل مكونا سلفيا آخر لمواجهة الانتقالي في عدن وحماية بقاء العليمي !

عمليا السعودية فتحت حربا جديدة تشبه إلى حد كبير تلك التي كانت في 2017-2019 بين الانتقالي والاخوان المسلمين وحلفاء هادي، والنتيجة التي تتركب الان، أن صعوبات كبيرة تقف في طريق بقاء العليمي المحسوب على السعودية في عدن، لاحقا سيطيح هذا الصراع بالمجلس الذي شكلته الرياض بديلا لهادي على الارجح، ان لم يحصل ذلك فلن تنجو من سيناريو الصراع الطويل وعدم الاستقرار ومزيد من التفكك والانقسام في معسكر التحالف .

  كاتب وصحفي يمني

@lhasanitaleb

 

* نقلا عن :رأي اليوم


في الخميس 02 مارس - آذار 2023 06:51:10 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=7437