مملكة الفلنتاين
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس


ما بين الفينة والأخرى تتحفنا مملكة الوهابية البريطانية الصهيونية المسماة السعودية بالجديد من القبح والسخف والسقوط ، لتظهر على حقيقتها ،وينفضح حالها ، ورغم كل محاولات التحسين والتلميع والتجميل إلا أنها تظل للقبح عنوانا وللسقوط والمتاجرة بالدين إنموذجا ، هذه المملكة الساقطة بفكرها وعقيدتها الوهابية عملت على تشويه صورة الدين الإسلامي والمسلمين ، وسعت وما تزال لطمس معالم الدين وعزل المسلمين عن كتاب ربهم وهدي نبيهم بواسطة مجاميع من منافقي العصر الذين يدعون العلم والورع ويصورون أنفسهم على أنهم علماء السنة المحمدية النبوية ، في حين أنهم عبارة عن قطيع من المقلدين والمدلسين الذين يتبعون سنة محمد بن عبدالوهاب مؤسس الوهابية ، ولا صلة لهم بالسنة المحمدية النبوية لا من قريب ولا من بعيد .

قبل أيام تسابق العديد من أفاكي الوهابية السعودية على الشرعنة للاحتفال بما يسمى بعيد الحب والذي يعرف بـ (الفلنتاين ) وأصدروا الفتاوى التحررية التي تدعم الاحتفال بهذا العيد ، محاكاة لليهود والنصارى ودول الكفر والإلحاد ، حيث عملت هذه الفتاوى على إنعاش مبيعات الورود والهدايا داخل السعودية ، وكل ذلك من أجل الحصول على رضا وقبول البيت الأبيض والخليفة ترامب ، ليقال بأن السعودية في عهد المهفوف ستكون غير وستكون مطية لتنفيذ كافة المخططات والمشاريع الصهيوأمريكية ، تسابق السعوديون والسعوديات على إحياء الطقوس الغربية الاحتفائية بهذا العيد ،ومعها خرست ألسن ومنابر وأدوات ما يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتحول (الفلنتاين) لدى الكثير من السعوديين إلى ما يشبه السنة المؤكدة ، ولم يعد بدعة ولا ضلالة ولا تقليدا لليهود والنصارى .

فالبدعة عندهم والضلالة هي الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، وذكرى الإسراء والمعراج ، وذكرى الهجرة النبوية وغيرها من الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية ، البدعة عندهم بسم الله الرحمن الرحيم ، وقراءة الأذكار بعد الصلوات المفروضة ، والصلاة على رسول الله وآله ، وزيارة قبور الموتى ، أما الرقص والمجون والسفور والتبرج للاحتفال بعيد الحب المزعوم فهي من السنن ؟!

هذه هي حقيقة مملكة (الفلنتاين) المخزية والمذلة ، وهذا هوحال الوهابية السعودية ، وهابية الكذب والدجل والتشويه والإساءة ، لم نسمع إدانة أو إستنكاراً لذلك ،
فهل يا ترى احتفل رسولنا الأعظم بعيد الحب هذا ؟! بالتأكيد لا وألف لا ، إذاً: لماذا لم يحرك خطباء الوهابية ساكنا تجاه ذلك ؟! يريد الأمريكان أن تعيش السعودية عصر الانفتاح الذي يفسد كل شيء ويسيء إلى الإسلام والمسلمين والمقدسات الإسلامية هناك ويجلب عليها السخط العربي والإسلامي ، وعندما يقرروا الإنقضاض عليها لا تجد من يقف إلى صفها ويدافع عنها ، لتجد نفسها فريسة سهلة لا حول لها ولا قوة ، وهذا ما يعتمل ويراد لها اليوم الوصول إليه من خلال إقحامها في الحرب والعدوان على بلادنا وسوريا وتآمرها على العديد من الأنظمة والدول في المنطقة.

بالمختصر المفيد, آل سعود ينفذون كافة الخطوات التي طلبت منهم لإثبات حسن السيرة والسلوك للصهاينة والأمريكان والتأكيد على أنهم باتوا أكثر يهودة من اليهود أنفسهم ، لذلك لا غرابة أن يحتفلوا بعيد الحب ، والكريسمس وغيرهما من الطقوس والمناسبات الغربية ، فأمريكا لن ترضى عنهم إلا بهذه الأعمال والتي تأتي كمقدمة مهيئة للتطبيع مع الكيان الصهيوني وضرب الإسلام والمسلمين من الداخل ، وستحمل لنا الأيام القادمة المزيد من التنازلات والممارسات الانبطاحية التي يحاول من خلالها آل سعود الظفر بالقبول والتأييد لدى ترامب المفدى وأبناء عمومتهم الصهاينة .

مملكة (الفلنتاين) مستعدة للمتاجرة بكل شيء والتنازل عن كل شيء من أجل أن تحاط بالعناية والرعاية والاهتمام الأمريكية الصهيونية والتي ترى فيها أشبه بسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

في الخميس 22 فبراير-شباط 2018 07:19:06 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=788