حمزةُ بن عبد المُطَّلِب..!
سامي الحوثي
سامي الحوثي

تَفَجَّرْ إذا ما الدمعُ ألقى قنابِلَهْ
عليكَ.. فما زالَ اصطبارُكَ ساحِلَهْ
شهيدٌ.. أتاهُ الموتُ غدرًا ولو أتى
كجُندِ الوغى ما باتَ بالدهرِ قاتِلَهْ!
أخو النورِ والمشكاةِ قَدْرًا وعمُّهُ
وصاحبُهُ ما بايعَ السيفُ حامِلَهْ
أُقابِلُ حزني بالخساراتِ كُلِّها
وما عَدَلَت دمعًا ل(أحمدَ) هاطِلَةْ
بَكَتْ أعينُ النسيانِ لمّا بكى ندًى
عليهِ رسولُ اللهِ نَعيًا ثواكِلَهْ!
و(حمزةُ) كانَ الأهلَ للناسِ كلِّها
متى انشَقَّت الأرضُ ابتلاعًا أواهِلَهْ؟!
كأنّي بهِ راودتُ حزني.. وأعيني
من الوجدِ حُبلى والقصيدةُ قابِلَةْ
ليَ اللهُ من حُبٍّ وحزنٍ بداخلي
لمن لم أَزِد شيئًا بهِ لأُجامِلَهْ
هو النخلةُ الضمأى إلى كفِّ (أحمدٍ)
ومنبرُ خَطوِ الشوقِ دربًا وقافِلَةْ
فنوحي بهذا الحُرِّ حُزنًا وعزَّةً
أيا أعيُنًا من جذوةِ الوجدِ سائِلَةْ
وقولي له: إنّي على العهدِ بالفدا
لِمَا رُمتَ، عهدًا دولةُ الظُلمِ زائلَةْ..

بكَ اشتدَّ عُودُ المُصطفى وهو بالهُدى
أشدُّ إذا ما الدهرُ أثقلَ كاهِلَهْ!
ولكنَّكَ الوجهُ الذي خافَهُ الردى
لأنَّكَ وجهُ القلبِ فَرضًا ونافِلَةْ
لأنتَ الفتى.. عيناكَ أجنحةٌ لمن
هَوَى خائبًا والظُلمُ ما انفكَّ راكِلَهْ
وكفَّاكَ.. كيف اخضوضَرَت بهما المُنى
وأُمنيةُ الصحراءِ يا (حَمزُ) قاحِلَةْ؟!
مصائبُ شتّى ليسَ تجلو بأهلِها
وجلَّيتَها.. كالحُلمِ يصدِقُ آمِلَهْ
وكالوعدِ بالإيفاءِ يَخلِفُ مَطلَهُ
تُسابقُ فيكَ الحقَّ طَويًا مراحِلَهْ
فبلَّغتَ للجهلِ الذي سادَ صفعةً
بها اللهُ للأسماءِ خطَّ رسائلَهْ
كأنَّ بها أوحى لكَ اللهُ آيةً
تُرتِّلُها في الحالِ فعلًا وفاعِلَهْ
وللهِ وجهَ الدهرِ كيف ضربتَهُ
وللهِ ذكرى عزّةٍ بكَ حافِلَةْ..
وذكرى وداعٍ لم يَهُن في حشاشتي
لأغفَلَ عن أشجانِهِ أو أُغافِلَهْ

أينساكَ فخرٌ سيَّدَ الفخرِ؟! إنّما
لِعُظمِ الإبا ما استدركَ الفخرُ واصِلَهْ
لَأنتَ ضُحى النورِ السماويِّ للورى
ومن شهداءِ النورِ سيَّدُها صِلَةْ
لكَ القِيَمُ المُثلى و(أحمدُ) عالِمٌ
وهل كنتَ إلا أهلَهُ وقبائِلَهْ؟!
كفى ب(عليٍّ) منكَ قَطرًا إذ استقى
قليلًا، و"هذا" ما أجلَّ قلائلَهْ..

بنا الذبحُ والتمثيلُ كالليلِ لم يَزَل
عدوًّا.. وما كنّا بهِ لنبادِلَهْ
وأكبادُنا لم تُستَسَغْ غيرَ أنها
تُلاكُ كمأكولٍ سيأكلُ آكِلَهْ..
نموتُ ولكنّا على الموتِ ثورةٌ
كما حطَّمَ المأسورُ ثأرًا سلاسِلَهْ
وإن نحنُ أقبلنا فهذي مسيرةٌ
نعودُ ولا زالت على البغيِ نازِلَةْ
يمانيَّةَ المعنى حُسينيَّةَ الرؤى
وحوثيَّةَ الوعدِ المُذِلِّ عواذِلَهْ
كسيفَيكَ في (بدرٍ) أتينا، وخَلفَنا
أسًى لا يُبالي بالوغى المُتَطاوِلَةْ
كريشتِكَ البيضاءِ حلَّقَ نصرُنا
وكم حطَّ بالغازي أعاليهِ سافِلَهْ..

15.6.2023

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الخميس 15 يونيو-حزيران 2023 09:08:56 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=8622