هموم الناس
سامي الحوثي
سامي الحوثي

زُجاجُ عينيَّ يا ربَّاهُ مُنكَسِرُ
على بسيطةِ خدّيْ الدمعُ مُندَثِرُ

تَشَقَّقَ الدمعُ حُزنًا حُزنَ مُصطَبِرٍ
وانهدَّ حتى بَكَاهُ كلُّ مَن صَبَروا

وأنتَ تدري ولكنّي أبوحُ بها
لعلَّ يَخفى عن المُستقبَلِ الأَثَرُ

كطفلةٍ أغمَضَت عينينِ مِن أملٍ
تخافُ حينَ إليها حَدَّقَ الخَطَرُ

قد أغمضَ الشوقُ والحُلمُ الدؤوبُ غفا،
والقلبُ يَجلِدُهُ التفكيرُ والسَهَرُ

وَصَلتُ لكنّني لمّا وَصَلتُ بلا
مُعانِقٍ تِهتُ.. حتى أجهشَ البَصَرُ

نسيتُ أنَّ معي حُزنيْ المسافرَ، لم
أقتلْهُ في الدربِ ظُلمًا، إنَّهُ بَشَرُ..

لو لم يَكُن مِن هموميْ الناسُ في بلدي
لَمَا استوى الرَّحلُ في صبري ولا السَفَرُ!

حَذِرتُ من همّيَ الطينيِّ مُنهَزِمًا،
ومِن قتاليْ همومَ الناسِ لا حَذَرُ!

عن غيريَ الضرُّ مدفوعٌ بأُمِّ يَدِي
وعنّيَ الضرُّ لم يُدفَع ولا الكَدَرُ..

مودَّةُ الناسِ في القُربى كعادتِها
جَفوٌ، ومِن أمسِ ألظى لو يُرَى الشَرَرُ..

لكنّنا في ثباتٍ كالجُنُونِ إذا
ككربلاءَ ذَوَت آمالُنا الدُرَرُ..

وعادةُ القتلِ فينا لم تَزَل حُلَلًا
أماجدًا إذ لقينا الموتَ نفتخرُ

سلامُ قلبيَ لابنِ الفضلِ أنبضُهُ
ما كانَ أوفاهُ حتى وهو يَحتَضِرُ

ما كان أكثرَهُ عندَ الخُطُوبِ معي
وما أقلَّ الورى منهُ.. وهم كُثُرُ!

وإنّني قد أَلِفتُ الشوقَ صاحبةً
وإنَّ أبناءَها أشعاريَ الغُرَرُ

متى تَبَسَّمَ لي دهرٌ أعَدَّ أسًى
مُباغِتًا غيرَ أنّي كنتُ أنتظرُ

بعضُ الصداقاتِ لا تُبقِي عليكَ كما
مِنَ العداوةِ ما يُبقِي وما يَذَرُ

ثوّارُ مَن ثَأَروا للهِ وانتَصَروا
كأنَّ مِن رَبِّهم للظُلمِ قد ثَأَروا!

أرى بلادًا من الظُلَّامِ ما بَرِئَت
كأنّني بالنضالِ الحُرِّ أنتحرُ!

أرى بوجهِ أبي سِربًا مِنَ الشُهَدا،
بستانُ آلامِهِ رَغمَ الأسى نَضِرُ..

لا ننثني عن قتالِ الجنِّ إن حَضَروا
طوبى لمن كَفَروا بالمجدِ أو غَدَروا!

نحنُ الخُصُومُ الذينَ الدهرُ يعرفُهم
لو أنَّ مَن فَجَروا يومًا لنا نَظَروا

السادةُ الشَرَفُ الأعلى متى حكموا
الأرضُ تجني السما ممّا بها بَذَروا..

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الأربعاء 30 أغسطس-آب 2023 09:44:56 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://www.cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.cfca-ye.com/articles.php?id=9642