حقيقة الأطماع السعودية الإماراتية في اليمن
الأحد 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 الساعة 08 مساءً / متابعات - سبأ نت :

سبأ : كتب: المحرر السياسي

انكشفت أهداف السعودية والإمارات في حربهما على اليمن، وبرزت للسطح أطماعهما الحقيقية، واتضح ذلك جلياً من ذهاب السعودية بقواتها العسكرية إلى محافظتي حضرموت والمهرة، وهما محافظتان بعيدتان كل البُعد عن ساحات الصراع والمواجهات العسكرية، وتركيزهما على الجزر والسواحل والمحافظات الشرقية.

اليوم ترى السعودية في اليمن الذي مزقته الحرب وهي الطرف الرئيسي في العدوان عليه، فرصة مواتية لمد أنبوب لنقل النفط الخام السعودي عبر الأراضي اليمنية، وهو الهدف الأساسي الذي تدّخلت من أجله دول العدوان بقيادة السعودية بدعم أمريكي بريطاني، لكن بسبب طول المدة الزمنية للحرب كشفت السعودية والإمارات عن أطماعهما الحقيقية في اليمن، وتجلى ذلك في السيطرة على الموانئ والجزر اليمنية الاستراتيجية ومنابع الثروة النفطية وإبقائها تحت سيطرتهما بشكل مباشر أو عبر مليشيات موالية لهما.

إن طول المدة الزمنية للحرب اليمنية الذي تجاوز اليوم السبع السنوات، مرشحة للاستمرار إلى أجل غير مسمى بسبب الصراع الخفي السعودي الإماراتي حول مصالحهما في اليمن، فالسعودية والإمارات اتخذتا من الحرب اليمنية مبرراً للتدخل في اليمن لتحقيق مصالح وأطماع مرّحلة لهما في الأراضي اليمنية.

السعودية والإمارات تعبثان بالمحافظات الجنوبية والشرقية والجزر اليمنية، ولعل أبرز مظاهر ذلك العبث يتركز في إحداث تغييرات ديمغرافية في الجزر اليمنية كترحيل السكان واستقدام سكان آخرين من محافظات أخرى، موالين للاحتلال، وكذلك استحداثات عسكرية كبناء مطارات وقواعد بحرية بمساعدة خبراء عسكريين إسرائيليين وأمريكيين وبريطانيين، فضلاً عن التجريف الممنهج للمكون البيئي خاصة في أرخبيل سقطرى وإتباع أسلوب الإغراء والترهيب للسكان الأصليين لإجبارهم على قبول الاحتلال، والقمع بقوة لأية تحركات مناوئة للاحتلال.

هذه الإجراءات لم يمارسها الاحتلال البريطاني في فترة احتلاله لجنوب اليمن طيلة 128 عاماً، فيما الإمارات لم تراعِ في تعاملها مع الجزر اليمنية ومدن السواحل كالمخا وعدن أي حرمة ولم تردعها أي صلات تتعلق بالعروبة والدين والجوار.

إن دويلة الإمارات أسوأ من الاستعمار القديم، واتضح ذلك جلياً تدخلها السافر في اليمن وليبيا والصومال وسوريا وغيرها من الدول.

ثمة أمر ملاحظ في طبيعة السياسة الخارجية الإماراتية؛ إنها تريد تقدّم نفسها كدولة إقليمية له ثقل ووزن على المستوى الدولي، لكن الذي لا تريد أن تفهمه هذه الدويلة أنها لا تمتلك المقومات والمؤهلات اللازمة لذلك لا جغرافياً ولا ديموغرافياً ولا عسكرياً ولا صناعياً ولا حتى تاريخياً، دولة أشبه ما تكون كسوق للمنتجات الغربية والشيء المؤكد أنها فقدت انتماءها العربي والإسلامي وأصبحت دولة بلا هوية.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
أبناء أبين والبيضاء يحتفون بزفاف 430 عريسأ وعروساً بدعم هيئة الزكاة
حامد: مدونة السلوك مرافقة للدستور ومنسجمة مع الهوية الإيمانية
الوهباني: مدونة السلوك الوظيفي انطلقت استجابة للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة
170 ألف مريض مهددون بتوقف إمداد الأدوية المنقذة للحياة جراء العدوان والحصار
المسيرة تحصل على مشاهد لاستهداف وتصفية النظام السعودي لمهاجرين أفارقة على حدوده