مسؤولون أمريكيون يقرون: نحن الآباء الحقيقيون للقاعدة وداعش
السبت 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 الساعة 08 مساءً / متابعات - موقع لا الإخباري :
 
مروان أنعم / لا ميديا -
جرت العادة أن يبحث المحققون في أية جريمة تقع في أي ركن من زوايا الأرض، عن المستفيد من الجريمة، إلا مع الجرائم التي ترتكبها المنظمات التكفيرية الإرهابية، وبالأخص 
«القاعدة» و«داعش»، فإن المحققين يبحثون عن الضحية لاتهامها، لأسباب تتعلق بالمصالح السياسية والمطامع الاقتصادية للشيطان الأكبر أمريكا.
الكثير من المحللين والمفكرين في العالم على اختلاف دولهم وانتماءاتهم، يجمعون على أن التنظيمات التكفيرية، كانت نتاج تزاوج أجهزة استخبارات على رأسها (CIA) الأمريكية، مع دول أخرى، في مسعى لتجميع أكثر 
المجرمين في العالم عنفاً ودموية، لتدشين عهد جديد من عهود إعادة إنتاج الاستعمار من خلال التدخل، واستباحة كل مكان تتواجد فيه تلك الكيانات المزروعة من قبل اليانكي الأمريكي.
(CIA) رحم التنظيمات التكفيرية
في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وتحديداً العام 1979، بدأت تتبلور فكرة تنظيم ودعم وتدريب من كانوا يسمون «المقاتلين الأفغان» من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) لغرض مواجهة الحكومة الموالية للاتحاد السوفيتي.
هذا ما أكده زينغيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي لجيمي كارتر، حين قال في تصريحات صحفية بأن «وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دعمت الإسلاميين الأفغان حتى قبل غزو الروس للبلاد في ديسمبر 1979، وأن الولايات المتحدة منحت المعارضين للنظام الموالي للاتحاد السوفياتي في كابول مساعدات سرية قبل 6 أشهر من الغزو السوفيتي».
وأضاف بريجنسكي: «في الفترة (1982ـ1992) أقامت وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) معسكرات تدريب في باكستان، وجنَّدت خلال 10 سنوات قرابة 35 ألف مقاتل، من 43 دولة، للقتال في صفوف المجاهدين الأفغان، فيما تكفلت الـ(CIA) بدفع ثمن الإعلانات التي ظهرت في الصحف والنشرات الإخبارية في جميع أنحاء العالم، لتوفير الإغراءات وتقديم المحفزات للانضمام إلى الجهاد»، حسب تعبيره.
الأفيون يمول عمليات التكفيريي
علاقـة المخابـرات الأمريكية في إنشاء وتبني التنظيمات التكفيرية، كشف عنها وليام كيسي، المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قبل اغتياله، فقد أوضح في مقابلة صحفية أن المخابرات المركزية الأمريكية وجدت أن تمويلها للمقاتلين في أفغانستان قد تزايد بصورة تتجاوز قدراتها، وتقتضي الحصول على تصديق من الكونجرس لتمويل هذه العملية، وجاء الحل عندما زار رئيس المخابرات الفرنسية آنذاك واشنطن، والتقى بالسير وليام كيسي وسأله عما تفعله الولايات المتحدة بالأفيون الذي يصادر في أفغانستان، فأوضح له أنه يتم حرقه، فاقترح المسؤول الفرنسي أن يتم بيع هذا الأفيون والمخدرات في منطقة «الشرق الأوسط» وآسيا، وتستخدم حصيلة البيع لتمويل تلك العمليات.
لاحقاً تم عرض الأمر على الرئيس الأمريكي وقتها رونالد ريجان لاستطلاع رأيه، وعندما قابل المسؤول الفرنسي الرئيس ريجان وعرض عليه الأمر، استفسر ريجان من كيسي عن رأيه بهذا الخصوص، فأكد له أنه الرئيس وأنه صاحب القرار، وذلك خوفا من تحمله المسؤولية، فأوضح له ريجان أنه يوافق على ذلك، فارتفع إنتاج الأفيون في أفغانستان 4 أضعاف لتمويل صفقات السلاح وعمليات التكفيريين في أفغانستان.
رفع السرية عن وثائق هيلاري
مؤخرا وضمن الصراع الانتخابي بين ترامب الجمهوري وبايدن الديمقراطي، أقر الرئيس المنتهية ولايته ترامب، رفع الغطاء عن وثائق سرية مأخوذة من بريد هيلاري كلينتون التي كانت تشغل وزيرة الخارجية في إدارة أوباما خلال الفترة (2009ـ2013).
تشير إحدى المراسلات إلى أنه في ظل إدارة أوباما سعت الولايات المتحدة إلى تمكين الإخوان المسلمين و«داعش» من المنطقة العربية بأكملها، وأن هذا كان يجب أن يتم بدعم تركيا.
تقول هيلاري كلينتون في كتابها «خيارات صعبة» الصادر باللغة الإنكليزية، «إنّ الإدارة الأمريكية قامت بتأسيس «داعش» من أجل مخطط تقسيم الشرق الأوسط».
ومؤخراً كشف موقع ويكيليكس، وثيقة مسربة من البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري، يؤكد أن السفيرة الأمريكية في قطر سوزان ليلى زيادة التقت عام 2012 رئيس الحكومة القطرية آنذاك حمد بن جاسم آل ثاني، ووزير دفاعه خالد العطية، وبحثت معهما مسألة تزويد المعارضة السورية بالسلاح الثقيل.
ووفقاً للوثائق فإن الإدارة الأمريكية في 2014 اعتبرت أن تقدم «داعش» يمكنها من التعاطي مع الملفات الأمنية في المنطقة والتدخل العسكري مباشرة، إلى جانب دعم الفصائل الإخوانية والسلفية التكفيرية، والتي وصفتها الوثائق بـ«الجيش الحر» لمواجهة الجيش العربي السوري وحلفائه.
إحدى الرسائل الخاصة التى تم تسريبها ضمن إيميلات هيلارى كلينتون، سلطت الضوء على خطة الخارجية الأمريكية في ليبيا، إذ قالت الرسالة الموجهة من جاكوب سوليفان، مسؤول في الخارجية الأمريكية إلى كلينتون: «قدمنا في طرابلس وما حولها مساعدات عسكرية سرية للمعارضة ـ المقصود هنا الجماعات التكفيرية ـ بما في ذلك شحنات الأسلحة، لكن يجب أن يتم القتال من جانب الليبيين أنفسهم».
الرياض والدوحة دفتر شيكات للإرهاب
أحد الأسباب الرئيسية للخلافات الخليجية، وتحديداً حصار قطر، تمثل في الهزيمة والخسارة التي تلقاها تنظيما «داعش» و«القاعدة» الإرهابيين في سوريا والعراق، على أيدي أبطال المقاومة والجيشين السوري والعراقي، ومن هنا بدأت الدول الخليجية الممولة لتلك الجماعات التكفيرية، في الانفضاح ومحاولة تبرئة ساحة كل دولة باتهام الأخرى.
وفي 2018 اعترف الدب الداشر محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في تصريحات لصحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية، أن بلاده نشرت الوهابية والتطرف بطلب من حلفائها الأمريكيين لمواجهة نفوذ الاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة. وبحسب باحثين ومراقبين فإن تصريحات ابن سلمان تكشف عن طبيعة الدور الوظيفي الذي قامت به السعودية في تمويلها ودعمها لنشر الوهابية والجماعات التكفيرية، ما يؤكد وقوف المال السعودي خلف الانتشار الواسع للوهابية التكفيرية في العالم العربي.
اعترافات قطرية
لم تكن اعترافات حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق، هي الوحيدة التي فضحت دور قطر والسعودية والإمارات، في تمويل ودعم الجماعات التكفيرية وإسنادها بالمعلومات الاستخباراتية، فقد وصلت حدة الخلافات وتبادل الاتهامات، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية في ما بينهم عام 2014 ولاحقا في 2017.
قال ابن جاسم خلال مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية: «أريد أن أقول شيئاً للمرة الأولى، عندما قررنا التدخل في سوريا عام 2012، كان لدينا الضوء الأخضر لإجراء عمليات استخباراتية وعسكرية في سوريا».
وأوضح أن قطر بدأت شحن الأسلحة إلى من سماهم «الجهاديين» منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها الأحداث عام 2011.
لاحقاً تم الكشف عن أن قطر أمدت «جبهة النصرة» التي لها علاقة مباشرة مع دولة الكيان الصهيوني، بمئات ملايين الدولارات بين عامي 2010 و2015، ودفعت الدوحة 16 مليون دولار أمريكي لـ«جبهة النصرة» عند تحرير راهبات اختطفن من بلدة معلولا السورية في 2014، كما حصلت الجبهة على ضعف هذا المبلغ من قطر عند تحرير صحفي أمريكي كان محتجزا لديها.
«إرهاب» رباعي الدفع
وأفادت تحقيقات أجرتها شركة «تويوتا» اليابانية أن 3 دول عربية هي السعودية وقطر والإمارات، اشترت عشرات الآلاف من سيارات الدفع الرباعى تويوتا «لاندكروزر» و«هيلوكس»، وسلمتها لـ«داعش»، وأن قطر وحدها اشترت 32 ألف سيارة في 2012، على دفعات من موديلات السيارات، التي كانت علامة في استعراضات مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا وليبيا والعراق.
«ضربني وبكى...»
وبالرغم من الاعترافات الكثيرة لمسؤولين أمريكيين ذوي مناصب عليا، بضلوع أجهزة الاستخبارات والدولة الأمريكية في إنشاء وتدريب وتمويل وتسليح الجماعات التكفيرية، إلا أن الكثيرين في العالم، مازالوا مستلبي الوعي لصالح ملتميديا غربية تسعى لتصوير أمريكا بالدولة المحاربة للإرهاب.
وها هي هيلاري كلينتون ذاتها التي اعترفت بأن أمريكا هي التي أنشأت الجماعات الإرهابية، وفي معرض إيهامها وتدليسها على العالم، بجهود أمريكا في مكافحة الإرهاب، تقول في تصريح لها في الهند عام 2013: «إن الإرهابيين يواصلون محاولة استكشاف سبل بشعة لقتل الأبرياء دونما سبب، وإن علينا توخي الحذر واليقظة لحماية بلدنا والدول والشعوب الصديقة».
بينما من الأحرى والأدق بها أن تحذر الأبرياء من أمريكا، صانعة الإرهاب والاستغلال والوحشية في كل بقاع الأرض.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
العدوان على اليمن… بريطانيّ فرنسيّ أيضاً
عملية أرامكو جدة : المعتدي يستغيث ويتباكى
التداعيات الكارثية لخط النفط الصحراوي
أمريكا أمام خيار صعب في مواجهة الشرق
عبدالسلام: بوقف العدوان ورفع الحصار على اليمن تستعيد السعودية أمنها المفقود