شهر واحد على انطلاق النسخة العربية من صحيفة “ذي إندبندنت” الرقمية البريطانية، كان كفيلاً بإظهار حجم التحوّل الطارئ على سياسة الصحيفة التي بدت وكأنها جزء من الآلة الدعائية السعودية وفق ما يراه مراقبون لسياسة الموقع الجديد.
بداية هذا التحوّل كانت العام الماضي، حينما أعلنت “إندبندنت عربية”، إبرامها صفقة جديدة مع “الشركة السعودية للأبحاث والتسويق”، لإطلاق أربعة مواقع لها باللغة العربية والفارسية والتركية والأوردو، والمعروف عن هذه الشركة السعودية ملكيتها المباشرة للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وأبنائه.
يقول المراقبون، أن النسخة العربية الجديدة من الصحيفة البريطانية بدت وكأنها آلة إعلامية تلمّع صورة الرياض وتقصي كل ما يتضمن انتقاد لسياساتها فيما يتم إجراء ترجمة انتقائية لمقالات وتقارير الموقع البريطاني الأصلي وفق ما يراعي المصالح السعودية.
المراقبون أكدوا أن “اندبندنت” بنسختها العربية تجاهلت وبشكل متعمّد وفاضح كل الأخبار والتقارير الدولية، عن وجود حالات تعذيب داخل السجون السعودية بحق المعتقلات، كما تجاهلت تماماً إثبات عائلة الناشطة الحقوقية لجين الهذلول تعرضها للتحرش وتهديدها بالاغتصاب، بالإضافة إلى الضرب والتهديد بالقتل من سعود القحطاني مستشار وليّ العهد.
وتجاهلت الصحيفة أيضاً التطورات الحاصلة في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وإدراج الاتحاد الأوروبي للسعودية على القوائم السوداء لتمويل الإرهاب، وفق المراقبين.
هذا وقد استثمر طاقم العمل في الموقع المستحدث هذه المساحة الاعلامية الجديدة للتعرّض إلى قطر إذ جرى حجب جب كل الأخبار عن فوز منتخب قطر بكأس أمم آسيا، ليستعاض عنه “بنشر تقرير عن مخاطر مزعومة في سوق العقار القطري، أثناء تنظيم كأس العالم المرتقب عام 2022”.
في المقابل عملت الصحيفة على إجراء مقابلات مع مسؤولين مؤيدين لوجهة النظر السعودية تجاه المنطقة أمثال عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية، وطارق صالح ابن شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والأمير بندر بن سلطان كما استقطبت الصحيفة عدداً من الكتاب والروائيين العرب والسعوديين المقربين من وليّ العهد محمد بن سلمان.