|
ما بين معركتي غزّة والبحر الأحمر!
بقلم/ حمدي دوبلة
نشر منذ: 9 أشهر و يومين الإثنين 29 يناير-كانون الثاني 2024 06:03 م
-ما بين ملحمة طوفان الأقصى في غزة البطولة والصمود، وبين معركة البحر الأحمر- التي اختار اليمن أن يكون طرفها المؤثر نصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني- سقطت الكثير من النظريات العسكرية وتلاشت كل قواعد الاشتباكات المسلحة والحروب وترنحت معادلات التفوق العسكري المطلق، وقبل ذلك تهاوت الأقنعة وأزيلت الرتوش ومساحيق التجميل عن وجوه الأدعياء، وتبخرت القيم الإنسانية ومبادئ الحرية والعدالة، وغير ذلك من العناوين التي جعلت منها دول الغرب الاستعماري أدوات لاستعباد الشعوب الفقيرة وامتطاء ظهور أنظمتها الاستبدادية.
-أربعة أشهر من عدوان صهيوني هو الأكثر وحشية ودموية وفتكا بالنساء والأطفال والمدنيين والصحفيين وكل الأبرياء في قطاع غزة، كانت شاهدة على كذب وزيف الغرب وافتضاح شعاراته الجوفاء عن المدنية والحضارة والحريات وحقوق الإنسان وكل ما زعموه ويتشدقون به في هذا الإطار.
-الانتصار الإنساني الضئيل الذي سُجل باسم محكمة العدل الدولية وقرارها بقبول الدعوى المرفوعة ضد كيان الاحتلال من قبل جنوب أفريقيا واتهامه بجريمة الإبادة الجماعية، لم يمسح عار وسوءات المجتمع الدولي.
-صمود قطاع غزة وتضحيات أبنائه الجليلة منذ السابع من أكتوبر الماضي لم تذهب سدى، بل لقن أبطال المقاومة الفلسطينية- قليلو العدة والعتاد ومعهم شرفاء الأمة في اليمن المنكوب بفعل تحالف أشقائه العدواني- لقنوا الاحتلال الصهيوني وكل داعميه في دول الغرب الاستعماري والمتواطئين معه في أنظمة الخنوع بالمنطقة دروسا لن تنسى وجعلت ما كان يسمي نفسه الجيش الذي لا يقهر ومن يحسم حروبه في ساعات وأيام، يخرج مع دولته الفاشية مهزوما مدمرا عسكريا ونفسيا ومعنويا ومصحوبا بكراهية العالم الحر ليتحمل وزر غرور وغطرسة قادته السياسيين والعسكريين، ومعهم فضائح وعار المتواطئين معهم من أبناء الأمة المشدودين إلى مستنقعات التطبيع ووحل العمالة والخيانات.
-من كان يُوصف بأقوى رابع جيش في العالم فشل فشلا ذريعا في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، وقد سخّرت أمريكا وبريطانيا- والعديد من البلدان العظمى- كل إمكانياتها في خدمته ومساندة جنونه ومراهقاته الخبيثة وجندت الدنيا معه في سبيل القضاء على المقاومة المحاصرة من قبل القريب والبعيد، فكانت ماردا في مواجهة هذا الجيش المدجج وجعلت من هزائمه وانكساراته المتلاحقة أحاديث.. ولم يكن اليمنيون- وهم أهل المدد والسند لأشقائهم- بأقل شأنا من أبطال فلسطين، وهم يسطرون انتصارات لافتة في إحكام الحصار البحري على العدو وينكلون بداعميه ويظهرون للعالم هشاشتهم وضعفهم، وسفنهم تحترق أمام بوارجهم وغواصاتهم النووية.
-أبطال فلسطين واليمن يرسمون اليوم واقعا جديدا ببسالتهم ومواقفهم وتضحياتهم ليؤكدوا للعالم بأسره أن الدم قد ينتصر على السيف وأن الضحية قد تفترس جلادها وان قوة الحق لا تقهر أمام الباطل وإن بلغت إمكانياته عنان السماء.
-سر انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة وسر تفوق اليمن على أعدائه في البحر الأحمر- رغم إمكانيات العدو الحربية الهائلة- تكمن في أن هؤلاء الأبطال الميامين أخذوا علومهم العسكرية من مدارس العزة ومن أكاديميات الكرامة وأتقنوا فنون الشجاعة في الحق وآمنوا بحتمية انتصار الحق على الباطل وكانوا مع الله فكان معهم وأيدهم بنصره فارتقوا إلى أعلى مراتب الشرف، وتهاوى أعداؤهم إلى مهاوي الذل والهوان “ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله».
*نقلا عن :الثورة نت |
|
|