يظن النظام السعودي ومعه كل أنظمة العمالة والارتهان في منطقتنا العربية بأن الولايات المتحدة الأمريكية إله هذا الكون ومدبرة شؤون العباد وأن بقاء عروشهم وسلطانهم مرهون بمدى رضاها عنهم وألا عزة ولا سؤدد قد ينالونه إلا في كنف رعاية وتبني السيد الأمريكي.
-ولأنهم مردوا على النفاق والخضوع والمهانة فانهم ما فتئوا يحاولون تكريس مفاهيم ما آمنوا به واستيقنته أنفسهم المريضة في هذا الجانب في فكر وأخلاق وسلوكيات شعوبهم حتى أصبح مجرد ذكر أمريكا يجب أن يكون مقرونا بالتقديس والتبجيل وإبداء الولاء والطاعة والخنوع الممجوج.
-هذه الثقافة الانبطاحية إذا جاز التعبير هي ثمرة حتمية وطبيعية للبعد عن الله والجهل بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه الإنسانية العظيمة التي تكرم من شأن الإنسان وتعظم من كرامة بني آدم وتمقت العبودية والاستكانة لغير الخالق العظيم وتجعل من تقوى الله المعيار الوحيد لتفضيل بعض البشر على بعضهم .
-ما أجهلهم بالله القائل في محكم كتابه الكريم “الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا”الجهل المستحكم في عقولهم بهذه الحقيقة الربانية جعلهم وهم يلهثون وراء وهم العزة أبعد ما يكونون عنها بل ضربت عليهم الذلة والمسكنة واصبح من اعتقدوا بأنه السبيل إلى العزة والكرامة اكثر من يسومهم أصناف المذلة والتحقير والإهانات المتواصلة والتي وصلت في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حد الذروة وبات لا يتحرج من تحقير رموز هذه الأنظمة الخانعة جهارا أمام وسائل الإعلام العالمية وعلى رؤوس الأشهاد.
-يكفينا اليوم في اليمن وبصرف النظر عن كل الأحداث والخلافات والخطوب التي تعصف بالبلد أن لدينا قائدا شجاعا وعلى قدر كبير من العلم والإيمان بحيث لايتردد هنيهة عن توجيه سهام النقد الصريح لسياسيي وسياسة تلك الدولة المتعجرفة دون خوف أو وجل.
-لقد اثلج – السيد القائد/عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة الشعبية وحادي المسيرة القرآنية الظافرة – صدور غالبية اليمنيين إن لم يكن جميعهم بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية وهو يوضح في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى السنوية للشعار وكما دأب عليه دائما في خطاباته القيمة والإرشادية قبح فعال أمريكا وتبيان شرورها التي باتت تنتشر في عموم بقاع الأرض ضمن نهج استعلائي بغيض وممارسة عنصرية مقيتة لم تستثنِ حتى مواطنيها في الداخل ناهيك عن امتداد هذه السياسة الخبيثة لتعم أرجاء المعمورة سعيا لاستعباد بني الإنسان ونهب ثروات أراضيهم والتحكم في مصائر أوطانهم في حين لا يملك الزعماء على شاكلة النظام السعودي ومن يدور في فلكه في المنطقة والعالم إلا التسبيح بحمد ذلك البعبع “المخيف” والاستماتة في سبيل تحسين ذلك الوجه القبيح .