-قبل أسابيع من ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية تحدثت تقارير إعلامية عن بيع حوالي 20 مليون قطعة سلاح في عموم ولايات أمريكا الخمسين، وبدا الأمر وفق محللين سياسيين وكأنه استعداد لحرب ضروس تحرق الأخضر واليابس إذا ما جاءت النتائج على خلاف طموحات وآمال الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب الذي يصر حتى بعد إعلان فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن بفارق كبير على الصعيدين الشعبي ومندوبي المجمع الانتخابي بأنه الفائز وأن أي نتيجة غير ذلك فهي مزورة وغير نزيهة وأنه سيخوض مواجهة قضائية طويلة لحماية انتصاره المزعوم .
-ظلت الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض طيلة العقود الماضية تغلف غطرستها وظلمها وقهرها لبلدان شعوب العالم واغتصاب ثرواتها وخيراتها بديمقراطية زائفة وتتوارى خلف الشعارات المنمقة التي تبرز هذه الدولة الظالمة باعتبارها ”جنة” للمساواة والتعايش والحرية واحترام حقوق الإنسان وأن الجميع على أراضيها سواسية كأسنان المشط وأن لا فضل لأبيض على أسود يتمتعون جميعاً بحماية قانونية صارمة لا تحابي أحدا على حساب آخر مهما كان عرقه وديانته.
-حسناً فعل الرئيس المعتوه “ترمب ” بأدائه الغريب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بل وقبل إجرائها بأشهر عندما راح يشكك في مصداقيتها ونزاهتها مبكرا إلا اذا جاءت بالنتائج التي تحلو له ولأنصاره من المتطرفين “البيض” الذين دفع بهم قائدهم “الملهم” مدججين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة إلى شوارع مدن البلاد المعروفة بموالاتها لخصومه الديمقراطيين وإرهابهم والضغط عليهم لانتخاب ترمب المتعطش للسلطة والنفوذ في سابقة لم تعرفها أمريكا من قبل أو منذ الحرب الأهلية على الأقل.
-أحسن ترمب صنعاً وهو يعري أكذوبة الديمقراطية الأمريكية ويكشف سوءتها وقبحها ويظهرها على حقيقتها أمام العالم الذي انبهر طويلاً بهذه التجربة الإنسانية “الرائدة “التي جعلها الساسة الأمريكيون وسيلة لتحقيق أطماعهم وتعزيز هيمنتهم السياسية والعسكرية والاقتصادية على كافة دول وشعوب العالم .
-ترمب الذي يعتبره أنصاره وكثير من قادة أنظمة الخزي والعار في منطقتنا العربية قائداً عظيماً وسياسياً نادراً وجّه خلال الآونة الأخيرة ضربات قوية ومؤثرة لتجربة الانتقال السلمي للسلطة في أمريكا وللنظام الديمقراطي الغربي عموماً الأمر الذي جعل المراهنين على الدعم والحماية الأمريكية والغربية في أنظمة العمالة والخيانة والانبطاح بمنطقة الشرق الأوسط وتحديداً في بلدان الخليج الثرية ببحور النفط تشعر بالقلق البالغ وربما باتت ترى في الأفق القريب تهاوي عروشها واندثار مملكاتهم ومشيخاتهم، كيف لا وهي من تستمد شرعيتها وقوتها من الغرب في البطش والتنكيل بشعوبها وتبديد ثرواتهم في سبيل ارضاء أولئك القادة المنتخبين “صورياً ” من مواطنيهم.
-ما قام به ترمب المغرور والمزهو بالقوة والعظمة وعشق الانتصار كما يردد دائماً وتشبثه الكبير بالسلطة ومناوراته وتشكيكه بنزاهة الانتخابات الرئاسية حتماً لن يقضي على نهج الديمقراطية “الشكلية” ولن تتأثر سياسة المكر والخداع الأمريكية المرسومة سلفاً على المدى المنظور لكنه حسب كثير من المحللين وضع الأسس الواضحة لبداية نهاية هذه الامبراطورية القائمة على قهر واضطهاد الإنسان في كافة أرجاء المعمورة.