حسنا فعل الرئيس الأمريكي المخلوع دونالد ترامب في آخر أيامه في البيت الأبيض، وهو يكشف آخر أقنعة الزيف والكذب لهذه الدولة الاستعمارية وديمقراطيتها المخادعة التي دأبت على استخدامها شعارا لإخفاء جرائمها وانتهاكاتها للإنسان في كل بقاع الأرض.
-ترامب الذي ينعته خصومه بالمجنون والمختل عقليا والأحمق والمتهور، ظل على رأس الإدارة الأمريكية طيلة الأربع السنوات الماضية ومايزال حتى اللحظة وقبل أقل من عشرة أيام فقط على حفل تنصيب خصمه بايدن يصر على أن الانتخابات مسروقة وأنها اتسمت بالغش والتزوير على نطاق واسع وأن الـ74مليون ناخب أمريكي يتعرضون للقهر ومصادرة حقهم وأنهم يعاملون بطريقة سيئة من قبل الأيادي الخفية التي تتحكم بالشأن الانتخابي، في دولة تزعم بأنها منار الديمقراطية على هذه الأرض قبل أن يخرج ترامب «المعتوه» بعض مثالبها وهشاشتها وفضحها على رؤوس الأشهاد.
-اقتحام المتطرفين من أنصار ترامب لمبنى الكونغرس أثناء جلسة المصادقة النهائية على نتائج الانتخابات وما أحدثه ذلك من ردود أفعال غاضبة لانتهاك حرمة مايسمونها «قلعة» الديمقراطية الأمريكية الأولى جاء نتاجا طبيعيا لتستر وتماهي الدولة الأمريكية على انتهاكات ترامب وعبثه لأبسط قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم ودعمه لأنظمة الإجرام وسفك دماء الملايين في مختلف بلاد العرب والمسلمين والعالم بأسره.
-اليوم تتعالى الأصوات في الداخل الأمريكي بضرورة عزل الرئيس ترامب ومحاكمته برلمانيا حتى بعد أن تعهد بتسليم سلس للسلطة، لكن كل ذلك لاينفي حقيقة أن المجنون يحظى بشعبية واسعة في الشارع الأمريكي وأن 74مليوناً غالبيتهم من العنصريين المتطرفين قد منحوه أصواتهم في الانتخابات ويرون فيه قائدا عظيما لم يسبق لأمريكا أن حظيت برئيس مثله وهؤلاء وفي طليعتهم ملهمهم» البلطجي» لاشك يشكلون قنبلة موقوتة في العمق الأمريكي الهش، والقائم على العنصرية والتطرف وقد يصبح ترامب رئيس العصابات أخطر منه ترامب سيد البيت الأبيض على بقاء الولايات المتحدة في صدارة دول العالم خاصة وقد أعلن صراحة عن نواياه في تأسيس منصة إلكترونية خاصة به في النت بعد أن تم حظر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، وربما افتتاح فضائية خاصة به بعد حيلولة مستشاريه دون رغبته الأخيرة في إجراء مقابلة تلفزيونية، وإذا مافعل ذلك وهو قادر عليه بطبيعة الحال فسوف يبث سمومه وينشر أفكاره المتطرفة دون حسيب أو رقيب وربما ينعكس ذلك وبالا على الإمبراطورية الأولى ووحدتها وقوتها، وربما يكون ذلك مقدمة لحرب أهلية طاحنة وحينها سيتنفس المظلومون والمقهورون في شتى أنحاء المعمورة الصعداء وسيعبرون طويلا عن امتنانهم لهذا الزعيم غريب الأطوار.
– ترامب الذي عاد أمس الأول الأحد وفقا لصحيفة الواشنطن بوست نقلا عن بعض المقربين من الرئيس ليعبر عن ندمه على خطابه الأخير الذي اعترف فيه بخسارته الانتخابات وتعهده بنقل سلس للسلطة واضعا بذلك بذرة لمستقبل معتم وحافل بالصراعات والانقسامات لتلك البلاد التي عاثت فسادا في أمن واستقرار الشعوب والمجتمعات وربما ستشرب من كأس العلقم الذي طالما أسقته للآخرين وسيكون ذلك من أبرز (محاسن) الرئيس المختل حسب وصف نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي.