|
عظمة قرداحي وهشاشة إمبراطورية النفط
بقلم/ حمدي دوبلة
نشر منذ: سنتين و 11 شهراً و 22 يوماً الإثنين 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 07:52 م
بِطَلَّته البهية وحضوره الرائع على شاشات التلفزة أمتع الإعلامي اللبناني الشهير جورج قرداحي ملايين المتابعين العرب ببرامجه الثقافية والاجتماعية الهادفة، وكانت شبكة “أم بي سي” السعودية محظوظة بظهور هذا الهامة الشامخة على شاشاتها وليس العكس، فقد أعطاها من الشهرة والمتابعة اضعاف ما حصل عليه من المال السعودي الذي ظن مالكوه أنهم قادرون على امتلاك رقاب الناس وشراء الذمم والولاءات والقرارات والمواقف وكل شيء في هذا العالم.
-قرداحي الوزير أثبت من جديد ومن موقعه السياسي عظمته وهو يتمسك بمبادئه وقناعاته الأمر الذي لم تستوعبه امبراطورية براميل النفط فجن جنونها وفقدت صوابها وراحت تتصرف كطفل أرعن إزاء بضع كلمات قالها قرداحي عن الحرب العدوانية العبثية التي يقودها النظامان السعودي والإماراتي على اليمن ووجوب وقفها فورا انطلاقا من حقيقة أن ما فشلت السعودية في تحقيقه خلال عامين أو ثلاثة من الحرب لن تحققه في سبع وثماني سنوات، وكانت كلماته أقرب إلى النصيحة منها إلى النقد، لكن العقليات الصغيرة لمن يحكم الرياض اليوم جعلتهم يفقدون رشدهم المفقود أصلاً، فمضوا يتفننون في خلق الأعداء وفتح مزيد من جبهات جهنم على عرش المملكة المتضعضع والمتهاوي.
-تنمر واستئساد النظام السعودي على لبنان الصغير وحكومته الوليدة التي تصارع من أجل الظهور إلى العلن والوقوف على رجليها وسط أزمات خانقة تعصف بذلك البلد الجميل بسبب التدخلات الخارجية في شؤونه ربما ينطلق من بحث بن سلمان عن باب يشعره بتحقيق نصر سياسي ولو كان كاذبا اثر الهزائم والصفعات المتلاحقة التي يتعرض لها في اليمن على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية والأمنية والأخلاقية ولعله وجد في تصريحات قرداحي القشة التي قد تؤجل غرقه المحتوم إلى حين.
– بصورة مخزية وغريبة سارعت السعودية إلى قطع علاقاتها مع لبنان وسحبت معها إلى هذا المستنقع دولا خليجية أخرى على غرار البحرين والكويت والإمارات، في مناورة يائسة للتغطية والتأثير على معركة تحرير مارب وما ستمثله من ضربة قاصمة من شأنها أن تكسر ظهر التدخل السعودي في اليمن .
-يرى محللون وخبراء بأن الحماقة السعودية التي تجري حاليا ضد لبنان لا تتعلق بالتطورات في اليمن وإنما أيضا على صلة بضرب الحليف الوحيد الذي بقي للسعودية في الداخل اللبناني وهو الزعيم المسيحي سمير جعجع الذي كان حليفاً لإسرائيل أثناء الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982م، والذي أصبح يعتقد (جهلاً) وبغباء يفوق أسياده في الرياض أنه يمثل حصان طرواده لأمريكا والسعودية في الأرض اللبنانية.
-ليس سرا إنفاق الخزينة السعودية مليارات الدولارات في لبنان بهدف تقويض “حزب الله” وإيجاد قوى نافذة خاضعة لها هناك، لكنها لم تجن سوى الفشل واللعنات، فالمقاومة الإسلامية في لبنان تحديداً ومحور المقاومة بشكل عام في المنطقة ازداد قوة وتمكيناً، وهو الأمر الذي باتت تتقبله أمريكا، لكن النظام السعودي مدفوعا بغروره وغطرسته أصبح يقابل هذه الصفعات بمزيد من الغباء والرعونة، وما حدث في قضية تصريحات قرداحي مثال حي على ذلك التيه والتخبط اليائس.
-حظي الوزير والإعلامي الكبير جورج قرداحي بحب وتقدير واحترام اليمنيين وباتت صورته تزين اللوحات الكبرى في شوارع وميادين العاصمة صنعاء، وزادت مكانته في قلوب أحرار وشرفاء العالم ولم تنل مملكة النفط جراء مواقفها وتصرفاتها الرعناء إلا المزيد من المذلة والصّغار.
وداعاً أستاذ رياض
كان صحفيا قديراً وإنساناً نبيلاً وأباً للجميع ومرجعية في كل شيء ..إنه الأستاذ والمناضل الفاضل رياض شمسان الذي ترجل أمس الأول عن فرسه تاركاً إرثاً إعلامياً زاخراً سيبقى طويلا في عقول وقلوب كل من ينتمي إلى صحيفة الثورة ممن عرفوا وعايشوا هذا الإعلامي الرائع والإنسان الجميل , رحل عن دنيانا بصمت مخلفاً حسرة وحزناً عميقاً في نفوسنا.. رحمك الله أستاذ رياض ولروحك السكينة والخلود في جنات النعيم ..مواساتنا الصادقة لنجله الزميل العزيز عبدالعزيز وكافة إخوانه وأفراد أسرته . |
|
|