|
أين يمكن أن تجد المرتزقة؟!
بقلم/ حمدي دوبلة
نشر منذ: سنة و 9 أشهر و 7 أيام الإثنين 23 يناير-كانون الثاني 2023 08:01 م
بينما كانت حكومة صنعاء تخوض ماراثوناً شاقّاً من المفاوضات والمناقشات الطويلة مع الأطراف الفاعلة في العدوان على اليمن عبر مختلف الوسطاء القادمين إلى صنعاء من هنا وهناك بهدف رفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمني والتخفيف من حدة الوضع الإنساني الذي يعيشه منذ ثماني سنوات، كانت حكومة المرتزقة تضع آخر مسمار في نعش اليمنيين من خلال قرار رفع سعر الدولار الجمركي على البضائع المستوردة، في إجراء وصفه خبراء الاقتصاد أنه كارثي ولا هدف له سوى تجويع الشعب أكثر وأكثر، وإضافة المزيد من الأموال إلى أرصدة وحسابات حفنة من اللصوص ممن باتوا يتدثرون ثوب الشرعية ويتحدثون زورا وبهتانا باسم الشعب اليمني في المحافل الدولية.
– لا تجرؤ حكومة العملاء ولن تستطيع أبداً إبداء بعض الامتعاض، أو حتى قليلا من العتاب للأسياد في الرياض وأبوظبي إزاء إقصائها وتهميشها نهائيا من مفاوضات السلام، لذلك اقتصر العويل والصياح على الأبواق المقرّبة منها، حيث راحت طوال الأيام الماضية تندّد وتستغرب وتنتقد صراحة اقتصار الحوار الخاص بتمديد الهدنة وجهود التسوية السلمية على صنعاء من جهة والسعودية وبلدان التحالف من جهة أخرى، وعدم إعطاء أي اعتبار أو أهمية لـ”الشرعية” والتعامل بعيدا عنها كأنها غير موجودة، على الرغم من أنه يُعزى إليها طلب العون والمساندة من التحالف لإعادتها إلى سدة الحكم وإليها ينسب المعتدون الإذن والشرعية المزعومة لشن عدوانهم على اليمن وسفك دماء عشرات الآلاف من أبنائه.
– لم يكن تحالف العدوان ولا أي من الأطراف الفاعلة مخطئين بإهانة وتجاهل ذلك الكيان الوهمي الذي يُسمى الشرعية، فقد ارتضت أن تكون مجرد دُمى وأدوات تُحرّك ولا تتحرك، وأدمنت التبعية والارتهان والخنوع والقبول بأي شيء يقرّره المعتدي ولو كان ضد وطنهم وشعبهم لتخسر ثقة الشعب وتفقد احترام الحليف الذي بات ينظر إليها بازدراء واحتقار إذ لا يستطيع أحد منهم أن يقول لا بعد أن وضع مصالحه الشخصية وما يحصل عليه من فتات فوق المصالح العليا للوطن وسيادته ووحدته ومقدراته ومكتسباته وثروة شعبه، ومخلوقات من هذا النوع لا ولن تحظى بأي تقدير أو مقام لائق من قبل القريب والبعيد على حد سواء ولن يكون مصيرها إلّا في مزبلة التاريخ وموضع اللعنات الأبدية.
– الجرعة الأخيرة القاتلة برفع سعر الدولار الجمركي والتي ستمتد آثارها وتداعياتها الكارثية إلى المواطنين في كل ربوع اليمن، حتما لم يكن من بنات أفكار العليمي أو رؤى معين عبدالملك وإنما كان قرار التحالف ومن خلفه أمريكا وبريطانيا وكل من يسعون إلى تجويع الشعب اليمني وتضييق الخناق عليه والنيل من صموده على أمل تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية واستراتيجية، عجزوا عن بلوغها بحدّ السيف ونيران المدافع والصواريخ، وليس هناك أفضل من حفنة المرتزقة والخونة من يرتضي تنفيذ الأوامر حرفيا ولو ناصب الشعب كله العداء، فلا يهم هؤلاء غير كسب رضى وود رب النعمة وصاحب العطايا والمكرمات، لذلك لن يراهم المواطن في هذه البلاد إلا حيث تكون معاناته وآلامه وأوجاعه. |
|
|