كوَّنت الحلف ثم صنَّفت ثم أرسلت حاملات طائراتها وبوارجها إلى بحار اليمن واليوم بدأت بممارسة هوايتها الإجرامية ومن تحالف معها، تحت ذريعة أن اليمن يهدد الملاحة العالمية، الملاحة العالمية آمنة مطمئنة والسفن تسري وتجوب البحار ولا يعترضها اليمن ولا يعتدي عليها، بل إنه يرشدها إلى وجهتها ويدعو لها بالوصول بالسلامة طالما أنها عرَّفت عن نفسها ولم تشارك في سفك دماء الأبرياء على أرض غزة وفلسطين، لقد جعلت أمريكا إسرائيل هي البحر وهي المرسى وهي الملاحة العالمية التي يجب حمايتها، لا من أجل استمرار العيش والتمتع بالحياة، لكن من أجل قتل وإبادة الآخرين مع أنه يستحيل على من يقدم الموت هدية للآخرين أن يعيش حياة صحيحة وسليمة، لأن التعايش والاحترام لحقوق الآخرين هما أكبر ضمانة على سمو الأخلاق، وتحقق الإنسانية، وهي مبادئ تفتقر إليها أمريكا ومن تحالف معها سواء بريطانيا أو فرنسا أو الكيان الصهيوني وغيرهم من المجرمين الذين يقودون السياسة العالمية، لا بالمبادئ والقيم والأخلاق وإنما من خلال مواخير الإجرام الأخلاقي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، فمن حيث الأخلاق نجد أن الحلف الصهيوني يسعى لإبادة شعب فلسطين الصامد على أرض غزة، بدعوى القضاء على حماس، إذاً فما ذنب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، يجيب زعيم الكيان الصهيوني إن الكل مسؤول، بمعنى أنه يجب أن يباد الكل، وأما المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي فهو يتحدث بلغة الصهاينة وأكثر صهيونية منهم ومن تصريحاته الفجة إن (إسرائيل) لم تقتل مدنيا واحدا مع أنه يرى أن أكثر الضحايا معظمهم أطفال ونساء وشيوخ لا ذنب لهم ولا دخل في العمليات العسكرية.
وفي المستوى السياسي، يسمي هذا الحلف الإجرامي الأشياء بغير مسمياتها، فقد جعل اليمن معتديا وصَّنف (أنصار الله) ضمن الحركات الإرهابية، لماذا؟ لأنه يتصدى لكل سفينة تمد المجرمين وتحاصر المدنيين وتهدف إلى القضاء عليهم جوعا وعطشا ومن خلال نشر الأوبئة والأمراض، فهذا الحلف الاجرامي لذلك يقتل الأطباء ويدمر المستشفيات والمنازل على رؤوس سكانيها، ومع ذلك ففعله لا غبار عليه، أما نصرة المستضعفين فإنه إجرام يستوجب القتل والتدمير، وها هي طائراتهم تجوب سماء اليمن لتضرب هنا وهناك في أهداف وهمية غير معلومة، وبتمويل دافع الضرائب الأمريكي وغيره لضمان أمن الكيان الصهيوني، لقد ملّ الانتظار والفرجة طوال السنوات الماضية وهو يشاهد حلفاءه من الخونة والعملاء وهم يقصفون اليمن ويدمرون ما أمكن تدميره من البنى التحتية، لكنه اليوم يريد أن يكمل المهمة التي لم يستطع أولئك القيام بها، مع فارق بسيط أن من كانوا يقودون الطائرات يتحدثون اللغة العربية، أما اليوم فهم يتكلمون “اللغة الإنجليزية، لكن الأسلحة هي ذاتها والمعلومات هي التي أمنتها المصادر المتعاملة مع وسطائهم ومموليهم والقائمين على خدمتهم، لأنهم وجدوا من أجل خدمتهم واسند إليهم السلطان والحكم والمسؤولية، ولولا الدعم المباشر لهم لاندثرت معالم وجودهم واستمراريتهم على أرض الوطن العربي وعلى سدة الحكم في الأمة الإسلامية التي سلَّمت مقاليد الأمور لهم، وشاء الله أن يفضح هوياتهم أمام الجميع، لكن الفارق هنا أن اليمن قيادة وشعبا لا يهتم بشأنهم وهو يعي قبل ذلك أن العدو الأساس هم اليهود والنصارى، أما المنافقون والخونة والعملاء فهم لا يمثلون رقما حتى وإن طال فسادهم وإفسادهم إلى أن يقفوا مع المجرم ضد أبناء جلدتهم ودينهم وملتهم.
وفي المستوى الاقتصادي وجدنا المجرمين ومن تحالف معهم يدمرون أساسيات النهوض الاقتصادي ويجعلون شعوبهم عالة على الأسواق الخارجية ابتداء من رغيف العيش وانتهاء بالأسلحة التي تتم بها حماية الأوطان، ولا أدل على ذلك من قيام الصهاينة العرب بفتح ممر لتزويد الصهاينة بالسلع والخدمات لمواجهة الحصار الذي فرضه اليمن على مرور السفن إلى الكيان، من خلال الجهود الإماراتية والسعودية والأردنية ثم الأرض المحتلة “فلسطين”، مشفقين على القتلة والمجرمين أن تتضرر أحوالهم من منع وصول الطرود والتموين الغذائي المناسب لهم، أما حصار أهل غزة فلا يحرك لهم ساكنا ولا يستوجب شيئا في قاموس الإجرام، ولا ينفصل الأمر عن الجهود المصرية في إغلاق معبر رفح ومنع وصول الإمدادات للمحاصرين من النازحين الهاربين من المعارك هناك، فقد بذل جهده في إنشاء ممر فلاديفا بنفس المواصفات للجدار العازل الذي بنته إسرائيل حول غزة، ومحيط غزة المسمى بغلافها لحماية المستوطنين، واني لأعجب حديث طالبة إماراتية مع رئيس دولتها الصهيوني حتى النخاع، أنها على استعداد لحرق اليمن، ماذا؟ إنها ضحية المجرمين من المدسوسين في جسم الأمة العربية ليكونوا حكاما ويقومون بتدمير عرى الوحدة بين أجزاء الأمة الواحدة.
وفي المستوى الاجتماعي نجد أن قائدة الحلف هي راعية حركة الشواذ والمثليين في العالم، حتى أن ابنة الرئيس بايدن تكتفي بصديقتها عن أي شيء آخر وهي مهندسة نشر الرذيلة في دول الخليج وتغيير المناهج وهو ما تم فعلا في أنظمة دول الخليج من خلال فتح المجال أمام كل رذيلة ومحاربة كل فضيلة وهذا هو توجه الحلف الذي يقوم اليوم بضرب اليمن وتجوب طائراته سماءها ملقية أطنان القنابل الفتاكة والمحرمة دوليا، حتى أنه يقوم بضرب حلفائه تحت مسمى نيران صديقة، لم يكتف المجرمون بما فعله حلفهم السابق تحت قيادة السعودية من إجرام وما أحدثه من دمار فيها، بل إنه أضاف حلفا جديدا تحت مسمى حماية الملاحة الدولية، إن ما تفعله أمريكا وحلفها وأحلافها يمكن تشبيهه بعنوان كتاب لأحد المفكرين “الشيطان يعظ” ولا يقل عنه في الوصف ما يقال عن راهبات سنت ياجو، اللاتي يمارسن الوعظ نهارا، ويقدن ماخوراً للدعارة مساء، فهل يعقل أن تحمي أمريكا وحلفاؤها الملاحة الدولية؟ وممن؟ من اليمن، أمريكا بإجرامها الممتد على تاريخها القريب والبعيد، وبصماتها الإجرامية في كل بلد تحركت إليه أساطيلها، أما اليمن التي نشرت الخير والإنسانية في كل تحركاتها في التاريخ القريب والبعيد، صحيح أن هناك من ينساق وراء الدعايات الكاذبة والمضللة، لكن العالم أجمع يدرك ويعي حقيقة أمريكا، ومن تحالف معها، ولن تمر هذه الجرائم دون حساب، لأن هناك رباً عادلاً ينتصف لعباده، والمستضعفين منهم، وكما سقطت من سبقتها من الإمبراطوريات، سيأتي اليوم الذي تسقط فيه أمريكا، فقانون الظلم يعجل بهلاك الأمم ما بالك إذا أضيف إلى ذلك الإجرام والقتل والإبادة قال تعالى: ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ).
*نقلا عن :الثورة نت