وزيرُ الخارجية البريطاني حدّد اليوم في تصريحه أطراف الحرب بأنهم السعوديّة والإمارات طرف وأنصار الله وبحسب تعبيره الحوثيين الطرف الآخر، وقال بأنه أبلغهم بأنه يجب وقف الحرب؛ لأَنَّه لا يمكن أن تُحَلَّ المشكلة إلا بالحل سياسيّ، وأكّد على ضرورة إعادَة فتح مطار صنعاء وأشاد بموقف محمد عبدالسلام المحكوم بحرصه على الجانب الإنساني.
السعوديّة والإماراتُ محشورتان وغارقتان في مستنقع الدماء التي سفكتها وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها وترتكبها وصحافة العالم وإعلامه باتت عيونه مفتوحة على الوحشية السادية التي يجسدها العدوان والاحتلال والحصار ومِـلَـفّات الجرائم تتضخم ولم يعد بإمكان الحكومة البريطانية والإدارة الأمريكية مشاركةَ ابن زايد وابن سلمان المسؤوليةَ عن التجويع والقتل والتعذيب في سجون الإمارات للمدنيين؛ لأَنَّ الرأي العام البريطاني والأمريكي بات -بفعل الإعلام عقب إعدام خاشقجي وإثارة المعارضة لترامب وللحزب البريطاني الحاكم بل لرئيسة الوزراء من بعض أعضاء حزبها كما لترامب- متابعاً باهتمام لما يجري من جرائم.
الحكومة البريطانية والطاغية المجنون الأمريكي بات في موضع الاتّهام؛ ولهذا فقدت السعوديّةُ والإماراتُ أهمّ حُماتها الدوليين، ولم يعد أمام السعوديّة والإمارات إلّا القبولُ بالهزيمة والخروج من الورطة بأقل الخسائر.
المبعوثُ الدولي والأمم المتحدة بوضعهم فتحَ مطار صنعاء والرواتب للمشاورات والمفاوضات يتحمّلون مسؤوليةَ المشاركة في الجرائم المترتبة على استمرار إغلاق المطار وقطع الرواتب واستخدام ذلك كسلاح للضغط على أنصار الله مع أن إغلاق المطار جريمةُ حرب وكذلك الحصار وقطع الرواتب وتجويع اليمنيين، وفي ذلك تجاوزٌ حتى لأشد التفاسير للقرار ٢٢١٦، بل إن العدوان السعوديّ لا يوجد له أيُّ مبرّر من القرارات الدولية.
باختصار تصريح الوزير البريطاني أكّد على:
١- أنه لا وجودَ لتدخلٍ إيراني، ولا يوجد أي تأثير لإيران لا سلباً ولا إيجاباً على الحرب في اليمن.
٢- أن عُمَلَاء السعوديّة الذين يطلق عليهم “شرعية” لا أهميّة ولا تأثير لهم، فهم مُجَــرّد واجهة وقفّاز وأدوات بيد السعوديّة والإمارات ومَن خلفهم.
٣- أن أنصار الله فرضوا أنفسهم قُــوَّةً وطنيةً تمثل اليمن في مواجهة الأطماع السعوديّة والإسرائيلية التي تستخدم جنونَ العظمة ووهم أن العمالة للصهيونية لدى ابن زايد وابن سلمان الطريق لتثبيت شرعيتهم في الاستيلاء على السلطة.
إن التطورَ النوعي في إنتاج الأسلحة الصاروخية والطيران المسيّر والتكتيك العسكريّ بات عاملاً مؤثراً في إيجاد توازن بين اليمن وجيرانها، بمعنى أن اليمنَ بإمكاناتها الذاتية لم تعد حديقةً خلفيةً للسعوديّة ولن تكون بعد الآن.