عبدالعزيز البغدادي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالعزيز البغدادي
تشكُّل الدول بين إرادة الشعوب وأمزجة الحكام
هل اليمن بيتنا؟
حربٌ على الإرهاب أم تلاعبٌ بالعقول؟!
في طريق بناء الدولة المدنية
العدالة والأمن.. حق المواطن ومسؤولية السلطة
معرفة الحقيقة مفتاح العدالة الانتقالية
فتح الطرق وإنهاء الانقسام مسؤولية مَنْ؟
الإنسان بين الضآلة والجبروت!
الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام والمصالحة الوطنية
الحرب النفسية والإعلام بين سلاح الصدق وآفة الكذب!

بحث

  
ثقافة السلام.. حاجة أم ضرورة؟
بقلم/ عبدالعزيز البغدادي
نشر منذ: أسبوع و 6 أيام و 5 ساعات
الخميس 18 إبريل-نيسان 2024 08:33 م


في كل الظروف يحتاج العالم – كل العالم – إلى السلام لأنه البيئة المناسبة لحياة طبيعية متعايشة مستقرة، أما في الظروف الاستثنائية فإن السلام يصبح ضرورة ملحة وليس حاجة ترفية لمجتمع عانى ويعاني من النزاعات والعدوان والحروب والتجويع والحصار والمكائد السياسية بشتى أنواعها ما يفوق أي تصور، دمرت خلالها وبسببها البدايات المتواضعة من البنية التحتية المادية والمعنوية كما هو حال اليمن.
وليس من قبيل التفاؤل أو التباهي القول : بأن الخلفية الحضارية للشعب اليمني تؤهله للدخول بجدارة بوابة العصر وتشييد دولته المدنية القابلة للتواصل والحوار الجاد مع العالم كخطوة للانضواء في نظام عالمي يقوم على احترام مبدأ التعددية في إطار الوحدة الحلم الجميل المشروع الذي سيقضي بالتأكيد على كل بؤر الأحلام المريضة وغير المشروعة التي ذاقت البشرية منها الويلات، أبرزها ما خلفته الحربان العالميتان منتصف القرن العشرين والحروب الداخلية والإقليمية التي ما تزال نار بعضها وتداعياتها مشتعلة في كثير من الدول لعوامل وأسباب داخلية وخارجية لا يجهلها أي مهتم بمعرفة حقيقة ما يجري في العالم الذي بات صغيراً بفعل التقدم التكنولوجي وثورة المعلومات والاتصال التي شملت مجالات الحياة وتجاوزت وصفه: بالقرية إلى : العالم في قبضة يد وجيب كل إنسان يمتلك هاتفاً ذكياً وعقلاً متقدا يمكنه التواصل في أي لحظة من وإلى أي مكان في العالم ، وفاق الذكاء الاصطناعي كل تصور.
ومن الغريب والمؤسف أن يبقى بلد كاليمن بموقعه الجيوسياسي وما يمثله كبؤرة من بؤر التأريخ الحضاري في ظل هذه الثورة العلمية والمعرفية غارقاً في بحر التخلف والتبعية للبدو الرحل الذين شدوا الرحال وسلموا لنا البداوة والعزلة المفروضة بالحصار المادي والمعنوي والنفسي، تأكلنا الحرب المنسية أو شبه المنسية والمعاناة مدى السنين الماضية، وهذا أحد أهم عوامل استمرار الصراع الدامي المستثمر محلياً أو بالوكالة عن مستثمري وموجهي حروب ومآسي الدول والشعوب المستضعفة.
هذا من قبيل الإشارة إلى حقائق موضوعية تعاني منها اليمن وشعوب أخرى كثيرة، وليس من باب نكء الجراح.
والفرق واضح بين ضرورة معرفة الحقائق للعمل على تجاوزها وبناء الثقة إن وجدت الإرادة للخروج منها وتجاوزها والتوجه الجاد لإنهاء هذه الصفحة السوداء ومغادرتها بثقة ومسؤولية وبين حالة خلق الحروب وذر الرماد في العيون أو دس الرؤوس في الرمال والتعامي عنها بحجة ما يسمى: طي صفحة الماضي !.
السلام الحقيقي: لا يبنى على الدبلوماسيات الخبيثة المنافقة أو المتهاونة بالحقوق وإنما على اعتماد السياسات القائمة على الصدق والموضوعية ، وتكريس الأسس السليمة لثقافة الحوار والتسامح والعدالة والإنصاف والقبول بمبدأ الحرص بالقدر الممكن على الإنصاف وبذل أقصى الجهود في سبيل ذلك لإقناع المتضررين من هذه الحروب بالتوجه نحو التصالح والتسامح والسلام وتناسي الماضي المظلم وبناء مستقبل مشرق يستحقه اليمن وأبناؤه الشرفاء الكرام ، وكخطوة جوهرية وأساسية لا بد من انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية التي أثبتت الأيام أن تواجدها ليس لدعم الشرعية كما قيل ويقال، وإنما لتحقيق أجندتها الخاصة، وإذا وجدت إرادة دولية أممية جادة وصادقة لتحقيق هذا الهدف يمكن تشكيل قوة سلام دولية محايدة من غير الدول التي دعمت أي طرف من أطراف النزاع للإشراف على حوار يمني يمني .
من هنا يمكن البدء بتحقيق عدالة انتقالية يتم من خلالها جعل السلام ثقافة غير قابلة لأي اختراق ظلامي متوحش من أي اتجاه وتحت أي راية أو آيديولوجية محلية أو إقليمية أو دولية.
ومن المؤسف حقاً أن تكون العوامل الدولية في البحث عن تحقيق السلام في اليمن أكثر رحمة وإنسانية من العامل الوطني!!
يكفي اليمنيين ما عانوه في ماضيهم القريب والبعيد، وحان الوقت لبناء دولة المواطنة المتساوية لجميع اليمنيين والاتفاق غير القابل لأي نقض يقوم على القبول التام باحترام التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة وترسيخ مبدأ سيادة القانون دون تسويف أو تلاعب، وهذا المضمون ما زال هو الشرعية الحقيقية التي قامت عليها الوحدة في مايو1990م، ومنها استمدت وجودها الوطني والدولي بتسجيلها في الأمم المتحدة .
السم في أرجائنا يسري
والجرح في أعماقنا يجري
شغل المغانم والمغارم قيدنا
فمتى تُرى نصحوا متى ندري ؟!.

*نقلا عن :الثورة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
يحيى المحطوري
وقولوا قولًا سديدًا
يحيى المحطوري
مقالات ضدّ العدوان
رشيد الحداد
واشنطن تصعّد الحرب الاقتصادية ضدّ صنعاء
رشيد الحداد
عبدالفتاح علي البنوس
سلاح المقاطعة والوعي المجتمعي
عبدالفتاح علي البنوس
ناصر قنديل
الإبهار الإيراني يقلب معادلات الردع الاستراتيجيّة
ناصر قنديل
عبدالعزيز الحزي
الرد الإيراني على الكيان الصهيوني.. تغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة
عبدالعزيز الحزي
محمد جرادات
الهجوم الإيراني والمسجد الأقصى بين صورتين
محمد جرادات
بثينة شعبان
متلازمة غزة
بثينة شعبان
المزيد