يتفاقم المأزق السعودي الأمريكي في اليمن وكل يوم يمر يكشف أن تحقيق ما وضع من أهداف على جدول المعتدين بات سرابا ومن المستحيل أن يتحقق شيء منها بفعل إيمان الشعب بوعد الله للمستضعفين وبجهادهم واندفاعهم إلى أبعد مدى في ذلك، ومن ذلك تزخيم التصنيع العسكري بوتيرة تصاعد معها الإنتاج الصاروخي وبنجاح واضح يؤثر على توازن القوى ويغير معادلة الصراع ويتيح آفاقا واسعة لخيارات اليمن، كما يؤكد ذلك ما كشفت عنه اليوم القوات المسلحة، في كشف اليوم استوقفني فيه أمران اثنان هما اسم المعرض واسم أحد الأسلحة.
فأن يحمل المعرض اسم الرئيس الصماد إشارة واضحة إلى أن عقل الصماد وروحه موجودان وضرب من ذلك استمرار بناء بنية القوات المسلحة وتطوير إمكاناتها والوصول بها إلى استعداد واقتدار كامل لأي تطورات في المواجهة، وهو أفضل ترجمة لشعار يد تحمي ويد تبني الذي اختاره الرئيس الشهيد عنوانا ناظما لمشروع بناء الدولة الذي أعلنه خلال خطابه الشهير في اليوم الوطني للصمود 26 مارس 2018، وكان قبل ذلك وتحديدا مطلع العام 2017 قد افتتح المعرض الأول للطائرات المُسيرة وقد رمى ببصره بعد ذلك إلى ماهو أبعد من كل التوقعات، متسلحا بإيمان صلب بالقضية والوطن وأن أبواب التخطيط و أبواب المعرفة وأبواب تحصيل القدرة اللازمة ليست موصدة تجاه أبناء اليمن كما ليس بينهم وبينها جدار ذي القرنين، كان الرجل مقدرا للطاقات المهمة الكامنة لأبناء اليمن على المستوى العلمي وعلى المستوى المعرفي لخبراته وللكادر الذي التقط كل فرص لاكتساب الخبرات وتدرب واحترف مالم يكن متاحا الانطلاق فيه على الصعيد العملي إبان نظام تابع وغير مستقل، وحين لاحت الفرصة بدأ اليمنيون في الصناعة العسكرية كما في أي مجال آخر من حيث انتهى من سبق، فضلا عن الاتكاء على عمق حضاري وتاريخ حافل بالإنجاز، اجترح اليمنيون خلاله وسائل مقاومة الغزاة .
سيظل الصماد مرادفا ورديفا للصمود الذي يطلبه النضال وتفرضه التحديات، سيبقى اسمه إلى الأبد ملازماً لمعركة اليمن الكبرى.
هو الرئيس الاستثنائي لليمن في المرحلة الاستثنائية وابن المسيرة الفذ في كل المراحل وسيدوم رمزاً للتحرر وأيقونة للنصر القادم.
أما صاروخ قدس المجنح فدلالات عدة يسوقها الاسم، هو باختصار إشارة أن اليمن في معادلات الصراع الراهن مع أعداء الأمة يبرز اتجاه واعيا بالمعركة وأبعادها الشهيد القائد في هذا صاحب الفضل هو حجز لصنعاء موقعها الطبيعي على ضفة النزال مع الصهيونية وموقفها المسؤول تجاه القضية الفلسطينية.
وفي نوع السلاح هو تأكيد جديد أن اليمن يمتلك اليوم ترسانته الخاصة به التي تجاوز مرحلة الابتكار في تقليص الهوة في ميزان الردع مع العدو و أن هناك معطيات جديدة ترسم وجه المواجهة فالذعر والقلق يسكن جنود العدوان الأمريكي السعودي.
أمام هذا الواقع الجديد، يدرك الأمريكي والبريطاني صعوبة اللعب ضمن القواعد الجديدة ومن يقرأ في فن الحرب سيجد غير مرة أن الحرب مجموعة عناصر أهمها المعنويات أو قل إرادة القتال وإرادة الصمود، ثم هي تفوّق عملي وميداني في الأرض وأن الهزيمة تأتي مع فقدان أي جهة لهذه العناصر، وفي حين يتسلح اليمن بإيمان لا مثيل له وصمود منقطع النظير ويراكم قدراته العسكرية، يفتقر معسكر العدوان للقضية ولم تغن عنه ترسانته العسكرية شيئا.