هناك من الأطفال من يجيدون المحافظة على ألعابهم فتبقى معهم لفترة طويلة، و هناك مع الأسف من لا تظل اللعبة الجديدة معهم إلى صباح اليوم الثاني، هذا إن بقيت إلى المساء.
ليس المؤلم هو تحطم هذه اللعبة بقدر ما إذا كانت باهظة الثمن!!
و إذا أخذنا هذا المثل و أسقطناه على واقع المهلكة التي تنفق ملايين بل و مليارات الدولارات لشراء ما هو من المفترض أن تكون أسلحة فتاكّة و مُدمِرة و متطورة.. و شديدة التحصين.. فينقض عليها المارد اليمني و يحيلها في لحظات أثراً بعد عين.
لم يعد مهم اسم هذه الآلة أو تلك.. سواء كانت دبابة إبرامز.. همّر..مدرعة أو كاسحة أو غيرها... عندما يكتسحها الليث اليماني و يفنيها في ثوان بل و يتفنن في التنكيل بها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا..هو هل َ الولايات المتحدة لم تكن تحسب حساب وضع فخر صناعتها بأيدي الأطفال.. كما لم تفكر جيداً في تبعات حربها على اليمن..
صحيح أنَّ أمريكا حققت أرباحاً خياليةً و هي تقتات من دماء و أشلاء أطفال اليمن و نسائه.. ببيعها مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً و التي تصب صباً فوق رؤوس المدنيين الأبرياء ليل نهار.. لكنها كما خسرت إنسانياً و أخلاقياً فقد خسرت خسارة فادحة عندما أصبحت دباباتها ومدرعاتها بكل هيلمانتها لا تساوي شيئاً.. و كأنَّها صفيحة خاوية خرقاء تجرّ أذيال الخيبة وراءها و العويل أمامها!
نعم.. لقد أخطأت أيما خطأ عندما غامرت بسمعة فخر الصناعة الأمريكية و سقطت هيبتها سقوطاً شنيعاً و تمرّغ أنفها في التراب و كُسرِت شوكة كبريائها على صخرة الإباء اليماني.. و بعد كل مشاهد الدمار الشامل و التنكيل الكامل بكل آلياتها الحديثة و المتطورة.. هل ستعود هيبة أمريكا كسابق عهدها..؟
و هذا هو الجزاء الطبيعي لمن تأخذه كبريائه و عنجهيته.. فلا يحسب للأمور حسابها..
لم يعد بعد اليوم الفخر للآليات أياً كانت و مهما كانت ، بل الفخر كل الفخر لمن يصنع المعجزات بأقل التكاليف و أبسط الإمكانيات..
و هذا أيضاً هو جزاء من يسعى الى أن يستثير الوحوش الضارية التي تُحيل أيامه إلى جحيم..