|
الحكمة والعدوان!
بقلم/ صارم الدين مفضل
نشر منذ: 7 سنوات و 9 أشهر و 25 يوماً الأربعاء 04 يناير-كانون الثاني 2017 09:22 م
استمعت بالأمس في أحد تقارير نشرة قناة المسيرة الفضائية جملة على لسان طفلة نجت مع أختها من قصف طيران العدوان على منزلهما، فيما قضى والديهما وبقية اخوتهما تحت الانقاض شهداء، تقول العبارة: “متى يتوقف العدوان لنتمكن من بيع الحطب”!
ومع أن هذا السؤال يفضح بشاعة ما ترتكبه طائرات العدوان السعودي الامريكي من جرائم بحق المدنيين، ويسخر من أهداف تحالف العدوان حيث لا توجد في اليمن أية أسلحة بيولوجية او كيماوية ولا توجد فيها قنابل نووية أو مغناطيسية، وإنما مجموعة من الناس البسطاء والفقراء الذين لم يعدموا وسيلة للبقاء على قيد الحياة، فيما قرر العالم أن يحرمهم ذلك بالمشاركة أو بالتواطؤ في أقبح عدوان وأقبح حصار عرفه التاريخ على بلد وشعب بأكمله..
وبراءة للذمة وحتى يدرك من به صممُ بشاعة وقبح أهداف تحالف العدوان، وحقيقة مدبريه ومن يقف خلفه، أوضح اجمالاً بعض النقاط، فأقول:
صبرنا على العدوان اربعين يوما،
جعلنا ردنا عليه محدوداً لعل وعسى،
نشرنا جرائمهم الوحشية بحق المدنيين،
بعثنا برسائل ايجابية لتطمين الجميع،
حاولنا التهدئة وصبرنا على الخروقات،
اخرنا تشكيل الحكومة عام ونصف،
قبلنا بالحوار مرة بعد أخرى،
صبرنا على القلبات والخيانات،
قدمنا التنازلات تلو التنازلات،
ومن الآخر.. والله لو نعمل ما عملنا (أي شيء يخطر ببالكم لوقف هذا العدوان) فإن المشروع الصهيوأمريكي لن يسمح بوقفه على الاطلاق حتى تحقيق هدفه بالقضاء على اليمن وجيشه وتمزيق نسيجه ووحدته، وارتكاب مجازر وحيشه بحق أبناء شعبه على يد عصابات الذبح والاجرام التي انشأها لهذا الغرض، وأنه لن يسمح حتى للاصلاحيين بالتوقف عن الحرب واثارة الصراع الداخلي (على فرض أنهم قد يقرروا ذلك خلافاً لما هو متوقع منهم) ولا للدنبوع باعلان وقف العدوان أو التنازل عن شرعيته على فرض أنه قد يجرؤ على اتخاذ أي قرار دون الرجوع إليهم وأخذ موافقتهم!!
ومع ذلك تظل إدارة البلد ومواجهة العدوان بحاجة ماسة لقيادة محنكة وحكيمة قادرة على تجنيب اليمن واليمنيين مخاطر المخطط الصهيوأمريكي بأقل الخسائر الممكنة، ونحمد الله تعالى أن لدينا هذه القيادة ولدينا هذا الشعب الصابر والمتماسك الذي شهد له رسول الله (ص) بأنه شعب “الإيمان والحكمة”، ومن يتابع ما يحدث في المنطقة يدرك خطورة المشروع الصهيوني على المنطقة وشعوبها ويعي حقيقة ما نقول.
ولذلك فمن الحكمة ألا نتوقف عن رفد الجبهات بالرجال المدربين على مواجهة قوى العدوان ومنافقيه ومرتزقته، وأن نستمر في اخراج قوافل الدعم بالغذاء والسلاح لأبطال المعارك وأسودها من أفراد الجيش واللجان الشعبية، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وهو النصر الأكيد بإذن الله تعالى، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم. |
|
|