من المؤسف أن نلجَ إلى العام 2021، ومنطقتُنا العربية تغُصُّ بالفوضى والمشاكل، وتمضي نحو الانحطاط، وترتمي في أحضان التطبيع، وبموازاة ذلك يستمر العدوان والحصار على بلادنا دون رأفة أَو رحمة من الجلاد.
المأساة في واقعنا تتراكم، وتباشيرُ الأمل تتضاءلُ من عامٍ إلى آخر، والنفق مظلم، ومن أقصى الغرب يرسل الأعداء الغواصات النووية والأساطيل البحرية، والجنود والمرتزِقة ليستمر سيناريو الاعتداء دون توقف، وكأن هذا العالم الكبير لا يرى سوى بلدنا ليشعل فيه الحرائق، ويلهب فيه الفتن.
لا أحبذ تقديم صورة تراجيدية للأحداث، لكننا نعيش في هذا الزمن الوحشي، الذي قال فيه الشاعر السوري نزار قباني قبل سنوات بأنه لا يتم التفريق فيه بين أعناق الرجال، ولا أعناق النساء.
أليس من المحزن أن تتقاطر الدول العربية نحو التطبيع والخيانة؟ وأن تساقَ إلى المذبح دون أن تنبِسَ ببنت شفهٍ، في وقت نرى فيه الشعوب خاضعة مستكينة لا حول لها ولا قوة.
أليس من المحزن كذلك، أن يستمرَّ العدوانُ على اليمن دون أن نسمعَ أصواتاً هادرةً في الشارع العربي تطالب بوقف هذا العبث؟
أليس من المنطق أن يتوقف القتال، وتنشط دعوات المصالحة، وأن يدرك اليمنيون أن السلام هو أملهم الوحيد؟.. لكنهم الآن لا يرون له أي أفق في المستقبل للأسف.
الأمنيات شيء، والواقع شيء آخر.
إذن، علينا أن ندركَ أن عدوَّنا هو من يرسُمُ المخطّطَ، مخطّطاً للتفتيت، والتقسيم، والتجزئة، وفرّق تسُدْ، وأنه سيستمرُّ في ذلك، وأن الخَلاصَ والفِكاكَ منه لن يكون إلَّا بالوعي والبصيرة، والاتّجاه نحو إصلاح البلد بهمة وعزيمة، وإرادَة لا تلين.
نحن بحاجة إلى النهوضِ من بين الركام، وألا نستسلمَ للواقع المحبط، وأن نبتعدَ قدرَ الإمْكَان عن المناكفات والنزاعات التي تؤخِّــرُ الانتصارَ وتعيقُ التطور.
في ميدان العمل نكونُ على درجة عالية من المسؤولية، كما هو حال المجاهدين في جبهات القتال، وفي إدارةِ البلد يكون المسؤولون في أعلى جاهزية الانضباط والحرص على المال العام وعدم تبديده، وأن ترسم الخطط لتجاوز العقبات وتحويل التحديات إلى فرص، متوكلين على الله، مستمدين العون منه.
إذا كانت ثمة أخطاءٌ فيجبُ إصلاحُها، لا أن تتراكمَ فتتحوَّلُ إلى عبئٍ يُثقِلُ المسؤولية، ومَن لم يصلح أخطاءَه فلا خيرَ فيه.
لا تراجعَ ولا استسلامَ، وعلينا متابعةُ الانتصار بالانتصار، وسيأتي يومُ الانتصار الكبير لا محالةَ، وهو انتصارٌ سيكونُ له ثمنُه وأهميتُه.