ولن يغادر هادي كرسيه إلا وقد أُهين كل ما ومن له علاقة به أو بشرعيته..
ليست إهانات السودانيين للجنود اليمنيين في مطار عدن أمس، إلا حلقةً في سلسلة، ولن تتوقف باقي الحلقات طالما البداية مربوطة برقبة رجلٍ لا يكترث.. لا يشعر.. لا يرى.. لا يتنفس.
رجلٌ منح واحدة من أجمل مدن الدنيا(عدن) لدولةٍ مراهقة (الإمارات)، فمنحته الإمارات إقامة شبه إجبارية في "معاشيق"، وسلطت عليه كل سفيهٍ من مأجوريها في المدينة، ولمّا لم يكن ذلك كافياً جلبت السودانيين، كي يكملوا الناقص.
ماذا فعل هادي بعدن؟؟
دعكم الآن من اليمن:
هل يعلم هادي أن عمر نادي التلال الرياضي في عدن أكبر من عمر الإمارات بـ 66 عاماً كاملة؟! (تأسس النادي عام 1905 وتأسست الإمارات عام 1971)؟!
هل يعلم أن عدن تأسست فيها أول غرفة تجارية في الجزيرة العربية عام 1886م، أي قبل نشوء دولة غسيل الأموال الإماراتية بأكثر من قرن من الزمن؟!!!!
هل يعلم أن مطار عدن الذي يهينه فيه الإماراتيون وحلفاؤهم، يومياً، استقبل أول رحلة طيران مدنية في الجزيرة العربية عام 1919، أي قبل أكثر من خمسين عاما على نشوء الإمارات؟!!
هل يعلم أن مواطن عدن محمد عبده غانم أول مواطني الجزيرة العربية تخرجاً من جامعة حديثة؛ تخرج عام 1932، أي قبل أن تتشكل الإمارات كنطفة في صلب مؤسسها البريطاني بحوالي أربعين عاما؟!
هل يعلم هادي، والنخبة الموالية له، ماذا فعل، وماذا فعلوا، بعدن؟!
دعكم الآن مما فعلوه باليمن.
ألم يكن بإمكانهم إخراج الحوثي وصالح من عدن، بطرق أخرى، ودون بيعها، بالمقابل، لمن سيهينها ويهينهم قبل أن يجف حبر البيع والشراء؟!!
هل يعلمون أن من يُهن التاريخ لن يجد كرامته هو بعدها أبداً؟!!
وهذه لم نكن نعلم بها نحن ولا هم ولا أحد، قبل أن نشاهدها كتجربةٍ ماثلةٍ أمامنا الآن: تمنحونهم بلادكم بتاريخها كله، فيمنحوكم قصفاً بالأباتشي، وضرباً بالعصي، وطرداً من الأبواب.
سبحانه التاريخ ما أسرع ما ينصف نفسه..
والقادم ألعن