محمد حسين هيثم
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed قصائد ضد العدوان
RSS Feed
بحث

  
عبدالعليم إذا مات
بقلم/ محمد حسين هيثم
نشر منذ: 7 سنوات و شهرين و 18 يوماً
الخميس 02 مارس - آذار 2017 10:53 م




 
 
مات عبدالعليم
وعبدالعليم إذا مات
وفي أي وقت
يموت بحرفنة
ويموت كما يحلم أو يشتهي
الميتون
يموت كثيراً
كثيراً
يفيض من الموت
يمتد موتاً
من المهد شرقاً
إلى الغرب من يومه المرتقب.


***

عبدالعليم إذا مات
يرتد منصعقاً
لا يصدق حشد عزاءاته
كان عبد العليم
يصدق ريبته وحدها
كان يتبع خط توجسه
ويذوب أيامه في الظلال
ويمشي وحيداً
وإن صادفته المدينة في قلبها
ذات وهج
زوى وجهه
وانزوى
واحتجب.

***

عبدالعليم إذا مات
ينهض أعداؤه في الكمائن، يأتون من
غيبه
كان يحصي المذلات
أعداؤه ثلة:
رجل غامض في الجريدة
والعسكري
وهذا الغراب الذي فوق ناصية البيت
بقال حارته
بائع اللحم
والعابر المتلفت
وابن المؤجر في أول الشهر
ثم المؤجر في كل رشفة ماء
وذو الراحة المستطيلة
والجار
والمخبر العسلي
وهذا المدير الخشب.

***

عبدالعليم الذي مات
منفرداً
ومديداً
كان يحلم أن سوف يحلم
أن نساءً...
وأن نهوداً...
وأن مناطق معشبة بالتوقد.
يحلم أن سوف يحلم
وأن...
وأن...
وتخرج أحلامه في الصباح
وتجلس في الباص
ترسل بعض الدخان هنا أو هنالك
ترتاب من حلم جالس وحده قربها
ثم تنزل نحو الوظيفة
أو تتمشى هنالك بين الفتارين
تبتاع أو تكتري وهمها
تنثني في الأزقة
ناشدةً لفتة شردت
شرفة أفلتت آهة
وإذا فاجأته امرأة بين أحلامه
امرأة من عقيق ونار
وسارت تضج بكل حنين النساء إلى
يومه
كان ينسل في أفق ممعن في الهرب.

***

عبدالعليم إذا مات
يجمع كل بنيه الذين سيحلم
أن سوف يأتون من صلبه
بعد موت طويل
كان يجمعهم حول جثمانه
ويوزع ثروته بينهم:
كل موت تكدس
أو كل رعب
وما جمعته يداه من الريب
أوهامه كلها
والتوجس
كوم الهواجس
ثم يموت كما قد تدرب منذ طفولته
هكذا
دونما
ضجة
أو
سبب.

***

وعبدالعليم عليم بكل أصول الضيافة
حتى إذا مات
يحمل قهوته
ويوزعها بيديه
ويعزي المعزين
ثم يهيئ أكفانه
ويسير مع النعش
في أول الصف
يمشي ثقيل الصدى
صامتا
ويحوقل
يذرف أوقاته كلها
دفقة، دفقة
ثم من فتحة القبر ينزل
معتذراً
أنه يشغل الآخرين بأوهامه
ويسبب للناس هذا التعب.



* نعيد نشرها في الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الكبير محمد حسين هيثم رحمه الله 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى قصائد ضد العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
صلاح الدكّاك
جنوب الحسين
صلاح الدكّاك
قصائد ضد العدوان
حسن المرتضى
صلاةُ البندقيّة
حسن المرتضى
حسن المرتضى
بانتظاركَ لا أزال
حسن المرتضى
حِميَر العزكي
رجال من سماء
حِميَر العزكي
معاذ الجنيد
صَدَق الوعد
معاذ الجنيد
عبدالقوي محب الدين
وجه النصر
عبدالقوي محب الدين
إبراهيم محمد الهمداني
فقاعات
إبراهيم محمد الهمداني
المزيد