في مثل هذه الأيام قبل عامين من الآن كانت السعودية في نظر الكثيرين تمر بأحسن حالاتها وبدت للجميع وكماهي العادة مهابة الجانب ومحل تقدير من قبل اغلب اليمنيين ومعظم الشعوب في البلدان العربية والاسلامية باعتبارها الشقيقة الكبرى وبلاد الحرمين وواحدة من اغنى دول العالم.
حينها لم تكن مملكة سعود ذات القيادة الجديدة والتوجهات الحثيثة لتشبيب الصف الأول في نظام الأسرة الحاكمة «المتهالك» قد بدأت جنون عاصفة الحقد الدامي على اليمن والتي ما إن دشنت أولى جرائمها بحق الابرياء من أبناء الشعب اليمني في الـ26من مارس عام 2015م حتى بدأ ربيع الوهم السعودي ينقلب راسا على عقب ويتحول إلى خريف طويل لا أراه سيتوقف إلاً وقد اصبحت المملكة ونظامها الاسري الشمولي خبرا من الماضي مادام وأصحاب القرار السياسي هناك بهذا المستوى من التبلد والعنجهية.
قرار»العاصفة» الملعونة الذي طُبخ في واشنطن كان مجنونا واُتخذ في لحظة مجنونة اختفى فيها الرشد والراشدون وغاب عنها صوت العقل والحكمة والراي السديد ومازال كذلك إلى اليوم وهو يقترب من عتبة الحولين الكاملين وبعد ان سفك دماء أكثر من 30الفا من اليمنيين كبارا وصغارا رجالا ونساء وبعد أن دمر مقدرات بلد ومكاسب شعب بذل الكثير من الجهد والعرق في سبيل بنائها على مدى عقود طويلة ودون أن يحقق اصحاب العاصفة شيئا غير القتل والتدمير ونشر الكراهية والاحقاد والثارات بين الاشقاء في البلدين الجارين على نحو غير مسبوق في التاريخ الحديث.
يعلم الملك سلمان في قرارة نفسه انه لم يحصد من جنونه في اليمن الا الفشل والخسران المبين والكثير من العداء المتنامي واللعنات المنثورة وانه لم يجنِ من عاصفته الهوجاء غير ضياع هيبة مملكته وتضعضع اركان عرشه وإفراغ خزائنه من المال والذهب المكنوز ومع ذلك لأاظنه ابدا يستفيق من أوهامه ويتخلى عن حلم النصر الحاسم الذي طالما دغدغ مشاعره التواقة إلى العظمة والاستعلاء وهو الهدف الجميل الذي يزيُنه له شياطين الإنس ممن لايشبعون من المال»السائب».
عقلية هذا الملك الكهل وطاقمه «المراهق» اشبه ماتكون بعقلية فرعون القديم الذي رأى من البراهين والمعجزات ماتتصدع من هوله القلوب وتخر له الجبال ومع ذلك قرر ان يلحق بنبي الله موسى عليه السلام وبني اسرائيل حين غادروا مصر تحت جنح الظلام هربا من بطشه وطغيانه ولم يتراجع هذا الجبار عن غيًهِ ولم يستبن الرشد إلا بعد ان ابتلعته امواج البحر التي انفلقت امام عينيه فكان كل فرقٍ منها كالطود العظيم كما ورد وصف ذلك في القرآن الكريم..وماارى النظام السعودي إلا مصرًاً على المضي قدما في طريق ذلك الفرعون المتكبر وإلى معانقة مصيره المحتوم.
جلً من لا يسهو
من الاخطاء الغريبة والقليلة التي وقعت فيها طيلة عقدين كاملين من العمل في بلاط صاحبة الجلالة ماورد في التقرير الذي كتبته في عدد السبت الماضي من صحيفة الثورة بعنوان «هكذا صارت عدن في ظل الاحتلال والغزو..حقائق صادمة» وقد تناول هذا التقرير الوضع المزري الذي تعيشه عدن بسبب صراع ادوات العدوان ومرتزقته على تقاسم النفوذ هناك ..تطرق الحديث الى احتلال قوات الجنجويد السودانية لمطار عدن واذا بقلمي يزل ويكتب مطار صنعاء في خطا انساني ربما كان بسبب كثرة الاخبار والتقارير التي تحدثنا فيها عن حصار مطار صنعاء والمعاناة الانسانية التي يتعرض لها ملايين اليمنيين بسبب هذا الحصار الجائر وغير المبرر.
عموما فاني اوجه الشكر لكل الزملاء والقراء الاعزاء الذين اتصلوا بي مصححين ومعاتبين أحيي فيهم الحرص على الدقة في تناول المعلومة وأقول للجميع من لايعمل لا يخطئ وجلً من لايسهو..