كشفت المشاهدُ المصوَّرةُ التي وزعها الإعلامُ الحربيُّ، أمس الثلاثاء، عن عمليات إطلاق سابقة لمجموعةٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيَّرة استهدفت العُمقَين السعوديّ والإماراتي، عن كذب ادِّعاءات تحالف العدوان وانتصاراته الفقاعية التي يطلقُها لتبريرِ جرائمِه وأعماله العدائية بحق الأعيان السكنية والمدَنية، كما كشفت عن عجزه في تحديد ورصد مواقع الإطلاق بعد أن أعلن عجزَه وفشلَه عن إسقاطها في أجوائه.
وفيما مثلت تلك المشاهدُ انتصاراً إعلامياً متعددَ الأبعاد، فقد تجلت فيها مستوى القدرة والتطور العملياتي لسلاح الجو المسيَّر اليمني، وهو السلاحُ الذي تم صناعتُه من الصِّفر بعقولٍ وسواعدَ يمنية وعايش المتابِعُ كُـلَّ مراحله التي تكشفُ مستوى الفوارق وَمدى التطوير المتصاعِد الذي تظهرُ به هذه النماذجُ عن سابقاتها.
وبدا لافتاً المشاهد أنه لم يتم تعتيم الجغرافيا المحيطة، في دلالة على أن تلك المسيَّرات سهلة التنقّل وَقواعد إطلاقها بسيطة للغاية، بخلاف فاعليتها الهجومية الدقيقة والمؤثرة، وهنا يكمُنُ سِرُّ القوّة، فالتنقُّلُ والحركة والسهولة بالمفهوم العسكري تعطي مدًى واسعاً من الخيارات وَالمناورة والتمويه، خُصُوصاً في مسرحِ عملياتي واسع ومتنوع كالجغرافيا اليمنية.
وفيما يكشف المشهد عن شيءٍ من القدرات العسكرية اليمنية، فَـإنَّه يشيرُ إلى مدى الأزمة التي صنعتها قوى العدوان على نفسها، ويبشِّرُ بالمزيدِ من المآلات السيئة التي تنتظرُها إذَا ما هي لم ترعوِ عن حماقاتها ولم تستوعبْ كارثيةَ عدوانها على اليمن وشعبه، وبأن ارتداداتِ هذا العدوان ستنقلِبُ على حاضرها ومستقبلها، مع تذكيرِها المُستمرّ بأن الاحتماءَ بأمريكا والكيان الصهيوني لن يكونَ مجدياً ولا ضامِناً بكُلِّ الحساباتِ الماديةِ والمبدئيةِ، فالعجزُ الأمريكي الصهيوني في التعامُلِ مع هذا السلاحِ بات يُعلِنُ عن نفسه، ناهيك عن أن الغلبةَ للحق والنصرَ والتمكينَ وعدٌ إلهيٌّ حَقٌّ لعباده المستضعفين والمظلومين.