مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
جميعهم معتدون وقتلة
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 15 يوماً
الأحد 16 أكتوبر-تشرين الأول 2022 07:11 م


كلما أسدلنا الستارَ على وجعٍ ما بدت لنا أوجاع أكثر إيلاماً من ذلك الوجع، إلى المستوى الذي يصعب عنده غض الطرف عنها، أو منع الأنين المتصاعد من بين حنايانا باستمرار كانعكاس طبيعي لما تتركه في ذواتنا من آثار تدميرية ونتائج قاتلة لكل شيءٍ لايزال يشعرنا بنبض لحياةٍ كريمةٍ من حولنا، ووميض شعاع أملٍ بغدٍ أفضل يلوح لنا من بعيد.
لم تكن هذه الأوجاع التي نعيشها وليدة اللحظة، أو بنت الصدفة، وإنما كانت عصارة لتراكمات من المآسي والجروح التي حدثت في مختلف المراحل السابقة، وألقت بظلالها على الحاضر، ونخشى أن تمتد إلى المستقبل، لأننا لانزال نتعهد منابتها وجذورها بالحماية والرعاية اللازمة لنموها وعودتها مجدداً، ولربما بصورة أكثر من ذي قبل، وذلك لكون الكثير من أصحاب القرار نائمين في العسل، غير مدركين ما الذي يعنيه وجودهم على رأس السلطة في بلدٍ تعرض لشتى صنوف القتل مادياً ومعنوياً، وواجه مختلف التحديات التي سعت للقضاء عليه أرضاً وإنسان ومؤسسات على مدى أكثر من ستين عاما، ولو أنهم حملوا نسبةً بسيطةً من الإدراك لكل ذلك لاتجهوا لإعادة الاعتبار لكل شيء تعرض للمحو والتجريف والإلغاء، بدءا من إعادة الاعتبار للإنسان اليمني الذي تنازعته الكثير من الآفات المعيشية والفكرية والصحية والاجتماعية وغيرها، ووجد نفسه بين مطرقة الفقر والفاقة وسندان الوهابية والعمالة والارتزاق والخيانة، كضحية لعصابات حكمته لثلاثة عقود، تمكنت خلالها من إماتة هويته، والقضاء على وعيه، وإفقاده كل إحساس يوحي له بأنه ضمن مجتمع واحد، يشاركه في حمل هم الوجود والمصير، ويسعى معه لإيجاد سبل تحقيق الحياة الكريمة للجميع، حتى وصلت به في نهاية المطاف إلى القناعة المطلقة بأن عليه أن يصنع وطنه الخاص به كفرد لا علاقة له بالمجتمع، ويبحث عما يؤمن له سبل العيش، حتى وإن كان ذلك على حساب المجتمع كله، فالمهم هو، وليذهب الجميع إلى الجحيم.
ثم متى ما تمكنا من إعادة الاعتبار للإنسان سنتمكن من إعادة الاعتبار للأرض من كل النواحي، ومن ثم تقام مؤسساتنا على أسس واضحة وسليمة، بحيث يصبح الوعي العام تجاه القتلة المعتدين خارجياً بضرورة التصدي لهم، هو ذاته المنطلق بذات القوة والفاعلية لمواجهة القتلة بتفريطهم واستهتارهم وعجزهم ولامبالاتهم وعنجهيتهم وغرورهم من الداخل، أياً كان مستواهم في التأثير وموقعهم في المسؤولية، ومهما كان حجمهم وما يملكون من مقومات النفوذ والسطوة والقوة، إذ لا فرق بين مَن يقتلنا بأفتك الأسلحة، وبين مَن يقتلنا بالمبيدات والأدوية المهربة والمنتهية الصلاحية، وإن تعددت الطرق، وتنوعت الوسائل، واختلفت الأساليب بين قاتل وقاتل، فالنتيجة واحدة.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد صالح حاتم
عيد العمال.. ما بين صنعاء وغزة
محمد صالح حاتم
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن الأهنومي
عَرْبَدَةٌ أمْرِيكيَّةٌ بِاصْطفَافاَتٍ َمأزوُمَةٍ
عبدالرحمن الأهنومي
عبدالفتاح علي البنوس
ثورة 14 أُكتوبر والجنوب المحتلّ
عبدالفتاح علي البنوس
محمد صالح حاتم
أكتوبر.. الثورة المغدورة !!
محمد صالح حاتم
خالد العراسي
أفلا يعقلون؟!
خالد العراسي
علي عطروس
لحى 26 سبتمبر وسكسوكات 14 أكتوبر
علي عطروس
زيد الغرسي
وقاحة أمريكية !!
زيد الغرسي
المزيد