ثارت ثائرة العالم بسبب إيقاف روسيا تصدير الحبوب من أوكرانيا، بسبب ذهاب ملايين الأطنان من القمح إلى الدول الغنية وليس إلى الدول الفقيرة التي تذرعوا بها بادئ الأمر.
الرئيس الأمريكي بايدن، ووزير خارجيته بلينكن، قالا إن روسيا تستخدم الغذاء كسلاح(!!!)؛ لكن ماذا يمكن أن نسمي العقوبات التي طالت كل شيء في روسيا وشملت الغذاء والدواء والنفط والغاز، وحتى السلطة الروسية؟!
الرئيس الروسي بوتين كان قد أوضح، في كلمةٍ له خلال الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في أيلول/ سبتمبر الماضي، الذي انعقد في مدينة فلاديفوستوك الروسية، أنّه «وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الذي يتضمن مساعدة البلدان المحتاجة، تمّ تحميل سفينتين فقط من أصل 87 سفينة وتصدير 60 ألف طن فقط من المواد الغذائية من أوكرانيا إلى الدول المحتاجة من أصل 2 مليون طن، وهذا يمثل 3% فقط».
وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الكرواتي، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال إنّ «الحبوب تصدر إلى الدول الغنية من دون الفقيرة. يا للأسف! الحبوب الأوكرانية تصدر إلى الدول الغنية من دون الفقيرة».
واستذكر أردوغان كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وانزعاجه من تصدير الحبوب الأوكرانية إلى دول تفرض عقوبات على روسيا.
يحاول الغرب أن يحشد ضد روسيا لحرب عالمية بهدف اقتلاع روسيا، حسب ما خطط له قادة العالم الأثرياء من عائلات «روتشيلد ومورجان ودوبونت وروكفلر»، وآخرين، من الماسونية الذين يدينون باليهودية ويديرون العالم، باتهامهم لروسيا بأنها وراء معاناة الأوروبيين وحالة الجوع والإطفاء وغلاء الوقود والأسعار التي يتعرضون لها.
لكن المظاهرات التي خرجت في فرنسا وإيطاليا وحالة الاستياء التي شملت ألمانيا وبريطانيا توضح أن شعوب أوروبا باتت تعرف من المتسبب الحقيقي بما يلحق بهم، وأن روسيا تدافع عن نفسها ويصعب توجيه السخط عليها.
رغم ذلك فلا شيء مستبعد من أن تنجح تلك الدول في إقناع شعوبها بالزحف ضد روسيا سعياً لاحتلالها. وأعتقد أن ذلك كان سيتم لو لم تكن الأخيرة تمتلك السلاح النووي.
فيما مضى، حارب الغرب الاتحاد السوفييتي باعتباره يحمل النظرية الشيوعية الاشتراكية، ودفعوا العرب لقتالهم باعتبارهم ملحدين يقولون: «لا إله والكون مادة»!
اليوم روسيا رأسمالية بالكامل مثل شعوب أوروبا، وعاد دور الكنيسة في تسيير مفاصل الحياة الدينية كالغرب، وسمح للمسلمين بممارسة حقوقهم الدينية بالكامل في تلك المناطق التابعة لجمهورية روسيا الاتحادية وما جاورها.
لكنها الصهيونية، التي لن تترك المجال لأحد إذا لم تغزوه ويسلمها ثرواته بالكامل، لتنعم عليهم بالقليل فيتغنون بما سموه الحرية، المصورة في القليل من الشذوذ، واحتفالات الهالوين وإعلانات البيبسي والكوكاكولا والوجبات السريعة والكثير من الأغاني والاحتفالات!
* نقلا عن : لا ميديا