طه العامري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
طه العامري
فلسطين.. الصهيونية والتآمر الدولي..؟!
تصفية القضية الفلسطينية.. مشروع أمريكي ؟!
الصهيونية والصهاينة..؟!
مرة أخرى عن العرب و"فوبيا إيران"..!
الغطرسة الصهيونية والنفاق الدولي
العرب و"فوبيا إيران"..!
"الصهاينة" والنفاق الدولي الوقح..!!
العرب ودورهم في حماية العروبة والإسلام..!
أمريكا والكيان.. ضحك على العالم..!
عن "مجاهدي الغفلة" والصراعات الجيوسياسية..!

بحث

  
أفول عصر
بقلم/ طه العامري
نشر منذ: 11 شهراً و 19 يوماً
الخميس 11 مايو 2023 09:15 م


يقال أن (الغبي) هو الذي يخوض معركته مع خصم مجهول، لكن ثمة من هو أغبى من هذا (الغبي) وهو الذي يرتبط بعلاقة مع (الأقوياء) دون أن يكون ملما بكيفية حصول هؤلاء الأقوياء على عناصر ومقومات القوة التي يمتلكونها من ناحية، ومن الأخرى معرفة عوامل إمكانية وديمومة استمرار هذه القوة وأيضا معرفة أين تكمن نقاط الضعف فيه ..؟!
تلعب القيم والثقافات والمعتقدات العقائدية والموروثات الحضارية والتاريخية دورا في تشكيل قيم وأخلاقيات الأمم والشعوب دون أن نغفل تأثير هذه العوامل على الفرد والمجتمع الذين يتأثرون ويؤثرون في بيئاتهم من خلال أنماط سلوكية هي في المحصلة تختزل هوية (الدولة) وقيمها وقوانينها وتوجهاتها الاستراتيجية المعبرة عن رسالة وأهداف وجودية لهذه الدولة أو تلك.
ثمة مصطلح يقول أن ( الشرق والغرب) يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان أبدا، وبما أن التراكمات التاريخية والحضارية والتنوع الثقافي والموروثات الإنسانية تعد من العوامل التي تساهم في تشكيل هوية الدولة والمجتمع، الأمر الذي يجعل (الشرق) في حالة تضاد وتصادم مع (الغرب) ناهيكم عن تنافر أكثر صدامية وتطرفاً يشعر به (الشرق) تجاه (حضارة إمبريالية ) هجينة ولدت من رحم (الحضارة الغربية) وهي حصيلة أزمة عاشتها الحضارة الغربية، أسفرت في نهاية المطاف عن ميلاد (الولايات المتحدة الأمريكية) القائمة على فلسفة (مادية) ترتكز على فكرة (الدولة في خدمة الفرد) بعكس (مادية ماركس) التي ترتكز على فكرة (الفرد في خدمة المجتمع و الدولة في خدمتهما )..
لكن أي فرد هذا الذي تقوم الدولة بخدمته؟! قطعا ليس فردا عاديا يمكن أن يكون عالة على الدولة، إذ لا تحبذ دولة مثل أمريكا أن تكون في خدمة الأفراد العاديين الذين يشكلون المكون الاجتماعي الاستهلاكي، الذين تجبي منهم الضرائب، بل هي وجدت لتكون في خدمة الأفراد الاستثنائيين الذين يملكون القدرات المادية ويشكلون مجتمعين منظومة الترويكا (الرأسمالية)، الذين يحركون بقدراتهم عجلة التطور والتقدم والتنمية، على قاعدة (دعه يعمل.. دعه يمر.. مادام يدفع الضرائب).
أمريكا دولة تختلف عن أي دولة من دول العالم ذات الهوية الشرقية مثل روسيا والصين وهي بمعتقداتها وأنماطها الحياتية والثقافية والسلوكية تختلف عن المنظومة الغربية التي ولدت من رحمها وهي تختلف عن كل دول الترويكا الأوروبية التي لا تزل تتمسك ببعض مظاهر القيم الليبرالية التي توازن بين قيم الرأسمالية وتعاليم (الكنيسة) فيما أمريكا تجاوزت فلسفة وقيم (النيو ليبرالية) بحداثتها الثقافية والتي جاءت تلبية لانهيار (الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي وحلف وارسو) واستجابة لأهداف الثورة التقنية التي اكتسحت الفضاءات الكونية أوائل العقد الأخير من القرن العشرين، والتي دشنت بها أمريكا قيم وثقافة العولمة واضعة نفسها كزعيمة للعالم الحر.. مسبوقة بتسويق فكرة (انتصار القيم الليبرالية) على القيم الاشتراكية التي كان يمثلها ويتبنيها الاتحاد السوفييتي ودول المعسكر الاشتراكي.. شعور ما كانت واشنطن لتشعر به لو كان تزامن سقوط جدار برلين بقيادة روسية مغايرة ( لجورباتشوف” والسكر بوريس يلتسن) الثنائي اللذين بسبب غبائهما أو خيانتهما يحدث اليوم ما يحدث في أوكرانيا!.

..

سقوط دول المعسكر الاشتراكي دفع أمريكا إلى الاعتقاد أو فرض حكاية (انتصار الرأسمالية) وهزيمة (الاشتراكية)، في خطوة دعائية حاولت خلالها ترويكا (الليبرالية) الغربية بزعامة أمريكا تكريس ثقافة أسطورة (السوبر باور)، مرسخة في الذاكرة الإنسانية فكرة القوة وجبروتها كوسيلة مثلى للتفوق دون اعتبار لعوامل حضارية أخرى ذاتية وموضوعية، إذا ما أدركنا أن أمريكا والغرب يعتمدون (حضارة القوة) لبسط هيمنتهم على العالم دون اعتبار لقيم وأخلاقيات شعوب العالم التي تقوم على منظومة من المعتقدات الدينية والثقافية والحضارية، وموروثات إنسانية شكلتها قرون من وجود وتفاعل هذه الشعوب التي تزدريها دولة مثل (أمريكا) التي لا تؤمن بالموروثات الحضارية والثقافية للشعوب، وترى أن (القوة) هي صانعة الحضارات وهي عنوان التفوق ومصدره..
لذلك هي بمثابة معمل لصناعة الأسلحة وتخضع كإدارة لاستراتيجية مجمع الصناعات العسكرية الذي يحكم ويتحكم بالإدارة الأمريكية التي تعمل في خدمته وتنفذ برامجه في علاقتها مع العالم، وهذا المجمع يضع أهم أهدافه في صناعة وتسويق الأسلحة، وهذا سوق يعتمد على خلق الحروب وافتعال الصراعات على الخارطة الدولية، وفي حال خفوت نيران الحروب والصراعات تجد أمريكا نفسها مدفوعة لشن حروبها الخاصة ضد كل من يعارضها من أنظمة العالم ولا يخضع لقانونها ولا يقبل بأن يضع نفسه في خدمة أهدافها ومشاريعها الاستعمارية..!
في هذا السياق نجد أن أمريكا وخلال العقود الستة المنصرمة خاضت حروبا في مختلف قارات العالم بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة، أنفقت خلالها قرابة (36 تريليون دولار) وزهقت أرواح بشرية تجاوزت (العشرة ملايين إنسان) منها أكثر من (4.5 تريليون انفقتها في غزو العراق) ..!
وقد استطاعت من خلال هذه الحروب التي أشعلتها وقامت بها من تحريك عجلة الصناعات العسكرية، ومكنت تكتل المجمع الصناعي العسكري من تحقيق أرباح خيالية ذهبت لخزائن أصحاب هذا المجمع، فيما حصلت الدولة على حصتها من عائدات الضرائب التي لم تتسق مع حجم النفقات التي تتطلبها الدولة الأمريكية فذهبت للاستدانة لتغطية احتياجاتها حتى تجاوزت ديونها قرابة (22 تريليوناً) وفق أحدث الإحصائيات، الأمر الذي يجعل تخلفها عن التسداد وفق الجدولة المعدة سلفا يمثل كارثة على الاقتصاد العالمي -حسب تصريحات المسؤولين الأمريكيين- واكبر الديون المستحقة عليها هي لجمهورية الصين الشعبية..!
يضاف لكل هذا حاجة أمريكا لقرابة (6 تريليونات دولار) لتحديث وإعادة تطوير البنية التحتية خلال السنوات العشر القادمة..
وتتوزع ديون الإدارة الأمريكية بين ديون داخلية وديون خارجية وتعد هذه الدولة الوحيدة في العالم التي تعمل بأموال الآخرين نظرا لاعتماد عملتها (الدولار) كعملة عالمية.

* نقلا عن :الثورة نت

 
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح حيدرة
الدورات الصيفية ..جوهر كل شيء
عبدالفتاح حيدرة
ليلى عماشا
بين الضاحية وغزّة: دم واحد
ليلى عماشا
طه العامري
واشنطن.. هل تعود للمنطقة من بوابة السودان..؟!
طه العامري
د.مصطفى يوسف اللداوي
قذائفُ الهاون تصدعُ رأسَ جيشِ الاحتلال
د.مصطفى يوسف اللداوي
أحمد يحيى الديلمي
الجهاد الأكبر
أحمد يحيى الديلمي
عبدالفتاح علي البنوس
حكومة العمالة .. وجاليتنا في السودان
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد