د.محمد النهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.محمد النهاري
مشكل المصطلح والمسيرة القرآنية!!
المفارقة والظلال في «ألف ليلى وليلى» للشاعر صلاح الدكاك
جلال وكمال
كذب بالألوان بريشة عضو برلماني سابق!
البشارة والبكارة.. بزوغ معاذ الجنيد
من وحي السبعين .. قناديل خليلية
«دعاء» إلى مقام سيد الثورة
عبقرية المعنى .. باقة من معاني أبي تمام
عبقرية المعنى .. باقة من معاني أبي تمام

بحث

  
طلع البدرعلينا
بقلم/ د.محمد النهاري
نشر منذ: 9 أشهر و 10 أيام
الأحد 23 يوليو-تموز 2023 09:18 م


يدور الزمن دورته لينبثق نور التوحيد الذي أشرق ذات يوم مقدور من وجه سمح هو وجه سيدنا الأب إبراهيم عليه السلام إذ يرفع القواعد من البيت وابنه إسماعيل ليكون مثابة للناس وأمنا. وفي غمرة استبداد أسود كئيب انبثقت ظلامات إبليس المرجوم لتغير ما خلق الله من فطرة سماوية ليتطاول مشرك يتخذ نفسه آلهة تعبد دون الله صاحب البيت الحرام فيسود ثلة من البشر تستعبد الناس وتجعل من فئاتهم بل طبقاتهم العبيد السخرة المستضعفين الأشقياء باسم الإله الفرد الواحد الصمد الذي لا شريك له ولا ولد، ثم يبدو الحرم الآمن محلاً لأصنام وأوثان يتخطف الناس من حوله، ملكا لأسر وعشائر وقبائل وشيوخ يضطهدون الخلق كلا بحسب نفوذه وقوته لا معقب عليهم ولا رقيب أو حسيب لهم.. فتتعالى صيحات المظلومين تثج وتعج تشق عنان السماء، فإذا بنور الله يشرق في رحاب السماوات والأرض كما تشرق الأرض الجدب بعد طول انتظار بزروع وثمار وجنات وأنهار، فإذا بمحمد فقير مكة يستهل صارخاً لتخر أصنام طغاة مكة وتنطفئ نيران استبداد فارس، وليست معجزات هذا الشاب الفقير شيئاً ذا بال بجانب المعجزة الكبرى الماثلة في أن هذا القادم يعلن على رؤوس الأشهاد أن «لا إله إلا الله وحده لا شريك له» الذي من صفاته العدل والحرية والمساواة، وأن لا فضل لأحد إلا بالتقوى والورع والعمل الصالح وجهاد النفس والدين المعاملة وأن الإيمان الحقيقي هو خوف الله ومراقبته وأن أحدا لا ينجو من العقاب إن هو أخطأ أو أساء.
وهنا ضاقت على الشيطان وأعوانه الأرضون والسماوات بما رحبت فاستخدموا كل عبقرياتهم ليطفئوا نور الله بأفواههم وأيديهم وأرجلهم، وحسبوا أن محمدا هذا اليتيم الفقير راعي الشاء والبعير -كما هم- يطمع في شهوة جنسية، إذ عرضوا أن يزوجوه بأجمل بنات العرب، أو شهوة تسلط أو تأمر مال، إذ عرضوا عليه أن يكون عليهم ملكاً أو أغناهم مالاً، ولكنها النبوة، فيحاولون -آخر الدواء- فيكيدون له بالقتل انتصاراً لباطلهم فتكون له معية الله تكلؤه.
«وإذا المعية لاحظتك عيونها
نم فالمخاوف كلهن أمانُ»
*
وما يلبث أن يدعو محمد إلى دين الله القديم الجديد: الإسلام، دين أبيه إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً، فيضج الشرك وتأخذ أصحابه صيحة الحق، غير أن الأكوان تنال من هذا النور فيتسق معه تردد التسبيح، فما من شيء إلا يسبح بحمده ويقدس له، فالسماوات مطويات بيمينه والشموس والأقمار والمحيطات والبحار والأنهار والفيافي والبيد والقفار تسير بإيقاع منغم ونشيد محكم، تسير وفق حكمه لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه.
وكما هي سنة المرسلين والأنبياء والمصلحين، لقي سيدنا النبي ما لقي من صنوف الأذى والعذاب حتى في ممشاه وطريق خطواته وفي عرضه «الحصان الرزان»، فتنزل عليه الآيات تعزيه وتواسيه بينما هو يقول عندما ينزل به أذى وعنت يخاطب ربه: «اللهم إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي»!
وعندما ضاقت القلوب المشدودة والمحكمة الأقفال فلم يتسرب إليها شعاع نور كانت هناك منافذ تستروح أشعة هذا النور الربّاني الذي استطار في فضاء الله الواسع «البديد»، إنه فضاء يثرب حيث «الخؤولة» لها جذور نسب وحمية قربى، فتكون «يثرب» بني النجار باب سماء الهداية وعاصمة النور المبين والدعوة الراشدة.
تفيق مكة صباح ذات يوم «ثاكلاً» موحشة أرجاؤها الرحاب ومضايقها العجاج، فاقدة أغلى محب وحبيب سراجها الوهاج ونورها المبين، يبكيه شجرها وحجرها، وبينما يمكر به عبد الطاغوت ومستعبدو الإنسانية فإن الفطرة تندب حظها العاثر، وإذا بالفاتك الماجن «سراقة» الطلعة لأمنيات شتى عذاب ورغائب مختلفة يصيح به فرسه فتغيب قوادمه في رمل مهمة كثيف يا بيد أوّبي واشتهدي شهادة الحق، وفي يثرب التي أرهقها مرابو يهود وانتهازية أصحاب المنافع وقد وصلتهم بشارات نبوة قادم مكة تأخذهم رجفة الخسران والبوار، بينما تخفق سعادة وبشارة السماء في قلب كل نخلة وزهرة لتتلقى حفائد الموءودات موعدا لحياة الرحمة والرحم فيعم نشيد يطرب كل حي وجماد ويهفو لنغماته كل حاضر وباد:
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
فيجيب الحجر والشجر:
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الجبهة الثقافية
هآرتس: "إسرائيل" خسرت الجامعات الأميركية
الجبهة الثقافية
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
رشيد الحداد
ذروة تصعيد جديدة: صنعاء تسعّر «الحرب البحرية المفتوحة»
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
الثورة نت
أنظمة التطبيع.. واغتيال الطفولة في غزة!
الثورة نت
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
من هدي القرآن
آثار كارثية لحقت بالأمة بسبب عشاق السلطة
من هدي القرآن
من هدي القرآن
ملعونين أينما ثقفوا: المثبطون معول هدم الأمة
من هدي القرآن
من هدي القرآن
فاجعة كربلاء ليست وليدة يومها
من هدي القرآن
الجبهة الثقافية
ذكرى الهجرة النبوية المباركة .. محطة لاستلهام الدروس والعبر
الجبهة الثقافية
عبدالرحمن مراد
عبدالحفيظ الخزان
عبدالرحمن مراد
عبدالرحمن مراد
عبدالجبار سعد.. شاعر المواقف
عبدالرحمن مراد
المزيد