جبال سمراء ، تقف على رمال شماء ، تراها من بعيد وكأنها بحار بأمواج هوجاء ، مختزلة المسافة بين الأرض والسماء ، بإمتداد النقاء رغم إشتداد البلاء ، وبصدق الولاء رغم حقد الإعداء ، صارخة بإباء ، رفضا للغزو والاحتلال وتنديدا بالاعتداءات الرعناء على تهامة الوفاء ...
خرجت القلوب الأرق ، والأفئدة الألين والأصدق ، مصداقا لحديث الإيمان يمان وإشراقا بالحكمة اليمانية ، فالغزو إذلال وامتهان والاحتلال إستعباد وانتهاك للإنسانية ، فارتفعت السواعد بإرادة شعب صامد ، رئيسه الصماد بذل الفؤاد فصار شهيده والشاهد ...
خرجت الحديدة ، لتقول للعالم أنها مثل صنعاء بعيدة ، ومثل صعدة عتيدة ، وأن الوطن عقيدة ، تجمع رايته الاحزاب والطوائف والمذاهب ، حمايته فرض والدفاع عنه أوجب واجب ، ولاعزاء للخونة الأرانب ، والمرتزقة والعملاء الأقارب والأجانب ...
خرجت بأعداد لم تكن في الحسبان ، مبدية الاستعداد للجهاد والاستشهاد بكل عنفوان ، مؤدية أمانة الرئيس الصماد التي على عاتقها ، ومبشرة الأوغاد بمحارقها ، مشرعة فاه جوفها لإبتلاع الغزاة ، وتنفيذ سنة الله التي لاتتبدل في الطغاة ....
رسائلها وصلت مقاصدها ، وتجاهلها يوصل المعتدين مصائدها ، فبيانها لايحتاج لبيان او تبيان ، واضح الملامح صادح بالنصائح ، ثابت المواقف كالبنيان ، معبرا عن تهامة الأرض والانسان ، كجزء لايتجزء من وطن يأبى الإنكسار والإذعان ، ويواجه بإيمان حجافل وأزلام العدوان ....
فسلام على تهامة الوفاء ، تهامة العطاء ، تهامة الإباء
سلام على تهامة الكرامة