نشوان الغولي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
نشوان الغولي
حديث الصدق
اليوم حدّك في المحيط الهندي
ضاعت "القاهرة"
من
من "جرف سلمان" ابتدى صبح اليمانيين
زيارة للمقام الزين
يا غزة الأوجاع
"مع المدى يقطع الحبل الحجر"
إن رأيتم رؤوس أهل العقالِ
إنتصار ثورة الإمام زيد بن علي
يمانيون عدّلنا المسارات

بحث

  
"غزة ....و أساطير ممالك البحر المتوسط"
بقلم/ نشوان الغولي
نشر منذ: 5 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 15 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 09:01 م


صرح كأنه ممّرد بالقوارير لأعظم الممالك في الأرض . و مرآة لأجمل المدن المتربعة فوق تلال خضراء ، يداعب نسيمه العذب الخمائل و تداعب الجداول العذبة ملحه و ملاحته . على رمال شطئانه اللؤلؤية تلهو الكواعب الحسان و في أعماقه تتضاحك الحوريات .
قطعة مضيئة من اللجين لا يعرف الظلام و لا يتمازج مع بحر الظلمات و (بينهما برزخ لا يبغيان) . هاهو يروي قصة الإنسان اللاهث وراء أطماعه و يكشف للعصور المتعاقبة أسرار النفس البشرية محتفظا في أعماقه بأطلال الحضارة الأنسانية و أنقاض المدائن و رفات السفن المحترقة. ‏في عصر ما كأنه أحس على ظهره بسوط الملك الاسبارطي (ليونيداس) يجلده ثلاثمائة جلدة تعبيرا عن قوته و جبروته ليقدم حياته و حياة فرسانه الثلاثمائة ثمنا لغروره في معركة (الثرومايلي) أمام الامبراطور الفارسي (إكزرسيس) و على ضفافه شمخت (طروادة) بأسوارها العالية و تحصيناتها المتينة و قد غرق أهلها في ملذات الحياة و ترف العيش ليغرقوا بعد ذلك في دمائهم تحت سنابك الخيل الخشبي العملاق و صيحات (أخيليس) ابن (آلهة البحر) و أسطورة (الميثولوجيا) الإغريقية. ‏و فوق لجّته الناعمة الرقيقة وقفت (كليوباترا) أسطورة العشق و الجمال حائرة بين عشيقيها (انطونيوس) و (اكتافيوس). الأول يطمع في قلبها و الأخير في مملكتها . لتعود بعد أن داست على قلبها و تقدم حياتها ثمنا للحب و الخيانة ‏و بذلك ختم (أدونيس) رسالة التأبين الأخيرة على نعش مليكته و عرش المملكة (البطلمية) .
و للمسلمين في بلاد (الأندلس) فردوس العرب المفقود ، قصة من الصراع المرير ابتدأت ب (صقر قريش) و انتهت ب ( الملك الصغير) فهاهي شطئانه البيضاء تروي مأساة العرب (المورة) الذين خرجوا عنوة من (غرناطة) أرض الرمان تاركين وراءهم قصورها الحمراء و حدائقها الغنّاء . و مباركين بذلك زواج الملك (فريدناندوا) و الملكة المتعفنة (إيزابيلا) التي لم تستحم في حياتها الا مرة واحدة و قد أقسمت ان لا يلامس الماء جسدها الا بعد القضاء على الاسلام و المسلمين في (إسبانيا) و في اتفاق باطنه المكر و الخديعة خرج تسعون الفا من العرب المورة متجهين الى ضفاف البحر و فجأة يجدون السفن التي كانت ستقلهم الى الجانب الآخر تحترق أمامهم و خلفهم جيش من المسوخ أعملوا فيهم السيف و امتزج الصراخ و العويل بقهقات المتعفنة ايزابيلا لتستحم للمرة الثانية بدماء الأبرياء مبرئة بذلك قسمها.
انها مجزرة العرب المورة في الاول من ابريل في النصف الأول من القرن الخامس عشر دوّنه القوط للتاريخ يوما مأساويا محفوظا في ذاكرتهم و في رفوف مكاتبهم و أيقونات (كاتدرائياتهم) و بالنسبة للعرب فهو مجرد (كذبة) يختلقونها في كل شهر ابريل من كل عام.
و في ذلك المكان الذي لا تطلع منه الشمس و قبل ان يشعل كاهن (الأراغون) شمعدانه و يتلو تلموده . أسدل البحر الأبيض المتوسط جنح الظلام على الآباد السحيقة و أساطيرها و روزنامة تاريخ لن تتكرر أحداثه ليعود الى الشرق الى أحضان كينونته الاولى و ملاذه الآمن يجذبه اليها فنارها المتوهج أبدا و المُوقد من (شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية) و هناك ينحني في تواضع جم أمام حاضرة الوجود ليقرأ في لوحها المحفوظ تاريخ ميلاده و يضيف اليه وصيته قبل أوان النضوب . ‏(غزة) ...روح الماء و الولاء ، و أعلى أرض في أدنى الأرض . و أدنى حرمٍ للمسجد الأقصى . و أقدس بقعة في أكناف بيت المقدس .
في صباح سبتها الأول قال الله للذين عدوا فيه (كونوا قردة خاسئين) و في صباح سبتها الثاني صخ طوفانها مسامع أحفاد القردة مرتلا قول الله (فساء صباح المنذرين) . ‏(غزة) ..وجهة القوافل في رحلة الشتاء و الصيف و مثوى سيدها عمرو بن عبدمناف (هاشم) .و قبلة العاديات المسيّرة في رحلة الثبات و الصمود و قادتها أحفاد (هاشم) و أسباط الهاشمي سيد ولد آدم. ‏(غزة) ... في وقعة كربلائية جديدة هاهي تقف موقف الحسين لتنضح دماء أطفالها و ترسل أرواحهم الى السماء مستفتحة بذلك معركة المصير الذي ركز فيه الأعداء بين السلة و الذلة لتصرخ ( هيهات منا الذلة ). ‏(غزة)...منبع الطوفان الذي جرت عليه سفينة نوح حاملة منها غصن الزيتون الى المكان الذي استقرت فيه في يمن الأمن و الأيمان .
(غزة)...لن يتزلزل كيانها ببركة محمد و لن ينقطع عنها المدد القادم من اليمن ببركة محمد. ‏(غزة).... ظاهرها العذاب و باطنها أنفاق تقذف الحمم الملتهبة بأيدي أبطال لا يبحثون عن هيكل مزعوم بل يقذفون الرعب في قلوب الأعداء و يزلزلون الارض من تحت أقدامهم . و لولا قداسة المكان و طهارته لكانت هذه الانفاق مقابر للغزاة و هياكل آلياتهم المدمرة. ذات يوم قال الهالك (رابين) : " أريد أن استيقظ من نومي و غزة قد ابتلعها البحر ) ..هاهو قد نام نومته الأبدية عاجزا عن تحقيق أمنيته . و هاهي (غزة) تستيقظ من جديدعلى ضفاف البحر الابيض واقعا من الثبات و الصمود يروى من فرط إعجازه كالأساطير.

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
طاهر محمد الجنيد
أبعاد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل
طاهر محمد الجنيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
د.محمد النهاري
مشكل المصطلح والمسيرة القرآنية!!
د.محمد النهاري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
الجبهة الثقافية
"حماس" والدولة الفلسطينية المستقلة
الجبهة الثقافية
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
الحرب العدوانية على غزة … هكذا يعيش أطفال غزة
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
القياس الفاسد.. لماذا لا تشبه غزة أوكرانيا؟
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
عن أمومة وُلدت في كربلاء..
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
سيكتب التاريخ أن غزة تقاتل وحدها وحولها مليار مسلم..!
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
بين خطر وجودي على "إسرائيل" وعلى المقاومة في غزّة: من هو المنتصر ومن هو المهزوم؟
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
ارتقاءٌ كمّيٌّ ونوعيٌّ في أداء المقاومة
الجبهة الثقافية
المزيد