آخر الأخبار
مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
إنسان ما بعد الطوفان
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 5 أشهر و يوم واحد
السبت 02 ديسمبر-كانون الأول 2023 08:54 م


لقد دخلنا بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة في معركة «طوفان الأقصى»؛ مرحلةً جديدةً بكل المقاييس، مرحلةً لا تشبه سابقاتها من المراحل التي أرخت للصراع (الإسلامي -الصهيوني) لا من قريب ولا من بعيد، إذ لأول مرةٍ في تاريخ القضية الفلسطينية تختفي العناوين المذهبية والطائفية والعرقية والمناطقية والقومية والحزبية مفسحةً المجال للعنوان الكبير، والبعد الأسمى، الذي يجمع ولا يفرق، ويبني ولا يهدم، وهو فلسطين، وبذلك خسر دعاة التبعية والانقسام، وخدام الغرب الاستكباري، وحملة مشاريع التدمير والقتل والذبح والحرق والسحل واستباحة الحرمات أهم ورقةٍ ظلوا يراهنون عليها لعدة قرون من الزمن، ويستعملونها كسلاح فتاك لضرب الأمة من الداخل، فها هم أحرار الأمة سنةً وشيعةً يساريين وقوميين، عرباً وعجماً يقفون في خندق واحد، ويعملون من أجل هدف واحد، والكل يقول بالسان الحال والمقال: فلسطين قضيتي.
ومثلما استطاعت معركة «طوفان الأقصى» أن تستعيد بما بذله أحرار فلسطين والأمة من دماء ومواقف وأعمال اللحمة الإسلامية بعيداً عن العناوين المذهبية والطائفية، حتى وإن ظل هذا الإنجاز مقتصراً اليوم على الجانبين العسكري والإعلامي، فإنه سوف يستقر في الذهنية العامة، ويؤسس لوجدان ووعي جمعي جديد، يلتف من خلاله جميع أبناء الأمة حول الإسلام كدين إلهي، له مرجعيته الوحيانية المتمثلة بالقرآن الكريم، الذي يحوي بين طياته جميع مضامين الرسالة كنهج شامل وخطوط تفصيلية، وقيادته العظيمة الطاهرة والنقية الكاملة خلقاً وخُلقاً المتمثلة برسول الله محمد صلوات الله عليه وآله.
نعم، مثلما استطاعت معركة «طوفان الأقصى» تحقيق هذا الإنجاز فإنها في المقابل قد أسست كذلك لوجود مجتمع إنساني جديد، مجتمع تقوم جميع الصلات والروابط والعلاقات التي تجمعه مع بعضه البعض على أساس الإيمان بحق الإنسان، أياً كان لونه أو عرقه أو دينه أو منطقته أو لسانه، بالحرية والعدالة والعيش الكريم، وذاك ما لمسناه على أرض الواقع من خلال مظاهرات وحراكات وخطاب الشارع العالمي، والغربي على وجه الخصوص، وذاك ما يقول لنا إن فلسطين أرضاً وشعباً ومقدساتٍ ليست قضية العرب والمسلمين فحسب؛ بل هي قضية الإنسانية جمعاً.
وختاماً، إن انتصار غزة الجهاد والمقاومة اليوم وفي هذه المرحلة بالذات هو انتصار لكل أبناء الأمة، وإن لم تنخرط في العمل على تحقيقه بكل قواها، إذ اقتصرت المشاركة في هذه المعركة على قوى وحركات محور الجهاد والمقاومة، التي استطاعت لأول مرة في تاريخ الصراع مع الكيان أن تبعث الحياة في جسد الأمة، وتضخ الدم في عروقها، منتقلةً بها آلاف الأميال إلى الأمام على مستوى الوعي والإرادة والموقف، مراكمةً على ما تم تحقيقه على يد حزب الله في العام 2000 والعام 2006 والذي حفظ به ماء وجه أمة الإسلام ككل، وأوجد لدى المجاهدين الفلسطينيين روحية الجهاد المؤمنة بالوجهة، والقادرة على الصبر والصمود والاستمرارية في العمل بمختلف الوسائل من أجل تحرير الأرض والإنسان، وهو انتصارٌ يمكن الاستفادة منه لبناء وعي الإنسان الجديد؛ إنسان الحرية والعدالة والشرف والكرامة، إنسان ينحاز إلى جانب الحق، ويتحمل تبعات موقفه وانحيازه، إنسان لا يقبل التدجين، ولا يخضع لثقافة ومنطق القطيع، إنسان كامل بحق، إنسان ما بعد الطوفان.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
رشيد الحداد
الحوثي يفتتح مرحلة تصعيد رابعة: تهدئة غزة ليست نهاية المعركة
رشيد الحداد
مقالات ضدّ العدوان
إيهاب شوقي
الامارات والكيان الصهيوني.. ليس مجرد تطبيع أو خيانة
إيهاب شوقي
رشيد الحداد
«دايموند» أيضاً... إلى خليج عدن: بريطانيا تلتحق بحفلة ترهيب اليمن
رشيد الحداد
أمة الملك الخاشب
على طريق القدس مضى شهداؤنا
أمة الملك الخاشب
د.أحمد الصعدي
العرب المطايا!!
د.أحمد الصعدي
د.سامي عطا
ذكرى استقلال ضائع
د.سامي عطا
محمد محسن الجوهري
موقف «محميات الخليج» من القضية الفلسطينية
محمد محسن الجوهري
المزيد