الجبهة الثقافية
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
الجبهة الثقافية
قراءة في كتاب.. الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول
قراءة في كتاب.. الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول
المراكز الصيفية سلاحٌ يحمي الجيلَ الناشئ
المراكز الصيفية سلاحٌ يحمي الجيلَ الناشئ
من هم أعداءُ المراكز الصيفية في اليمن؟
من هم أعداءُ المراكز الصيفية في اليمن؟
عن أعداء فلسطين ..من أعمال الفنان محمد أبو الجدايل
عن أعداء فلسطين ..من أعمال الفنان محمد أبو الجدايل
مديرُ مركَز نبراس الهدى طه المؤيد ل
مديرُ مركَز نبراس الهدى طه المؤيد ل "المسيرة" الدورات الصيفية تحصن الأجيال من الفساد الأخلاقي الأمريكي
في الرد على
في الرد على "مسرحية الهجوم الإيراني".. ماذا تقول الأرقام؟
"معادلات الردع ونكهة النصر".. عن صنعاء وغزة نتحدث!
غزة العظمى تهزم
غزة العظمى تهزم "إسرائيل"
رسائلُ إلى الآباء والأُمهات: "أبناؤكم شهداء عليكم"
الدورات الصيفية.. صمَّامُ أمان لأبنائنا

بحث

  
في اليوم العالمي للمرأة.. حكايا بطولية لنساء يواجهن الاحتلال من قطاع غزة إلى لبنان
بقلم/ الجبهة الثقافية
نشر منذ: شهر و 19 يوماً
السبت 09 مارس - آذار 2024 11:56 م


في قطاع غزة، وسط البيوت المُدمّرة، وعند الجثث المخضبة بدمها، وجنب المرضى في أروقة المستشفيات، وفي خيم النازحين، وبين الأطفال والعجزة، ستجدُ امرأةً غزّاويةً حديدية، لا بدّ للعالم أن يتعرّف إليها في يومها العالمي. 

هذه المرأة، التي تُقاسي، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر وحتى الآن، حرباً دمويةً طاحنة، وجرّبت كلّ أنواع الفقد والألم، وكل أشكال العنف والتهجير والنزوح، تنفض نفسها من أوجاعها وأحزانها، لتصعد أمام الملأ قائلةً: "كلّه فداءً لفلسطين، وفداءً للقدس". 

 

لعلّ هذه المرأة نموذجٌ من 1.13 مليون أنثى تعيش في غزة، بكل صمود وثبات. فحين نتحدّث عن المرأة هناك ونَصِفُها بالحديدية، لا يعني أنّها لا تبكي أو تنهار أو تتألّم، وهذا جزءٌ من كينونتها، بل نعني بالحديدية أنّها وسط ألمها وفقدها وبكائها، تُحضّر زوجها وأولادها الشبان لقتال ألدّ الأعداء ببسالة، وهي تعلم علم اليقين أنّها قد تقدمهم شهداء.

نعني بالحديدية أيضاً، المرأة التي تظلّ تُكافح تحت القصف وبين الدمار، من أجل من حولها، بدعمها العاطفي والنفسي، وبحمايتها لعائلتها، وبتقديمها الطبابة والدواء، وبطهيها، في حصارٍ خانق، من ترابٍ وطحين، طعاماً مجبولاً بالأمل، والإيمان، بأنّ ما تصنعه وما تقدّمه، يُمكن أن يُطعم أهلها من جوع، ويأمنهم من خوف. 

لا نسردُ هنا قصصاً خيالية، بل قصصاً صدّرتها غزة للعالم أجمع، عن نساءٍ تحوّلن إلى أيقونات، ببطولاتهنّ التي تُشبه المُعجزات. ففي جولةٍ ميدانية في قطاع غزة، ستجد  المرأة الأمّ التي ركضت لتنتشل جثة ولدها من أمام دبابات الاحتلال، كي لا يدوسوا عليه، وتدفنه بسلام. 

 

وستجد أمّاً ثانية، تتحدى ظروف النزوح القاسية، وتُرتّب خيمةً صغيرةً بأقلّ الإمكانيات، لتُعلّم أطفالها القرآن والشعر، وسط الحرب، لكي تصنع أفضل إنسانٍ منهم. 

كما ستجد  المرأة الجدّة التي تحوّلت إلى أمّ وأبٍ لأحفادها، لأنّها هي من بقي لهم، وهم من بقوا لها، بعد استشهاد أولادها بقصفٍ إسرائيلي. ستجدها تطمئنهم، بكلّ حنان واحتواء، بأنّ أهلهم في جنات الله الخالدة. 

 

تُكمل جولتك نحو مركز إيواء القدس في رفح جنوبي قطاع غزة، فترى  المرأة المُدرّسة، التي تُحاول استبدال أصوات القصف، بأصوات ترتيل القرآن وتلاوته مع الأطفال والنازحين، من أجل المسح على أرواحهم بلمسةٍ إلهية، "تخفّف من همومهم، وتُزيل جروح القلب".  

 

وأيضاً، ستجد  المرأة الطبيبة، التي خاطرت بروحها، وانطلقت تحت زخّات رصاص الاحتلال الإسرائيلي، لتُنقذ حياة جريحٍ قرب مجمع ناصر الطبي المحاصر في خان يونس جنوبيي قطاع غزة، في فعلٍ أثبت أنّ قصص الأبطال الخارقين، يُمكن أن تكون حقيقةً في مكانٍ ما، فكانت هي البطلة الخارقة. 

 

كذلك، ستُقابل  المرأة الصحافية، التي لا تستسلم عن نقل الحقيقة والواقع، رغم القصف الوحشي، وإدراكها أنّ مهمّتها الصحافية، قد تؤدّي إلى استشهادها، لكنّها ستُخلّد الخبر والصورة.

 

وستُقابل أيضاً، امرأةً أسيرةً مُحررةً صامدة ثابتة، في عيونها تلمعُ حريةً تطمح إليها، حريّة كل فلسطين. 

نضالٌ موصول إلى نساء لبنان 

"لو بتروح بيوتنا كلها، مننصب خيم ومنقعد بالشوارع، ما منترك أرضنا لو بدها تقتلنا "إسرائيل".

- امرأةٌ من جنوبي لبنان 

نضال النساء في قطاع غزة وصمودهنّ، موصول إلى نساء لبنان، اللواتي سطّرن أيضاً بطولات في تقديم التضحيات وفلذات الأكباد، على طريق القدس وتحرير فلسطين. 

 

هنّ نساء الأرض، اللواتي يُقاومن بطريقتهنّ. فمنهنّ من بقي في البيوت عند الحدود، لتقديم يد العون للمقاومين الذين يواجهون الاحتلال، بمشاركة المنازل والطعام والمحاصيل الزراعية، وكل ما يملكنه مع المقاومين، مُرفقين كل ذلك بدعواتهنّ، التي تصل إلى الله من دون حواجز. 

  

لهؤلاء النسوة تجربةٌ في حرب تموز العام 2006، وقبلها سنوات طويلة من الحروب ضد الاحتلال الإسرائيلي، فهنّ تربّين وربّين أجيالاً من المقاومين، والشهداء، على طريق ذات الشوكة هذا. لهؤلاء، عزمٌ وصبر وبصيرة وإيمانٌ، بأنّ التجارة مع الله، والمقاومة في سبيله، ستُزهر نصراً لكل لبنان. 

وهؤلاء كنّ مصدر قوة وإلهام للكثير من النسوة والفتيات اللبنانيات، مثل زميلتنا في  الميادين، فرح عمر، التي أبت إلاّ أن تنقل الحقيقة من على أرض الجنوب، وأن تكون قريبةً من الناس هناك في الميدان، حتى نالت الشهادة على تراب الجنوب. 

 

 

المرأة خلف الرجال الأبطال

خلف المقاومين العظماء، الذين يواجهون الاحتلال ويسطّرون بطولاتٍ ملحمية في الميدان، نساء عظيمات استطعن أن يُشكلن النموذج المُناهض للنموذج الغربي عن المرأة، الذي يسعى إلى تسليعها وتحريدها من كينونتها وفطرتها.

هؤلاء النساء استطعن عبر وعيهنّ وثقافتهنّ وإلمامهنّ في الدين والسياسة، واحتضانهن لفكرة المقاومة وتحرير الأرض بأي ثمن، وتأديتّهنّ دورهنّ في هذا الإطار، صناعتة الرجال المقاومين، والوقوف سنداً ثابتاً خلفهم. 

هؤلاء نسائنا الأيقونات، منهنّ من عرفنا قصصهنّ، ومنهنّ من لم نعرف عن بطولاتهنّ شيئاً، لكننا سنكتشفها مع الأيام، وبعد النصر، لنُخلّد حكاياتاهم في عالم يدّعي أنّه يُناصر حقوق المرأة، لكنّه يرى كل ما تضحّي به نسائنا وأمّهاتنا وأخواتنا وجدّاتنا، وكل العنف والإرهاب والذي يتعرضن له، من دون أن يُحرّك ساكناً، بينما لا يفوّت فرصةً للكلام عن افتراءات وأضاليل مثل كذبة "اغتصاب إسرائيليات"، من دون أي دليل.  

إنْ كان العالم هذا، الذي تطغى عليه ازدواجية المعايير، لا يسمع أصوات نسائنا، فنحن نسمع، ونحن سنتحدّث عن هذه النماذج الفريدة من النساء وسط حربٍ تاريخية، لأولادنا وأحفادنا. فنحنُ نُدرك أنّ نسائنا، مثل كل النساء، لا يستحققن تجربة كل تلك المآسي، بل يستحققن مستقبلاً يحترمهنّ، ولأجل ذلك، يُقاومن، ويضحين، ويستشهدن. 

* نقلا عن :الميادين نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
طاهر محمد الجنيد
أبعاد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل
طاهر محمد الجنيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صادق سريع
هذا ما فعلته "الوعد الصادق" ب"إسرائيل"
صادق سريع
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صادق سريع
بعد مائتي يوم.. هل حان إعلان نصر غزة؟
صادق سريع
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
أحمد داوود
ق4ف4ف
أحمد داوود
أحمد سيف حاشد
ف4353
أحمد سيف حاشد
أحمد عبد السادة
ثبثصق
أحمد عبد السادة
علي الدرواني
اليمن: خمسة أشهر بإسناد فاعل.. والقادم أعظم
علي الدرواني
الجبهة الثقافية
خمسة أشهر على فتح جبهة لبنان.. قراءة في احتمالات التصعيد والإحجام
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
8900 شهيدة و23 ألف جريحة و2100 مفقودة في العدوان الإسرائيلي على غزة
الجبهة الثقافية
المزيد