عبدالملك سام
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالملك سام
احذروا «البهلوانات»!
الرؤية واضحة ولكن...!
ماذا بعد رفح؟!
دماؤكم ليست رخيصة
موقف لأجل فلسطين
مطلب جذري واحد!
لا تخذل الحق فتُخذل!
الصماد مشروع تحرير واستقلال
حديث مع الجثث!
موقف يمني ثابت

بحث

  
رسالة طالب نجاة
بقلم/ عبدالملك سام
نشر منذ: سنة و شهرين و 10 أيام
السبت 18 فبراير-شباط 2023 11:32 م


أبي العزيز، لو سألتَ عن أحوالي في الغربة، فأنا على ما يرام والحمد لله؛ ولكن لو أردتَ أن تقترب أكثر فستعرف أنني أواجه حربا مع نفسي؛ فكأنَّ داخلي شخصين يختصمان، فهناك جزء مني يقول لي أن أستسلم للهدوء والدعة، وأن أعيش كمعظم الناس نعمة الجهل، وأن أجنح للراحة والتلذذ بالمأكل والنوم؛ ولكنني هنا -ولا تلمني- لم أجد راحتي!
أما الشخص الثاني الذي وجدتُ فيه نفسي، فهو شخص لا يستطيع إلا أن يهتم بكل ما يجري حولي، وإنني كلما قرأت أكثر وجدت أنني أحمل هموما أكثر، وكأنَّ كل حرف قرأتُهُ يزيد عبئي ومسؤوليتي، وبعد سنوات من دراستي في الغربة وجدتُ نفسي لم أبرح مكاني بينكم، ورأيتُ أنني لم أبتعد عن أرضي وناسي، بل على العكس، فأنا اقتربتُ أكثر كلما قرأت أكثر!
الأيام تمضي، وأنا لا أكترث لعمري الذي يتسرب مني؛ ولكني بتُّ أخشى أن يمضي العمر دون أن أستطيع أن أحقق شيئا يُكتب لي في اليوم الذي ألقى الله فيه، وإني لأدعو الله أن يرضى عني ويسخرني لعمل ما يرضيه، وألا يسمح أن أضيع دربي، وألا يكتبني مع الغافلين.
يا سيدي، لقد علمتني أنا وإخوتي أن نهتم. ولعمري أنك قد صنعتَ خيرا؛ فكلما رأيتُ أقراني في الدراسة يفرحون عندما تنتهي أيام الدراسة أشعر بالعجب منهم، فكيف لمن عرف الله وعرف طريقته أن ينام قرير العين بعدها؟!
العلم مسؤولية كما علمتني، وقد أدركتُ بعد مرور هذه السنوات أن أكثر الناس همّاً هم العارفون، وأفضلهم هم الأنبياء، الذين عملوا بما عرفوا، ويأتي من بعدهم السائرون على نهجهم بصدق، وعرفتُ أيضا لماذا يكون الشهداء أسعد الناس عندما يلقون بارئهم؛ فقد وصلوا.
بعد أيام ستبدأ الإجازة، بعد أن أكملنا عاما آخر في الدراسة واجتزنا الاختبارات. ولقد أبليتُ حسنا في الدراسة؛ ولكني أجد أنه ما زال من المبكر أن أرتاح؛ فما يزال الاختبار الإلهي مستمرا. ولعل أهم ما تعلمتُه هو أنني ما أزال أحمل هموم أمتي، وأنني لا بد أن أجتهد وأعمل لأحقق شيئا في سبيل خلاصي وخلاص الناس، وإني كلما اضطربت الأفكار في رأسي لا أجد راحتي وسعادتي سوى في كتاب الله، الذي طالما أرشدني وهداني إلى الطريق الذي يجب عليَّ السير فيه.
ختاما، أطلب منك أن تدعو لي. وكما أوصيتني دوما فأنا أدعو الله بهذا الدعاء: «اللهم ثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة».
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالملك سام
احذروا «البهلوانات»!
عبدالملك سام
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح حيدرة
شجرة الوعي سقتها دماء الشهيد القائد
عبدالفتاح حيدرة
طالب الحسني
السعوديّةُ بينَ سقف صنعاء المرتفع وتطرُّف واشنطن الطامع
طالب الحسني
د.حمود عبدالله الأهنومي
التربية في فكر الشهيد القائد"4"
د.حمود عبدالله الأهنومي
مجاهد الصريمي
حتى لا نظل في الهامش
مجاهد الصريمي
د.حمود عبدالله الأهنومي
التربية في فكر الشهيد القائد"3"
د.حمود عبدالله الأهنومي
عبدالمنان السنبلي
لهذا قتلوه
عبدالمنان السنبلي
المزيد