عبدالقوي السباعي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالقوي السباعي
سيناريوهاتُ معركة “طوفان الأقصى” لما بعد يومها ال200
صرخاتُ الأنصار تحتَ زخات الأمطار
وضعية العدو الصهيوني في قطاع غزة.. اعترافات بخسارة الحرب
وضعية العدو الصهيوني في قطاع غزة.. اعترافات بخسارة الحرب
أجواء رمضان ومظاهر الصيام في قطاع غزة
قراءة خَاصَّة في كلمات السيد القائد الأسبوعية..
قراءة خَاصَّة في كلمات السيد القائد الأسبوعية..
الجسر البري
الجسر البري "دبي- حيفا" يوسع دائرة الغضب في الأردن
الموقفُ العملياتي “التكتيكي والتعبوي” لميدان معركة “طُوفان الأقصى” بعد 3000 ساعة من الحرب
الموقفُ العملياتي “التكتيكي والتعبوي” لميدان معركة “طُوفان الأقصى” بعد 3000 ساعة من الحرب
“مَجْمَعُ الشفاء بغزة”.. سيناريو قديمٌ لحربٍ نفسيةٍ مفضوحة
أولُ اشتباك عسكري للبشرية في الفضاء.. “إسرائيل” في قبضة المخلب اليمني
“طُوفان الأقصى” أرجعتنا إلى نقطة الصفر

بحث

  
حكايتي مع عروس البحر الأحمر"2-2"
بقلم/ عبدالقوي السباعي
نشر منذ: سنة و شهر و 21 يوماً
الأربعاء 08 مارس - آذار 2023 09:25 م


خلال تلك الزيارة للحديدة أَيْـضاً، لا يمكن تجاهل المعاناة التي كانت الطبقات الأشد فقراً تكابدها، حتى مرضاها ما زالوا يسافرون إلى صنعاء لطلب العلاج، لعدم توفر الكثير من الأجهزة والتخصصات في مستشفياتها، أضف إلى ذلك انخراط الكثير من الأطفال بسوق العمل نظراً للأعباء المعيشية المتضاعفة على أرباب الأسر؛ ما اضطر أبناءهم إلى ترك الدراسة مبكراً؛ كونها باتت تشكِّلُ عِبئاً إضافياً عليهم، كما لا يمكنُ تجاهُلُ الدورِ المشبوهِ للمنظمات في تحفيز الأهالي على الهجرة من الأرياف إلى المدن؛ سعياً وراء المعونات الإغاثية والحصول على بطاقات الدعم لما كان يعرف بالحالات الإنسانية.

مع بداية العام 2014م، كانت زيارتي الثالثة للحديدة، ولم يتغير شيء من تلك الملاحظات السابقة، بل كانت هي السائدة، إذ لم ألحظ سوى التطور والتوسع المُستمرّ؛ لما يمتلكه هامورات الفساد ذاتها والمتعددة الأطياف والمتنافسة على اقتسام الكعكة وسط سباقها المحتدم داخل مضمار الخصخصة، أضف إلى ذلك التواجد غير المسبوق للمنظمات الدولية بمختلف مسمياتها وأشكالها وتخصصاتها، وعلى الرغم من انتشارها الواسع في معظم جغرافيا المحافظة، إلا أنها أَيْـضاً لم تكن تقدم للسكان سوى فتات المساعدات والمعونات التي جاءت: إمّا أن تحفز فيهم الكسل والركون إليها، أَو أن تبقيَهم أسرى برامجها وأجنداتها المشبوهة.

لكن ومع بزوغ فجر الحرية وتوهج الشرارة الأولى للثورة الشعبيّة في الـ21 من سبتمبر 2014م، كانت محافظة الحديدة السباقة لاحتضان الثورة الوليدة، وانخرطت بها الجماهير العريضة، وكان لكوادرها الثورية أدواراً متميزة في تشكيل ورفد اللجان الثورية فيها، وفي تحقيق انتصارات ميدانية على عتاولة المتنفذين ومافيا الفساد وهامورات الاقطاعيين، وتم حلحلت معظم القضايا التي كان وضعها في نصابها الطبيعي شبه مستحيل، واستمرت كذلك حتى جاء العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم، في مارس 2015م، والذي كان للحديدة النصيب الأكثر إمعاناً من الاستهداف والمجابهة، والحكاية الأكثر تشويقاً في التحدي والصمود والثبات.

قبل عامٍ من الآن كانت زيارتي الرابعة لعروس البحر الأحمر، وهي الزيارة الأولى منذُ بدء العدوان، للوهلة الأولى هالني حجم الدمار والخراب الذي لحق في كثير من البنى التحتية والأحياء السكنية جراء الاستهداف والضربات العبثية للآلة الحربية لتحالف العدوان ومرتزِقته، تساءلت في نفسي إذَا كانت تلك حال المباني فكيف هي حالة السكان؟، في ظروفٍ كهذه، لم أستطع كبح مشاعر الحزن والألم عندما رأيت تلك البنايات الخراب والأحجار المتناثرة مع بقيةٍ من شظايا القصف والتي لا تزال رائحة البارود تعشعش فيها.

في الأثناءِ اقترب مني طفلٌ بعمر أصغر أبنائي تقريبًا في الثالثة عشرة من عمره، لكنك تقرأ في وجهه تفاصيل الحياة برمتها، تنبعث من عينيه خبرات الزمن القديم والجديد، قال لي بصوتٍ هامس: “يا عم.. أراك حزيناً على ما دمّـرهُ العدوان”، لم أستطع أن أجيبهُ بل هززت رأسي بالإيجاب؛ فتبسّم وقال: “انظُرْ يا عم إلى كُـلّ هذا الدمار بل وتخيل أكثر منه، إن كان العدوّ قد استهدفها، وتلذذ في تدميرها، إلا أنهُ فشل، إذ لم يستطع أن يدمّـر الإنسان؛ فنحن من عمرناها سابقًا ونحن من سيعمرها من جديد، بل سنشيد أفضل منها؛ فما دمنا أحياءً كرماءَ لم ولن نرضخ للمعتدي”.

انتابتني القشعريرة من هول ما سمعت على لسان هذا الطفل النحيل، حينها أدركت أن ثمة مشروعًا انتصر هُنا، مشروعًا قدَم الشهيدُ القائد روحَه حتى وضع أَسَاسَه، وقدّم الرئيس الشهيد الصماد دمَهُ حتى رسّخ بُنيانَه، ولا يزال عطاءُ هذا المشروع مُستمرًّا، كيف لا وقد وضع الإنسان في سلّم أولوياته؟!؛ فبالإنسان تُصنعُ حضارةُ الأوطان.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
مقالات ضدّ العدوان
مجاهد الصريمي
سبيل التعرف على مَن حولك
مجاهد الصريمي
إبراهيم الوشلي
وساوس..!
إبراهيم الوشلي
عبدالفتاح حيدرة
سوق نخاسة نجومية السلطة والمال
عبدالفتاح حيدرة
علي ظافر
روسيا في اليمن: وساطة؟ أم مناورة في “لعبة الأمم”؟
علي ظافر
عبدالله عمر الهلالي
وجودُ أمريكا في اليمن ليس جديداً
عبدالله عمر الهلالي
د.محمد النهاري
كذب بالألوان بريشة عضو برلماني سابق!
د.محمد النهاري
المزيد