أعداد القائمين على حملات التطعيم يفوق أعداد المرضى... وأرسلنا الـ «يونيسف» لواقح
السبت 04 مايو 2019 الساعة 11 مساءً / متابعات - موقع لا ميديا :
j


بشرى الغيلي/ لا ميديا -

لا يكاد يمرُّ أسبوع دون أن يطرق باب بيتنا فريق للتحصين، فمرة بحجةِ التوعية، وأخرى لقاحات لكبار وصغار.. بتلك المداخلة بدأت الحديث إلينا (أم سوسن ـ ربة بيت)، وهي إحدى قاطنات المناطق النائية بمحافظة حجة، وتضيف: مرة عن الحصبة الألمانية، وأخرى توعية وتطعيم الكوليرا، ويوماً عن الدفتيريا، ومرة عن شلل الأطفال، وحملة أخرى عن فحص خزاناتِ المياه.. ولا عرفنا ماذا يريدون بالضبط، ومع ذلك الأمراض منتشرة أكثر رغم كثرة هذه التطعيمات! من هنا تساءلت «لا» مع العديد من المواطنين الذين طرحوا استفهاماتهم حول جدوى هذه التطعيمات، ولماذا تنشط المنظمات في هذه الفترةِ بالذات مع تفاقم انتشار الأمراض، وأثناء تحرير هذه المادة وجدنا وثيقة مترجمة لإحدى المهتمات، قامت بترجمة لروشتة لقاح الكوليرا، توضح حقيقة ذلك اللقاح، الكثير من التفاصيل في سياق التالي..

يافطات إنسانية مزيفة

كانت مرة واحدة التي أتى فيها الفريق إلينا بدعوى التطعيم ضد الحصبة الألمانية، ذلك ما قالته سبأ القوسي (فنانة تشكيلية)، وأضافت: شخصياً لم أقبل أن يعطى اللقاح لابنتي لعدم ثقتي في هذه المرحلة بأي غريب يطرق الباب، الأمر الآخر عندي تحفظ من كل ما يأتي من المنظمات سواء كان غذائياً أو طبياً، لإيماني بعدم مصداقية نواياهم الخيرة في إنقاذ الإنسانية، فالشعوب التي تخضع للحروب والصراعات البينية بكل أشكالها، هي البيئة المناسبة لهذه المنظمات لترويج بضائعهم الفاسدة، والتي تعتبر حملاً وعبئاً عليهم إتلافها في البلدان الخارجية، لذلك يتم تصديرها تحت يافطات إنسانية مزيفة. وتوضح القوسي أنها لا تثق في حملاتِ المنظماتِ الطبية، لأنها لا تستبعد أن تكون حملات تجريبية، باعتبار أن بلادنا من الدول النامية التي تشكل أرضية خصبة لحقل التجارب التي يمارسونها بلقاحاتهم الجرثومية.

أدوية منتهية الصلاحية توزعها ناشطة للفقراء!

وتضيف القوسي أن عدم ثقتها بأي دواء باسم أية منظمة، يعود إلى أنها تعرف شخصياً إحدى الناشطات قامت بإنشاء منظمة لتوزيع الأدوية للمحتاجين والعاجزين عن شرائها، وأنها حينما اقتربت من طبيعة عملها وتابعت سيره، اكتشفت أنها تأخذ الأدوية التي تشارف صلاحية انتهائها على شهر أو 3 أشهر، من مخازن شركات الأدوية، بالتنسيق مع أمناء المخازن، لتضرب عصفورين بحجر؛ استقطاب سمعة لترويج اسمها وعملها الخيري، ولتزيح عن هذه الشركات هم تكدس الأدوية ومتابعة السلطات لجودتها في تلك المخازن، هي نموذج مصغر لنفس الآلية التي تقوم بها المنظمات الأخرى، وبأهداف مشابهة.. تختم القوسي: اليوم وأنا شاهدة على حملات مكافحة الأوبئة في وطني، وأسمع عن الأرقام الفلكية من تغطية تكاليفها، وأسمع جاري وقريبي وهو يتمنى أن تستمر هذه الأوبئة ليستمر عمله مع المنظمة التي تغطي وتدعم خروجه ضمن الفريق بمبالغ مالية مغرية، لا أتعجب حينها من سبب استمرار الحرب على وطننا، وعدم رغبة أي كان في إيقافها، لأنها فتحت باباً للتعيش لشريحة على حساب صحة وحياة أخرى، فهذه المنظمات ببرامجها الممولة فتحت أبواب الثروات على القائمين عليها إلى الحد الذي أفقدهم إنسانيتهم.

أعتبرها ضحكاً علينا

ماهر الحمادي (مخرج بإذاعة يمن FM) يعتبر التطعيمات التي كثرت هذه الأيام ضحكاً علينا فقط، لأننا لا نعرف سوى تلقيحات شلل الأطفال والحصبة والأمراض المعروفة من زمان، أما الأمراض المصطنعة من قبل العدوان فهي ضحكة علينا فقط. ويختم الحمادي بتساؤل: لكنني بصراحة أتساءل كيف دخلت هذه اللقاحات، من المطارات؟ ولماذا تم السماح لها؟

توعية
هناء الحباري (ربة بيت) لها وجهة نظر أخرى، تقول: أنا استفدت من فريق التوعية التابع لإحدى المنظمات الذي أتى إلى البيت، فقد كنت أستخدم ملح الطعام لغسل الخضروات، بينما الأخت الصحية نبهتني أن أستخدم الليمون وبدائل أخرى أكثر أماناً، لأن الملح يساعد على تكاثر البكتيريا، ومعنى ذلك أنني كنت أساعد على تكاثرها دون علمي بالطريقة الصحية، كذلك أعطونا حبوب الكلور وطريقة استخدامها بين الماء، لذلك أرى أن هذه جوانب إيجابية لبعض المنظمات.

لقاح الكوليرا غير فعّال
أثناء تحرير المادة وجدنا ترجمة منسوبة للباحثة عصمة الشامي لروشتة لقاح الكوليرا التي جاء من ضمنها: تحذيرات أن اللقاح غير فعال في المناطق الموبوءة، كما أنه لعمر فوق 18 سنة إلى 64 عاماً، وأن اللقاح ليس له جدوائية في مناطق موبوءة مثل اليمن، بل إنه يزيد من حالة الإصابة بالمرض، ويتحول إلى وباء.

لها جدوى
ولإيضاح أكثر حول ما يشاع من ردود الفعل حول هذه الحملات التي كثرت مؤخراً وجدواها، تواصلت "لا" مع الناطق الرسمي لوزارة الصحة د. يوسف الحاضري، الذي أشار إلى أن هذه التطعيمات لها جدوى، كالحصبة، وشلل الأطفال، والجدري، والسعال الديكي، وغيرها من الأمراض، وتلك الأمراض أصبحت مختفية أو شبه مختفية، وإذا ظهرت تظهر بقلة، يكون ذلك بسبب التحصين غير الروتيني.. وعن جزئية فساد المنظمات قال الحاضري إنهم لا يستطيعون الحديث في ذلك، لأن تخصصهم الحديث عن التطعيمات وحملات التحصين، وألقى المسؤولية على وسائل الإعلام والتحري في ذلك، وأن مخصصات التطعيم لا تأتي للوزارة إلا عبر المنظمات، لأن العالم تنكّر لليمن في هذه الفترة، سواءً العرب أو غير العرب، ويبرر ذلك بأنه لا مساعدات تأتي إلَّا عبر هذه المنظمات التي تسهم في فتحِ المراكز الصحية التي تعالج الإسهالات، ويبلغ عددها 525 مركزاً صحياً بمغذياتها، ومحاليل الإرواء، وبعض الحوافز للموظفين والعاملين، وغير ذلك، وأنه في ظل الحصار وتوقف مصادر الدخل، لم يبق هناك إلَّا المنظمات.. وأضاف الحاضري أن حملات التحصين تهدف لإعطاء المستهدفين نساء وأطفالاً ذوي سن معينة، لقاحاً من أجل مرض معين، كما انتشر مؤخراً مرض الكوليرا، وهناك لقاحات تعنى بالعمر ما دون السنة، ما دون الخمس سنوات، ما دون العشر سنوات، شلل الأطفال مادون الخمس السنوات إلخ... فالتطعيمات تحمي من انتشار الأمراض، وبفضل الالتزام بالتطعيمات الروتينية صارت اليمن خالية من مرض شلل الأطفال بسبب الحملات، وبسبب الوعي عند الإنسان اليمني بالتلقيح الروتيني، ويوضح أن تكثيف الحملات مؤخراً سببه ضعف الوعي عند الكثير من الناس، وليس عند الأغلبية، لأن الأغلبية يلقحون أطفالهم، لذلك كثفنا الحملات لعدة أسباب منها: الوعي القاصر بأهمية التحصين، كذلك هناك عدد من الناس لا يستطيعون الوصول لمراكز التحصين بسبب الظروف المعيشية، أو بيوتهم بعيدة عن مراكز التحصين الروتيني في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وكذا اللامبالاة لدى بعض الناس بأهمية التحصين الروتيني، لذلك تقوم وزارة الصحة بعمل استبيانات برفع الإحصائيات السنوية للتحصين الروتيني في المراكز، فعندما تجد أن التحصين لا يصل إلى ما نسبته 60% من الأطفال المواليد أو الأطفال من السن المخصصة للتطعيم، هنا تضطر الوزارة بالتعاون مع المنظمات، إلى تنفيذ هذه الحملات لتشمل معظم الأطفال سواءً الذين لقحوا أو الذين لم يلقحوا، لكي نضمن تلقيح غالبية الأطفال، وأنه إذا ما وجد الوعي بنسبة 100% ما احتجنا الحملات، إلا في حالات الجائحات، كجائحةِ الكوليرا، وهي تخفف فقط الكوليرا، كما أن أعلى نسبة للكوليرا في اليمن هي 3 مديريات بأمانةِ العاصمة هي: السبعين، الوحدة، وشعوب، لأنه لم يكن هناك لقاح يكفي أن يتم التعميم للمديريات العاليةِ الخطورة التي تبلغ 38 مديرية في عموم الجمهورية اليمنية.

مقولة مضحكة
في معرض رده على أحد استفساراتنا أن بعض المنظمات تقوم بتطعيماتها ليس سوى تجارب، أكد الناطق الرسمي لوزارة الصحة، أن تلك المقولة مضحكة، ولا أساس لها من الصحة، وأن ذلك الكلام لا أساس له علمياً، أو واقعياً، وأوضح الحاضري أن اللقاحات ليست وليدة اليوم، أو وليدة العدوان، بل لها أكثر من 60 عاماً، وأن اللقاحات خففت من حدّة الوفيات، و99% ممن هم في الجبهات تحصنوا وتلقحوا، ومع ذلك يدوس الواحد منهم الإبرامز بقدميه، ينفجر بجواره الصاروخ ولا يأبه لشيء.
وقال الحاضري: هذا الاتهام لا أساس له من الصحة، فأعطوني مثالاً واحداً للتحصين خلال الخمس سنوات الأخيرة أثر سلبياً على طفل، أو يافع، فالعام الماضي 2018 أكثر من 15250 حالة مصابة بالحصبة في عام واحد فقط بسبب عدم التحصين. وهذا من باب لغة الأرقام. وليس الطرح اللاواعي، أو اللاعلمي، بل نتحدث من واقع.

وزير الصحة يدشن الحملات بممثلي المنظمات

ختم الناطق الرسمي لوزارة الصحة أن وزير الصحة الدكتور طه المتوكل، دشن الحملات الأخيرة للقاح الكوليرا، وهو موثق بالصوت والصورة، بأن أخذ ممثل منظمة الصحة العالمية وطعّم له أمام الوسائل الإعلامية، لأن لقاح الكوليرا من عمر سنة وما فوق بدون أي أعمار محددة، ثم أخذ ممثل منظمة اليونيسف وطعم له. وتساءل الحاضري: ألا يكفي هذا لإسكات تلك الأصوات، وهذا للفحص، "طعمنا للذي جابوه"، فإن كان هناك أي تخوّف ولو 1% لرفضوا أن يطعموا، لكن الإعلام وثق ذلك، ووزير الصحة طعّم نفسه، وبقية الأشخاص سواء ممثلي الوزارة أو المنظمات، طعموا وأخذوا التطعيم لبيوتهم، وأنا واحد منهم.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
الأسلحة الأمريكية والغربية في اليمن .. مؤشـــرات جرائـــم حـــرب
اتحاد الإعلاميين يطلق تقريره الوثائقي عن جرائم العدوان بقطاع الإعلام
دار الإفتاء: يوم غدٍ الأحد هو المتمم لشهر شعبان والاثنين أول أيام شهر رمضان
تعرف مراحل صياغة “الرؤية الوطنية” وأبرز مضامينها لبناء الدولة
تمرّد في صفوف القوات السودانية: الإمارات تتجه لتجنيد الأفارقة