آخر الأخبار
محمد بن سلمان في خطر بعد إقصائه آل سعود
الأربعاء 18 مايو 2022 الساعة 09 مساءً / متابعات - مرآة الجزيرة :

منذ تعيينه ولياً للعهد، سعى محمد بن سلمان للهيمنة على كافة أواصر الحكم، لا سيما من خلال اعتقال الأمراء ومعاقبتهم بتجريدهم من ثرواتهم ومنعهم من السفر، وهو ما حصل لأول مرة بصورة علنية في تاريخ العائلة التي دأبت الحفاظ على صورة التوافق بين أفرادها، الأمر الذي ضرب أحد أعمدة الحكم لدى آل سعود وهو تماسك العائلة. مع تأزّم الحالة الصحية لسلمان بن عبد العزيز، ثمة العديد من السيناريوهات التي تطرح بشأن الحاكم الجديد للبلاد. الكاتب السّياسي طالب الحسني وفي تصريحات صحفيه، أكّد أن ما بناه محمد بن سلمان لا سيما من محيط حوله، من خلال تركي الشيخ أو المحيط الجديد هو دائرة صغيرة جداً من خارج العائلة لأنه لا يريد تمكينها، وهو ما يشكّل خطر كبير عليه. والسبب في ذلك بحسب الحسني، لأنه بنى هيكل ديكتاتوري من دون أعمدة تماسك الدولة التي كانت قائمة، فرغم أن ابن سلمان شخص ديكتاتوري، تبقى دولته تفتقد للبنيان الرئيس للحفاظ على الحكم السعودي لناحية تماسك آل سعود، فعندما ينهي محمد بن سلمان ذلك لصالح مجموعة من خارج آل سعود، هو يريد أن لا يتحول الحكم إلى العائلة كي لا يكون هناك تنافس على الحكم ولا يكون بحاجة لإرضاء أفراد العائلة جميعاً، ويقوّي منهم أطرافاً، وهو ما كان يخشى منهم العديد من الملوك في “السعودية”. تعيين محمد بن سلمان وليّاً للعهد، وفق الحسني، في ظل غياب أفراد من آل سعود كان مؤشّر واضح على معارضة أبناء عبدالله وفهد الذين لم يحضروا في ذاك اليوم. لكن ابن سلمان تمكّن بوجود سلمان من إقصاء الكثيرين وإجراء هيكلة للحكم من الناحية التقليدية التي كان فيها توزيع مناصب في الحكم، وحين أجرى التغييرات، لإرضاء أبناء تركي وبعض الأجنجة التي بدأت تظهر، بعد أن تخلص من جميع المنافسين وأبرزهم محمد بن نايف وأبناء عبدالله الذين ربما كانوا في الصورة الأكثر تنافساً له، فقد أجرى تغييرات في القوّات العسكرية، والجناح الوطني التي كان يهيمن عليها عبدالله. وبالتالي نحن أمام تغيير حقيقي في “السعودية” بالنسبة للتسلسل الذي كان يحصل قبل سلمان اعتباراً من عبد الله. تاريخيّاً منذ عهد فيصل آل سعود، كان هناك صراع بين أفراد العائلة، لكن ما قام به محمد بن سلمان لا شك في أنه الأعنف في تاريخ البلاد. بالنسبة للتغييرات سواء لناحية جوهر الأركان التي كانت تقوم عليها “السعودية”، كان هناك تبادل في الصعود بين آل الشيخ وآل سعود، أيضاً بعض العوائل التي تنتمي لأحفاد عبد العزيز الذين كانوا لا يصلون إلى مستوى التسلسل الذي كان حاصل بين أحفاد عبد العزيز آل سعود. هذا التغيير الذ حصل لم يقم إلا بإقصاء كثيرين وهذا لا يعني أنه ليس هناك معارضة فالبعض لا يزال ينتظر موت سلمان بن عبد العزيز ليتحرّك، بحسب الحسني. انتشرت خلال الآونة الأخيرة أنباء بشأن تدهور صحّة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، فقد كشفت وكالة GTN24 الدوليّة عن تدهور خطير على صحّة سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسط صمت من الديوان الملكي وإخفاء المعلومات الحقيقية بشأن حالته. الوكالة نشرت في بيان نقلاً عن خبراء يعتقدون أن فرص بقاء سلمان على قيد الحياة أقل من 10 %، وقد يموت في غضون أسبوعين أو نحو ذلك. وذكرت أن الحالة الصحيّة للملك السعودي حرجة، وأن وجود مخاوف كبيرة داخل أسرة آل سعود. وبحسب الوكالة، يواجه محمد بن سلمان مشكلة كبيرة في الحصول على ولاء العديد من أفراد الأسرة السعودية لخلافة والده. فقد خضع العاهل السعودي لفحص القولون بالمنظار يوم الأحد الماضي، بعد أسابيع فقط من تغيير بطارية جهاز تنظيم ضربات القلب، مما أدى إلى مخاوف صحية جديدة بشأنه. ومع ذلك، وبسبب المشكلات الصحيّة التي يواجهها العاهل السعودي، فإن ابنه مسؤول أيضاً عن إدارة الشؤون اليومية في البلاد. يأتي ذلك بعدما بقيت مخاوف العاهل السعودي الصحيّة في الغالب طي الكتمان، مع تحديثات محدودة من الحكومة، كما تم تقييد ظهوره العلني أيضًا. فيما سبق وذكر تقرير وكالة “الأنباء” السعودية أن العاهل السعودي “سيقضي بعض الوقت في المستشفى وفق خطة العلاج التي أوصى بها الفريق الطبي”. الجدير بالذكر أن ولي العهد يثير استياء بين بعض الفروع البارزة لآل سعود بسبب تشديد قبضته على السلطة. خاصة بعد اعتقاله لكبار أعضاء الأسرة عام 2017 في الريتز كارلتون بزعم محاربة الفساد، وتشديد قبضته على الحكم بصورة إلغائية لكافة الأصوات والشخصيات الأخرى. لم يكتف ابن سلمان عند هذا الحد إنما دأب خلال السنوات التالية على اعتقال ونفي كل من يلاحظ أنه لا يدين له بالولاء المطلق في محاولة لإقصاء جميع المعارضين داخل الأسرة، ثم الوصول إلى العرض بسلاسة. يشار إلى أنه حينما استلم محمد بن سلمان زمام السلطة وعد بالإصلاح ومحاربة الفساد وحل مشاكل الأهالي، إلا أن ما حصل على أرض الواقع كان نقيض ذلك. فالفساد ازداد، وصاحب ذلك تدهور كبير في حقوق الإنسان، فارتفعت وتيرة القمع والاستبداد، والحرمان من حرية الرأي، وتكميم الافواه، والاعتقال التعسفي الذي طال جميع فئات المجتمع. أضف إلى ذلك المحاكمات غير العادلة، والقتل خارج نطاق القضاء، والقتل بطريقة غير مباشرة عبر الإهمال الصحي للمعتقلين، والتعذيب الشديد الذي يقع عليهم، وانتهاك آدميتهم. كما أن في عهد بن سلمان فُرضت الضرائب، وقُلِّصت الرواتب، وزادت رسوم استهلاك الخدمات العامة، واختفت أموال طائلة من خزينة الدولة.



تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار وأنشطة ضد العدوان
(نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الـ25 للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 30 رمضان 1445هــ | 9 أبريل 2024م.
مواضيع مرتبطة
السياسي الأعلى: طلب تمديد الهدنة قيد الدراسة ومن الأولويات فتح طرق في تعز والمحافظات
انطلاق أولى رحلات الهُدنة يبرز بشاعة الحصار المفروض على اليمن
رئيس الوفد الوطني: دول العدوان لم تلتزم ببنود الهدنة.. وما يتطلبه الموقف هو الإسراع في تسيير الرحلات المقررة
رجال الله | ملزمة: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم - اليوم الرابع 04
إقلاع أول رحلة مدنية من مطار صنعاء بارقة أمل للمرضى