آخر الأخبار
شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
هل ردّت «إسرائيل» على إيران
هل اقتربت معركة رفح؟ وما أهداف العدو منها؟
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟
عمليات المقاومة العراقية تتصاعد.. ما هي تأثيراتها؟
ماذا يتنظر "إسرائيل" في اليوم التالي؟
خسائر العدو في غزة فاقت التوقعات.. هل يستطيع الصمود أكثر؟
"إسرائيل" بعد طوفان الأقصى: أقرب إلى الزوال

بحث

  
العدو يُستنزف في غزة.. هل فقد القدرة على متابعة عدوانه؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: 4 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 13 ديسمبر-كانون الأول 2023 02:35 ص


اذا أراد قادة العدو الإسرائيلي، من سياسيين أو عسكريين، أو مسؤولي الدول الداعمة للعدو في هذه الحرب الهمجية - اللانسانية على الشعب الفلسطيني، وبعد مرور حوالي الشهرين على بدء عدوانهم على قطاع غزة، إجراء تقييم موضوعي لنتائج هذه العملية وما حققته حتى الآن من الأهداف التي وضُعت لها، سيكون حتمًا هذا التقييم في غير مصلحة العملية برمتها، وستكون فترة الشهرين من هذه من الحرب، والتي عاكست بمدتها الطويلة كل مبادىء وعقيدة العدو العسكرية تاريخيا - اي سعيه الدائم للحرب القصيرة الخاطفة - ستكون حربًا خاسرة بكل ما للكلمة من معنى، ومن كافة النواحي العسكرية والميدانية والسياسية.

صحيح أن العدو حقق نسبة غير بسيطة من السيطرة الميدانية والجغرافية على بعض مناطق القطاع، في شماله أو في جنوبه في محيط خان يونس، وصحيح أنه وصل إلى بعض الكراكز التي قال إنها لحماس والجهاد الإسلامي في الشمال والوسط، وصحيح أيضًا أن هناك عددًا من الشهداء من عناصر وكوادر المقاومة قد ارتقوا في مواجهة هجوم وحدات العدو ولكن، المؤشر الرئيسي الذي يمكن تقييم عملية الاحتلال على اساسه، بين النجاح وبين الفشل، ليس الجغرافيا المحدودة التي سيطر عليها حتى الان، وليس خسارة المقاومة بعض الشهداء أو بعض المراكز أو حتى الأنفاق، بل المؤشر الرئيسي لهذا التقييم هو نسبة الخسائر الضخمة التي تسقط للعدو في هذه المواجهة العنيفة، لناحية الضباط والجنود الذين يُقتلون أو يصابون أو يصبحون معاقين، أو لناحية العدد الضخم من الآليات المدرعة من دبابات وناقلات جند، والتي تدمر كليا أو جزئيا.

طبعًا هذه الخسائر الضخمة التي تسقط للعدو، هي التي تؤكد أنه يُستنزف في هذه العملية، وخاصة في عديد الجنود والضباط، والتي لا يمكن له تعويضه أو تقبله، وذلك لعدة اسباب واهمها:

 اولا: بسبب حاجته الماسة اليوم لكل جندي وضابط في الميدان، وهذه الخسائر تخفّض يوميًا وبشكل دراماتيكي، عدد المنخرطين من عناصر العدو في المعركة دون وجود بديل، كونه زج باغلب وحدات الاحتياط لديه، بعد أن طور معركته نحو خان يونس قبل أن يُقفل معركته في شمال القطاع. فالمعركة في شمال غزة تتطور سلبًا أيضًا ضده تلك التي شهدتها بداية العملية.
 وايضا، يصعب عليه تغطية هذه الخسائر في عديده المقاتل، بسبب الجهوزية الضخمة التي فرضتها عليه وحدة ساحات محور المقاومة، وبسبب الاستنفار الكامل الذي تعيشه وحداته، والموزعة بين جبهته الشمالية مع لبنان أو مع سوريا، أو بمواجهة جبهته الحساسة ضد اليمن، بين البحار والمعابر شرقا، والضغوط المتواصلة من تهديدات المسيّرات والصواريخ باتجاه جنوب فلسطين المحتلة في ايلات ومحيطها، وبين الضفة الغربية التي تشكل له الخاصرة الأضعف بين هذه المواجهات، حيث يعطيها جهودا ضخمة لمحاولة ضبط أي خطر يمكن أن يخرج من الضفة باتجاه المستوطنات أو الاراضي المحتلة المحيطة بالضفة الغربية.

ثانيًا: لناحية الضغط الخانق الذي تسببه على قيادته السياسية والعسكرية الخسائر من الضباط والجنود داخل "مجتمعه"، والذي يعيش ايضًا صدمة ودوامة الأسرى والذين بأغلبهم من العسكريين، حيث أصبح أغلب أهاليهم شبه مقتنعين باستحالة عودة أبنائهم في ظل هذه المناورة المجنونة والفاشلة التي يخوضها نتنياهو في هذه الحرب.
 
أما لناحية خسائره اللافتة في الآليات، والتي اقتربت من الخمسماية آلية، بين التي تم تدميرها كليا لتخرج نهائيا من المعركة، أو جزئيا لتخرج مؤقتا مع تسببها بإشغال عدد كبير من قدراته اللوجستية التي تحتاجها معركته المباشرة بقوة، فإن هذا الشق من الخسائر، وصل ايضًا إلى الحد الذي يصعب تعويضه، أقله في المدى المنظور لمسار المعركة.

من هنا، وحيث يمكن القول وبكل موضوعية أن خسائر العدو اليوم في حربه الاجرامية على غزة بدأت تستنزف قدراته الضرورية والأساسية لمتابعة القتال، ومع انسداد أي أفق ميداني وعسكري بوجهه يوحي بامكانية تحقيقه اي من اهداف حربه الاساسية، أي تدمير بنية حماس وتحرير الاسرى بالقوة، وحيث الميدان هنا يحمل التأكيدات الواقعية لهذا الامر، ومع صمود المقاومة الفلسطينية واهاليها الاسطوري، والذي فاق كل التوقعات، ومع ثبات الاخيرة في الدفاع وتعاظم امكانياتها القتالية والهجومية مع مرور الوقت، حيث نسبة خسائر العدو من عمليات المقاومة المختلفة ضد وحداته المتوغلة في بعض مناطق القطاع، قد ارتفعت في الفترة الأخيرة بشكل كبير جدًا مقارنة مع بداية العملية منذ حوالي الشهرين، الامر الذي كان يفترض العكس في ظل هذا الدمار غير المسبوق لكل ما هو فوق الأرض في غزة.. أمام كل ذلك، لا يبدو ان للعدو امكانية في مواصلة حربه الاجرامية هذه، وبالتالي، يبدو ايضا أن امكانية انكفائه عن هذه الحرب (فيما لو اراد وقف هذا النزف الذي يعيشه على كافة المستويات) أصبحت قاب قوسين، وربما يعلنها قريبا.

* نقلا عن :موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
معركة «صامتة» في المحيط الهندي: صنعاء تتعقّب سفن الكيان
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد محسن الجوهري
لن تتوقف جرائم "إسرائيل" إلا بأخرى مضادة
محمد محسن الجوهري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
مقالات ضدّ العدوان
عماد الحطبة
ثمن المقاومة
عماد الحطبة
هاشم أحمد شرف الدين
المنافقون هم المتخفّون لا أبو عبيدة
هاشم أحمد شرف الدين
عبدالرحمن الأهنومي
حرب غزة الكاشفة.. مرتزقة السعودية والإمارات بلبوس صهيونية يعرضون خدماتهم ل”إسرائيل”
عبدالرحمن الأهنومي
محمد محسن الجوهري
“المرتزِقة”.. جُدُر بني “إسرائيل” في باب المندب
محمد محسن الجوهري
شرف حجر
لا قانون يُلزم كيان الاحتلال
شرف حجر
خليل نصر الله
صنعاء ترفع منسوب الضغط لدى الكيان
خليل نصر الله
المزيد